أسامة حمدان: طوفان الأقصى فرصة لبعث جديد الأمة من مواتها

- ‎فيعربي ودولي

 

أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن قوة المقاومة تفتح آفاقًا لتحقيق الانتصار رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها وأن “طوفان الأقصى”، بعد مرور عام على بدايته، منح الأمة فرصة جدية للنهضة من جديد وكشف عن الوجه الحقيقي للاحتلال وداعميه، الذين تحولوا من حضارة إلى “آلة إجرام وحشية”.

وقال “حمدان” في كلمة شارك بها في منتدى كوالالمبور السابع باسطنبول: “طوفان الأقصى” أعاد توجيه بوصلة الصراع والعداء في الأمة، مما يوفر فرصة حقيقية لإعادة تحديد الحلفاء والخصوم.

وأشار إلى أن الطوفان أعاد الاعتبار للجهاد كفريضة أساسية في الإسلام بعد محاولات أعداء الأمة لتشويهه.

“المقاومة بخير”، هو ما شدد عليه حمدان مضيفا، “غزة أدت واجبها واستشهد قادتها”، داعيًا الأمة الإسلامية إلى التفكير في دورها خلال هذه المرحلة المصيرية”.

وأوضح أنه “”لابد من إعادة الاعتبار للأمة وثقتها في قدرتها على المقاومة والصمود مهما كانت التضحيات”. مردفا “صعود حركات المقاومة في الأمة يثبت أن النظام العالمي الفاسد غير قادر على إخضاع الشعوب”.

وأردف، “الأحداث أظهرت بوضوح غياب العدالة الدولية وتعدد المعايير، مما يثبت أنه لا وجود لقانون دولي فعلي إلا إذا كانت الأمة قوية وقادرة على فرض إرادتها”.

وأشار إلى أن “اللحظة الحالية.. فتحت المجال أمام البشرية للتساؤل عن البديل للحضارة المادية الحالية”.

 

رسالة للعالم الإسلامي

ووّجه “حمدان” رسالة للعالم العربي والإسلامي من 3 بنود، “..الأول لا شك أن أمتنا على الصعيد الشعبي بشكل كامل وجزء من الصعيد الرسمي قدمت ودعمت وأسندت غزة ومقاومتها والقضية الفلسطينية خلال هذا العام، إسناد كبير وكبير جدا، وهو إسناد مقدر منا ومن شعبنا ونحن نشكرهم عليه”.

و”النقطة الثانية رغم كل هذا الإسناد نقول إن العدو لا زال مستمرا في العدوان، وبالتالي نحن بحاجة أن يستمر هذا الإسناد وأن يتطور ليكافئ حجم العدوان وطبيعته، مع تقديرنا وقناعتنا أن الاحتلال لن يتوقف عند حدود فلسطين، واليوم ها هو يعتدي على لبنان وغدا ربما يعتدي على دولة ثالثة إذا ظن أن الأمة لن تقف في وجهه”.

وأوضح أنه “..إذا شعر “الإسرائيلي” أن الأمة تتحرك من أجل مواجهته لا أقول سيتراجع (بل) سينكسر، شهيد تركي ينفذ عملية طعن.. الشهيد حسن (سكالانين) نفذ عملية طعن في القدس (أبريل 2024) كانت لها تداعيات كبيرة جدا في إثارة حال من الخوف والرعب لدى الاحتلال، لأنه في النهاية هو يدرك تماما أن هذا الشهيد ينتمي إلى شعب له تاريخه الطويل في حماية الإسلام والدفاع عنه، وبالتالي ماذا لو اتسعت الدائرة”.

مقابلة الأناضول

وفي مقابلة حمدان مع وكالة الأناضول قال إن “طوفان الأقصى” فرض قضية فلسطين وفضح “إسرائيل”. موضحا أن الطوفان “ذكرى مجيدة لأنه يوم رأى العالم فيه قدرة المقاومة رغم ضعف إمكاناتها، على إسقاط أهم فرقة بجيش الاحتلال”.

 

وأضاف، “طوفان الأقصى” كشف طبيعة الكيان الصهيوني، فهذا الكيان أكثر هشاشة مما يظن كثيرون ولا يمكن المراهنة عليه”.

