“أسترازينيكا” تعترف  بمشاكل لقاح  كورونا وحكومة السيسي تدافع … ما السر؟

- ‎فيتقارير

 

 

أقرت شركة أسترازينيكا البريطانية، أخيرا بمفاجأة أثارت لغطا ومخاوف على نطاق واسع، مرتبطة بأن اللقاح الخاص بها “يُمكن أن يكون سببا لمجموعة من الآثار الجانبية، التي قد تصل إلى التسبب في الوفاة بسبب تجلط الدم”.

هذا الاعتراف النادر من نوعه، جاء في سياق ردها على دعاوى قضائية جماعية تم تحريكها من قبل عشرات الأسر التي تطالب بتعويضات بملايين الجنيهات الإسترلينية في بريطانيا.

 

وقال  محركو تلك الدعاوى القضائية بأنهم أو أي من ذويهم أصيبوا بأعراض جانبية، تمثلت في تشوهات أو تعرضوا للموت بسبب اللقاح الذي أنتجته الشركة، والخاص بفيروس كورونا.

 

قدمت الشركة البريطانية وثيقة للمحكمة العليا، ذكرت فيها أن اللقاح الخاص بها يمكن أن يسبب متلازمة تجلط الدم مع نقص الصفائح الدموية، لكنها ذكرت في الوقت نفسه أن ذلك يحدث في حالات نادرة.

 

ورغم محدودية تلك الحالات، إلا أن صدى اعتراف الشركة وجد انتشارا واسعا وأثار جملة من المخاوف، وعزز من الدعاوى القضائية التي تم تحريكها.

 

ومع تصاعد الجدل حيال تلك الأزمة التي ترتبط بواحدة من أكبر شركات الأدوية، والتي لعبت دورا بارزا في الحد من إصابات جائحة كورونا وأنقذت حياة الملايين، فإن عديدا من الأسئلة تطرح نفسها بشأن مدى تأثير تلك الأزمة على أسهم الشركة وإيراداتها القادمة وحضورها في عديد من الأسواق وحصتها السوقية؟

 

51 قضية

 

 وهناك نحو 51 قضية تنظرها المحكمة العليا في بريطانيا، يطالب أصحابها بتعويضات، وذلك بموجب قانون حماية المستهلك للعام 1987 متمسكين بوصف اللقاح بأنه كان مُنتجا معيبا.

 

كانت الشركة قد أعلنت قبل أيام عن نتائج أعمال الربع الأول من العام الجاري، والتي كشفت عن تحقيق قفزة بالإيرادات بنسبة 19%، وصولا إلى 10 مليارات جنيه إسترليني.

 

صحة السيسي  تدافع

 

وبعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة، دخلت وزارة الصحة المصرية على الخط بتصريحات رسمية مستغربة، حيث قال الدكتور مصطفى المحمدي، مدير التطعيمات في المصل واللقاح بوزارة الصحة والسكان المصرية، إن اللقاحات في مصر وخاصة أسترازينيكا تم منحها تحت بند الموافقة الطارئة، بمعنى أن أي شخص تلقى اللقاح حصل عليه على مسؤوليته الخاصة، ووقع على استمارة موافقة مستنيرة.

 

وحول خضوع شركة الأدوية العملاقة والمنتجة للقاح أسترازينيكا أكسفورد للمقاضاة في دعوى جماعية، بسبب مزاعم بأن لقاحها الذي تم تطويره مع جامعة أكسفورد تسبب في الوفاة وإصابة خطيرة في عشرات الحالات، قال المحمدي إنه من الممكن وجود حالات طارئة ونادرة تظهر عليها آثار جانبية مع حصول ملايين الأشخاص على اللقاح.

 

وأشار المحمدي إلى أنه يجري استخدام اللقاح بشكل طبيعي في مصر وليس لديه بشكل شخصي أي معلومات بخصوص ظهور آثار جانبية لمتلقي لقاح أسترازينيكا أكسفورد، نافيا التوقف عن استخدامه أو إجراء مراجعة خلال الآونة الأخيرة لتطعيم المواطنين باللقاح المستخدم منذ الموجة الأولى للوقاية من فيروس كورونا.

 

مستشار السيسي

 

ومن جانبه، قلل مستشار السيسي للشئون الصحية د.عوض تاج الدين، من تأثيرات اللقاح السلبية على صحة المتلقين، مؤكدا أنها لا تزيد عن 2 في المليون، وهي نسبة ضئيلة، مضيفا في تصريحات تلفزيونية مع الإعلامي شريف  عامر، أمس الأربعاء، أن المصريون تلقوا اللقاح بموافقتهم الشخصية، وهو ما يمتنع على الدولة أو الحكومة بجهاتها الرسمية رفع أي دعاوى قضائية من المتضررين.

 

وقال رئيس شعبة الأدوية في اتحاد الغرف التجارية المصرية، الدكتور علي عوف، في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”: متعارف علميا على أن أي علاج جديد يظل تحت البحث والاختبار لمدة طويلة؛ للتأكد من ما قد يسببه من آثار جانبية، وهو ما لم يحدث مع لقاحات كورونا بالقدر الكافي؛ نظرا لخطورة الفيروس وضرورة سرعة تلقي اللقاح، وهو ما أدى لظهور مثل تلك الأعراض الجانبية في وقت لاحق من التطعيم ضد فيروس كورونا.

 

مضيفا : هذه الأنباء المرتبطة بشركة إسترازينيكا ومقرها كامبريدج، من شأنها أن تؤثر على الشركة من الناحية الاقتصادية على المدى القريب  فقط، وسيكون التأثير على الأرباح الخاصة بالشركة محدودا.

 

يأتي ذلك خاصة وأن أعداد الأشخاص الذين عانوا من أعراض جانبية خطيرة بعد تلقيهم لقاح أسترازينيكا ليست بالكبيرة.

 

ونوه بأنه مع الدعاوى القضائية من المتضررين أو أسرهم على الشركة، فإن القضاء قد يضع بعين الاعتبار أن الشركة صنعت اللقاح في وقت ضيق وتحت ظروف قهرية لحماية الملايين من خطر الموت بسبب فيروس كورونا، كما استفاد الأغلبية ممن تلقوا اللقاحات المختلفة في القضاء على الفيروس، وفي حالة الإصابة به بعد تلقي اللقاح، فإن الأعراض تكون من بسيطة إلى متوسطة، ويمكن تلقي العلاج دون الذهب للمستشفى، بعكس ما حدث وقت الجائحة.

 

ووفق مراقبون فإن دفته الجهات الحكومية المصرية والمقربين منها عن اللقاح، يستهدف بالأساس قطع الطريق على من يفكر في رفع دعاوى قضائية على وزارة الصحة، كما حدث في بريطانيا.

 

ووفق شهود عيان وتجارب عديدة عايشها “الحرية والعدالة” فقد تسبب تلقي كثير من المصريين للقاح إسترازينكا للاصابة بالجلطات القاتلة الأعداد كبيرة، وهو  ما ظهر في حافظات عدة ، منها شمال سيناء والشرقية والمنوفية والجيزة والأسكندرية، حيث أصيب البعض بجلطات قلبية وجلطات بالقولون وغيرها، بعضهم لقي حتفه بالفعل، دون سبب واضح، رغم أنهم كانوا يتمتعون بصحة جيدة.