بسبب غياب قواعد واشتراطات الأمن والسلامة، في عموم مصر، باتت كل مناحي الحياة تمثل خطرا على حياة المصريين، بلا تفرقة، فالكل مصاب أو غريق أو محروق أو مقتول أو مريض لا يجد الدواء.
فبعد أيام من غرق اللاعب الشاب محمد عمرو مصطفى، لاعب “قارب الكايوي”، بنادي الكهرباء بالزمالك أثناء التدريب بالنيل، ووقوع أكثر من حريق ضخم ، بشوارع وميادين مصرية، ومحال تجارية بمناطق العتبة والموسكي، شهدت مصر العديد من المآسي.
فمؤخرا، قررت نيابة شمال الجيزة إجراء تحريات المباحث حول حادث غرق اللاعب حمزة تامر لاعب ملاكمة في حمام سباحة نادي الترسانة، وأمرت باستدعاء زملائه لسماع أقوالهم حول تفاصيل الواقعة وظروف وفاته.
توفي لاعب الملاكمة غرقا في حمام السباحة الأوليمبي بنادي الترسانة في الجيزة، أثناء تلقيه جلسة استشفاء بعد انتهاء تدريباته برفقة فريقه.
وأظهرت التحريات بأن اللاعب كان في حمام السباحة مع فريقه لإجراء جلسة استشفاء.
يشار إلى أن الحمامات الأولمبية، غالبا ما تتوافر لها فرق حماية وانقاذ، كما أن الفريق المصاحب للاعب الملاكمة، هو الآخر لم يقم بدوره بإنقاذ اللاعب.
فيما اكتفى وزير الشباب والرياضة بالإعلان عن حزنه، والإعلان من باريس أنه يتابع الواقعة.
ووجه أشرف صبحي مديرية الشباب والرياضة بالجيزة بمتابعة الحالة أولا بأول، ورفع تقرير تفصيلي للوزارة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن النادي، بعد التأكد من تطبيق معايير السلامة في حمام السباحة.
مصرع 5 وإصابة 9 في غرق لنش بمصر القديمة
في غضون ذلك، لقي خمسة أشخاص مصرعهم وأصيب تسعة آخرون في حادث غرق لنش يحمل 14 راكبا مصريا وخليجيا، الثلاثاء 30 يوليو الماضي، في مياه نهر النيل بين منطقتي قصر النيل ومصر القديمة في محافظة القاهرة.
بينما ألقت أجهزة الأمن القبض على سائق اللنش لاستجوابه حول الحادث، وكشفت التحريات أن المركب الغارق هو “لنش نهري” خاص، وأن حمولته الطبيعية لا تتعدى أربعة أشخاص، إلا أن قائد اللنش قام بتحميل 14 شخصا، إضافة إلى انتهاء رخصة المركب.
وأشارت التحريات إلى أن الركاب كانوا في نزهة نيلية، ولكن قائد المركب انتقل بهم إلى منطقة بعيدة عن المرسى النهري، مما أدى إلى تسرب كمية من مياه النيل داخل المركب بسبب الحمولة الزائدة، ما أسفر عن غرقه.
أكدت التحريات أن المتوفين شملوا أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و15 سنة، بالإضافة إلى رجل مسن يبلغ من العمر 65 سنة، تم انتشال جثثهم بواسطة قوات الإنقاذ النهري، بينما تم إنقاذ تسعة أشخاص آخرين، أصيبوا بالعديد من الكدمات والجروح.
ووقعت حادثة غرق المركب بالقرب من نافورة فندق سوفوتيل بدائرة قسم شرطة مصر القديمة.
وتعبر تلك الحادثتين المأساويتين عن انهيار منظومة الأمن والسلامة، في الأندية وفي المراكب السياحية، وفي الادارات المحلية، التي لا تهتم سوى بتحصيل الرسوم والغرامات والإتوات ، فقط، بينما لا تتابع رخص المراكب أو تراخيص أنشطة الندية، وهو ديدن كافة المؤسسات في عهد الانقلاب العسكري، الذي لا يهتم سوى بأمن النظام فقط، وقصر نشاط الأجهزة الأمنية عن الإجراءات التالية للكوارث، دون إجراءات جراء وقوع الحوادث وتجنبها، كما في كل دول العالم.