 

وأشار إلى أن “طوفان الأقصى” فرض القضية الفلسطينية من جديد على الواقع السياسي الإقليمي والدولي بعد أن كادت أن تصبح نسيا منسيا”.

 

وقال: “أمامنا 3 تحديات: ترتيب البيت الداخلي وتحمل القيادة الفلسطينية مسؤوليتها، وكيف يتحول الموقف الدولي عمليا لإنهاء الاحتلال”.

 

واتهم “الإدارة الأمريكية بسلوكها (الداعم للإبادة) كشفت عورات النظام الدولي لدرجة أنه بات واضحا أنه لا يوجد نظام دولي مستقل”.

ونواصل الصمود

وأكد “حمدان”، “.. ليس أمامنا إلا الصمود، ومشروعنا هو وقف العدوان على قاعدة حصول الفلسطينيين على حقوقهم وإنهاء الحصار وإعادة إعمار غزة”.

وحذر مَن يراهنون على “إسرائيل” يراهنون على تضييع مستقبلهم” ونصحهم بأن “..الأولى أن يراهنوا على المقاومة والشعب الفلسطيني لضمان مستقبلهم”.

وأوضح أن “العالم اكتشف حقيقة أن “إسرائيل” عبارة عن “وحش ومنظومة احتلال”، وإن عملية “طوفان الأقصى” فرضت القضية الفلسطينية دوليا من جديد، فيما كشفت الولايات المتحدة، بدعمها لتل أبيب، عورات النظام الدولي”.

بضاعتكم ردت إليكم

وبالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى الاثنين لهجوم “طوفان الأقصى” وبدء الكيان الإبادة الجماعية في قطاع غزة، بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر 2023، ونقل صورة عملية “طوفان الأقصى”، عند المسؤولين “الإسرائيليين”، وأنها برأيهم “أكبر فشل مخابراتي وعسكري وذلك منذ قيام “دولة” إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة”.

وأعتبر أن “عملية طوفان الأقصى استطاعت أن تضع القضية الفلسطينية على الطاولة من جديد، وأن تفرضها على الواقع السياسي الإقليمي والدولي، بعد أن كادت أن تصبح نسيا منسيا”.

وأضاف، “لا يمكن أن يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة ما لم يكن هناك دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة ويحصل الفلسطينيون على حقوقهم”.

وأردف، “”نجح طوفان الأقصى في أن يكشف طبيعة الكيان الصهيوني، بأن هذا الكيان أكثر هشاشة مما يظن كثيرون، وأنه كيان لا يمكن المراهنة عليه ولا مستقبل له في المنطقة .. وفي أن يظهر أنها (فلسطين) قضية أمة بكاملها، بل هي قضية كل حر في هذا العالم”.

 

وعن ارتداد بضاعة الإبادة إلى صدور المحتل، قال: “كل الدعاية “الإسرائيلية” الرخيصة التي سوقت على مدى عقود طويلة لتضع إسرائيل في دائرة المظلومية والباحثة عن البقاء، ليكتشف العالم أن “إسرائيل” عبارة عن وحش ليس عنده أي قيم وأن صورة الديموقراطية هي صورة غير حقيقية وأنه لا منظومة قيمية سوى منظومة الاحتلال”.

 

وأعتبر “حمدان” أن “كل هذه النتائج لم تكن لتتحقق لولا طوفان الأقصى، وأنه من المبكر أيضا أن نحكم على النتائج بشكل نهائي، لأن الاحتلال يوسع المعركة باتجاه لبنان وربما اتجاهات أخرى، ما يؤكد أن هذا الكيان هو عامل عدم الاستقرار والأزمة الدائمة في المنطقة”.

المشروع الوطني

إلا أنه أشار إلى تحديات مقبلة، “أعتقد الآن (هناك) أكثر من تحدي، على الصعيد الوطني الداخلي هناك تحدي أساسي وهو كيف نعيد ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على أساس المشروع الوطني الفلسطيني”، وفق حمدان.

