جديد الوضع بسورية .. الاحتفالات مستمرة بساحة الأمويين وتحضيرات لحوار وطني و الاحتلال يشيد مقار عسكرية بجبل الشيخ

- ‎فيعربي ودولي

 

بعد مضي أكثر من أسبوعين في سورية على إسقاط نظام بشار الأسد، لا تزال مظاهر الفرح هي الطاغية في شوارع العاصمة دمشق، إذ لا تزال الاحتفالات اليومية مستمرة في ساحة الأمويين، فيما معظم المحال التجارية والسيارات تطلق الأغاني التي تمجد الثورة التي أسقطت نظام آل الأسد. ومما يلفت الانتباه، التحاف الكثير من الشبان والشابات علم الثورة خلال تجوالهم في شوارع دمشق وأسواقها، فيما تنشط ورشات الدهان التي تستبدل شعارات النظام السابق وأعلامه بعلم الثورة السورية وشعارات العهد الجديد.

في الأثناء، لم تتوقف التحركات الدبلوماسية في دمشق، لاستيعاب تفاصيل المشهد الجديد وتصورات الحكام الجدد بشأن ما ستكون عليه سورية مستقبلاً. بعد الأوروبيين والأميركيين ووفود دولية، عادت تركيا للقاء أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، عبر وزير خارجيتها هاكان فيدان، فيما بدأت تلوح مؤشرات انعقاد المؤتمر الوطني السوري الذي يجري الترويج إلى أنه سيكون شاملاً وجامعاً، بهدف بلورة رؤية جامعة بشأن المرحلة الانتقالية والحالة الدستورية.

 

يأتي ذلك بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مضايقته لأبناء الجنوب السوري في محافظتي القنيطرة ودرعا الحدوديتين، وذلك بالتوغل في البلدات وإعاقة حركة السكان وترهيبهم. وكثّفت دولة الاحتلال منذ اللحظات الأولى لسقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الحالي هجماتها على مواقع عدة في سورية، واستكملت احتلال جبل الشيخ وأراضٍ سورية تمتد على مساحات واسعة، بزعم أن هذه خطوات مؤقتة، وفي إطار إجراءات دفاعية بعد سقوط النظام، مستغلة غياب الجيش في سورية والفترة الانتقالية التي تحتاج فيها البلاد لتنظيم أمورها. وقد تستغل دولة الاحتلال ذلك في مفاوضات مستقبلية، في محاولة لفرض شروط تضمن الهدوء النسبي الذي اعتادته على الجبهة السورية، وتثبيت احتلال هضبة الجولان السوري المحتلة التي أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من الشهر الحالي أنها ستبقى تحت الاحتلال.

 

الاحتلال يشق طرقاً ويشيد مقار عسكرية في جبل الشيخ

بدأ الاحتلال الإسرائيلي استعدادات لوجستية لتعزيز سيطرته على الجانب السوري من جبل الشيخ ومحاولة التكيف مع الثلوج في المنطقة، وسط تحذيرات إسرائيلية جديدة إلى قائد الإدارة السورية الجديدة، من وصول من تصفهم بـ”الجهاديين” إلى جنوب سورية.

  

الصفدي والشرع يبحثان التعاون و”إنجاح المرحلة الانتقالية”

بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم الاثنين، مع القائد العام للإدارة الجديدة في سورية أحمد الشرع، آفاق تطوير العلاقات الأردنية السورية ومتطلبات إنجاح المرحلة الانتقالية، واتفقا على أن “الإرهاب وتهريب المخدرات والسلاح خطر مشترك سيبحث البلدان آليات التعاون في محاربته”.

 

وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأردنية، أكد الصفدي والشرع تاريخية العلاقات الأردنية السورية واستراتيجيتها، وشددا على الحرص المشترك على تطويرها وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، خصوصاً في هذه المرحلة الانتقالية. وشدد الصفدي أن الأردن سيدعم سورية في “بناء دولة حرة مستقلة منجزة كاملة السيادة لا إرهاب فيها ولا إقصاء وتلبي طموحات جميع مواطنيها وحقوقهم”.

 

وقال الصفدي خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد حسن الشيباني إن “الأردن يقف مع الشعب السوري ويدعم خياراته وجهوده في إعادة بناء وطنه ومؤسساته عبر عملية انتقالية يقودها السوريون وتبني المستقبل الذي يشارك في صياغته كل السوريين ويحفظ حقوقهم جميعاً، لتستعيد سورية أمنها واستقرارها وعافيتها وسيادتها”.

 

وأكد الصفدي أن “أمن سورية واستقرارها أساسي لاستقرار المنطقة وسيادتها”، مجدداً إدانة الأردن العدوان الإسرائيلي على سورية واحتلال أراضيها.

 

وبحسب البيان، أكد الشرع أن سورية “تريد علاقات طيبة مع الأردن وتعاوناً يخدم مصالح الشعبين” وأن تركيزه هو على إعادة بناء بلده. وبحث الصفدي والشرع التعاون في عديد قطاعات واتفقا على إيجاد الآليات التي تعالج جميع القضايا في هذه المرحلة الانتقالية.

 

ووضع الصفدي الشرع في صورة اجتماعات العقبة ومخرجاتها. وقال الصفدي عقب اللقاء “بيان العقبة كان واضحاً بأن الهدف من الاجتماع هو أن ننسق موقفنا كدول عربية مع المجتمع الدولي من أجل أن دعم سورية في بناء المستقبل الذي يكون آمناً مشرقاً لكل السوريين”.

 

وشدد أن أمن الأردن وسورية مترابط، وأشار إلى أن هناك اتفاق مع الإدارة الجديدة في سورية على التعاون في مواجهة التحديات المشتركة.

 

وقال الصفدي إن الأردن “يستضيف 1.3 مليون شقيق سوري، 10% فقط منهم في مخيمات اللاجئين،  وبقيتهم منتشرون في كل أنحاء المملكة”، مؤكداً أهمية أن “تتهيأ ظروف العودة الطوعية الآمنة الكريمة للاجئين”.

ألمانيا تحذر من حرب بين تركيا والقوات الكردية

حذّرت وزيرة الخارجية الألمانية، اليوم الاثنين، تركيا من تفاقم صراعها مع الوحدات الكردية في شمال سورية، بعد سقوط بشار الأسد. وقالت أنالينا بيربوك لإذاعة دويتشلاندفونك إن ما وصفته بـ”حرباً تركية على الأكراد” في سورية “يجب ألا تحدث”.

 

وشدّدت على أن “استغلال” تنظيم داعش لنزاع بين تركيا والأكراد “لن يساعد أحداً”، مضيفة أن ذلك “سيشكل خطراً على أمن سورية، وأيضاً على تركيا وعلينا في أوروبا”. وأضافت الوزيرة أن “الأكراد هم الذين تصدوا لإرهابيي داعش”، وشددت على أن الوضع الحالي “يجب ألا يستخدم لطرد الأكراد مرة أخرى ولتجدد أعمال العنف”.

قوات الاحتلال تقتحم مدينة البعث

توغلت قوات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، في مدينة البعث، مركز محافظة القنيطرة، جنوب سورية، وفي الأطراف الغربية لبلدة الرفيد، بدوريات معززة بآليات مصفحة وجنود.