وأوضح أن “طوفان الأقصى نفض الغبار عن المشروع الوطني الفلسطيني الأساس، وهو مشروع التحرير والعودة”.

وأردف، “كيف نعيد ترتيب البيت الفلسطيني على أساس هذا المشروع.. هناك جهود تجري واتصالات ولقاءات، وربما الأسبوع القادم يكون هناك أيضا بعض اللقاءات الوطنية الفلسطينية”.

وقال “تحدي مهم جدا لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار، وهو كيف تتحمل القيادة الفلسطينية بشكل عام مسؤوليتها تجاه صمود الشعب الفلسطيني (الذي) صمد صمودا أسطوريا في هذه المعركة، رغم كل المعاناة والتضحيات لا يزال يتمسك بحقه وبأرضه وبوطنه، يرفض التهجير والاستسلام وينحاز إلى المقاومة”.

وأكد أن “التحدي (هو) كيف تكافئ القيادة الفلسطينية بفعلها وبجهدها وبأدائها هذا الموقف الوطني للشعب الفلسطيني”.

وفي هذا السياق، أعرب عن تعجبه من أن “يقتحم (الجيش الإسرائيلي) مناطق تسيطر عليها السلطة الفلسطينية ويعتدي ولا يعبأ بوجودها”، وذلك ضمن “رغبة إسرائيلية في تصفية القضية الفلسطينية”!

واكتفى للاستدلال وصف ما حدث، عندما اقتحم المحتل مدينة رام الله (وسط الضفة الغربية المحتلة) على بعد مئات الأمتار من مقر رئيس السلطة، يغلق قناة الجزيرة يفجر بوابتها، يقتحم المدن ويغتال مناضلين فلسطينيين من مختلف الفصائل ليس فقط حماس أو الجهاد حتى من فتح و(الجبهة) الشعبية”.

وخلص إلى أن “الإسرائيلي” يذهب باتجاه الإصرار على إلغاء الحقوق الفلسطينية، نحن نعتقد أن هذا السلوك لن يضعف إرادة المقاومة عند الشعب الفلسطيني، بالعكس هو سيزيد من استعداد الشعب الفلسطيني للتحدي، ورغم حرصنا على إنهاء هذا العدوان ليس أمامنا كفلسطينيين إلا أن نصمد في مواجهته”.

ونصح شركاء المشروع الوطني “..من تاريخنا الوطني الفلسطيني أن الصمود هو الذي سيقودنا إلى النصر”.

وعن دلالات عملية بئر السبع والتي قتل فيها جندي صهيوني في الخدمة وأخر أصيب إصابات حرجة قبل أن يُطلق عليه (الشاب الفلسطيني) النار، قال: “هذا المنطق يكشف لك مسألتين، الإصرار الوطني الفلسطيني والإدراك “الإسرائيلي” أنه حالة احتلال، فلماذا يموت من أجل هذه الحالة”.

الموقف الدولي

وعن تحد ثالث تساءل عن “.. كيف يتحول الموقف الدولي من قراءته لطبيعة إسرائيل المجرمة إلى موقف عملي ينهي هذا الاحتلال”.

وأعتبر أن انحيازا امريكيا، “كشف أنه لا يوجد تعريف حقيقي للمجتمع الدولي، تبين أن الولايات المتحدة تهيمن هيمنة كامل على المؤسسات الدولية، وهي تحاول استخدام المؤسسات الدولية لتعزيز هيمنتها في هذا العالم”.

وسرد أمثلة لذلك، موضحا، “رأينا مسؤولا أمريكيا (لم يذكره) ينتقد موقف محكمة الجنايات الدولية بطلب المدعي العام فيها إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزراء الكيان الصهيوني الإرهابي (بنيامين) نتنياهو ووزير حربه (يوآف غالانت)، فيقول إن هذه المحكمة أُنشئت لمحاكمة القادة الأفارقة و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”.

وأردف، “هو لا يكتفي بأن يكون مهيمنا وإنما يتصرف بوقاحة، لم نكن نتوقع أن تكشف الإدارة الأمريكية بسلوكها عورات النظام الدولي لدرجة أنه بات واضحا أنه لا يوجد نظام دولي مستقل”.

وتابع: “أظن أن هذا نذير خطر شديد جدا على المستوى الدولي؛ لأن نُضج القناعة على المستوى العالمي بأن المنظومة الدولية فاشلة وغير قادرة على وقف العدوان والوحشية الإسرائيلية سيدفع الجميع للبحث عن منظومة بديلة وانهيار المنظومة الراهنة”.

النخب الدولية

وعن الفارق بين أنظمة وشعوب، عبر عن اعتقاده “.. أن هناك حراكا داخل النخب، رأينا قطاع الطلاب والجامعات في أمريكا مثلا، رأينا قطاع بعض النخب من الفنانين والأكاديميين في أوروبا يقفون في البداية حائرين تجاه هذا، ثم يعلنون موقفا مناقضا للموقف الأمريكي وينتقدون السلوك الأمريكي ويتحدثون عن إنهاء الهيمنة على المنظومة الدولية”.

وأعتبر “أن النخب اليوم بدأت تدرك أنه لا يوجد قانون دولي بالمعنى الحقيقي، وإنما يُستخدم القانون الدولي حيث يخدم مصالح معينة ويُهمل ويُلقى في سلة القمامة حيث لا يخدم هذه المصالح، ولذلك قلت إن نمو هذا الشعور وهذه القناعة لدى النخب من شأنه أن ينعكس سلبا على الموقف الأمريكي والموقف تجاه المنظومة الدولية”.

وأكمل، “..النخب فاجأت أمريكا ولم تفاجئنا نحن، كنا نعول مبكرا أن تستوعب هذه النخب طبيعة الصراع، أعتقد هذا من مكاسبنا في هذه المعركة أنه حصل استيعاب لطبيعة الصراع، وأن هذا احتلال وهذا كان صهيوني معتدي وأن الشعب الفلسطيني مظلوم وله حقوق ينبغي أن يحصل عليها”.

“أن تصل النخب، لا سيما في الغرب، إلى القناعة بأن الإدارة الأمريكية تهيمن على هذه المنظومة وتستخدمها لأغراض تناقض الأسس التي قامت عليها، هذا أعتقد أنه حصل بطريقة أسرع مما كنا نعتقد” بحسب القيادي أسامة حمدان.

لأهالي غزة

ولأهالي غزة قال: “الشعب الفلسطيني الذي يعاني في غزة ويحاصر، هم أباؤنا وأمهاتنا وأبناؤنا وبناتنا وأشقاؤنا، نحن بذلنا على مدى هذا العام جهدا كبيرا للاستمرار في إدارة شؤونهم المدنية والحياتية والصحة والتموين وغيرها”.

وأضاف، “مشروعنا هو وقف العدوان على قاعدة أن يحصل الفلسطينيين على حقوقهم، أن ينتهي الحصار وأن يُجرى الإعمار وأن يُعاد بناء غزة، سنواصل في هذا الاتجاه”.

وأردف: “في ذات الوقت نبذل كل جهد ممكن بالاتصال مع حكومات ودول على مستوى المنطقة العربية والإسلامية، وأيضا أطراف دولية للتخفيف من المعاناة الإنسانية لأبناء شعبنا وتوفير مستلزمات الحياة لهذا الشعب الذي لا زال صامدا رغم عام من العدوان، مع تأكيدنا أننا سنواصل الصمود والمقاومة حتى ينكسر هذا العدوان إن شاء الله تعالى”.

رسالة للمخذلين

أما “النقطة الثالثة نقول للذين يراهنون على الكيان، ونحن نعلم أنهم لا يشكلون غالبية في أمتنا، نقول لهم: توقفوا عن هذه المراهنة، هذا الكيان غير قادر على حماية نفسه، لا مستقبل له في المنطقة”، حسب حمدان.

وختم بأن “خارطة المنطقة خلال عشر سنوات بإذن الله لن يكون فيها وجود الإسرائيلي، الذين يراهنون على إسرائيل هم يراهنون على تضيع مستقبلهم، الأولى والأجدر أن يراهنوا على المقاومة وعلى الشعب الفلسطيني لضمان مستقبلهم في المنطقة”.