يتساقط شهداء المقاومة على يد السلطة التنفيذية الفلسطينية، التي تحاول أن تنجز ما عجز عنه الجيش الصهيوني، في وأد المقاومة، ومحاولة تهجير أهالي مخيم جنين في ظل ظروف صعبة يعيشونها داخل المخيم بعد استهداف السلطة لهم والمستمر للأسبوع الثالث.
وتجاوزات السلطة الفلسطينية كامل الخطوط الحمراء لتقدم على قتل النساء والصحفيين، فشرعت مساء السبت، في مخيم جنين للاجئين، شمالي الضفة الغربية وأثناء مواصلة قوات الأمن الفلسطينية عملية عسكرية في المخيم، بدعوى ملاحقة مَن أسمتهم “الخارجين عن القانون”، قامت تلك القوة بقنص الصحفية شذى الصباغ، أثناء تغطيتها لجرائم السلطة بحق أهالي جنين.
وبمقتل الصباغ، ارتفعت حصيلة قتلى العملية الأمنية الفلسطينية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة إلى 11، هم 5 من قوى الأمن و5 مواطنين، بينهم أحد قادة كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وفي بيان لها، نعت عائلة الصباغ ابنتها “الشهيدة الصحفية شذى الصباغ”، وقالت: إنها “ارتقت شهيدةً برصاصة قناص من أجهزة أمن السلطة، في جريمة مكتملة الأركان ارتكبتها أجهزة السلطة الأمنية في مدينة جنين”.
وحمّلت العائلة “السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة”.
ودعت “كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، المحلية والدولية، إلى التحرك الفوري للتحقيق في هذه الجريمة، ومحاسبة كل من تورط في التخطيط والتنفيذ”.
المقاومة تستنكر استهداف الإعلاميين
استنكرت فصائل المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، مهاجمة السلطة الفلسطينية لعدد من وسائل الإعلام التي تغطي هجوم السلطة على المقاومين داخل المخيم.
وأصدرت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة بالمخيم المشكلة من سرايا القدس وكتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى “شباب الثأر والتحرير”، بيانا اليوم الأحد، قالت فيه: “نستنكر البيانات التي خرجت وصدحت ضد وسائل الإعلام الحرة التي تقوم بالعمل على إيصال صورة الأوضاع والمعاناة و الظلم الذي تمارسه أجهزة السلطه ضد الحاضنة الشعبية والمقاومة داخل مخيم جنين”.
وأضافت: “نحن في فصائل المقاومة نؤكد أن قناة الجزيرة ومراسليها، وكل من صدر بحقه أي بيان من قبل أجهزة السلطة ومرتزقيها مرحب بهم في جنين و مخيمها، وندعوهم إلى التوجه للمخيم لنقل الصورة والحقيقة و المعاناة من داخل مخيم جنين”.
السلطة تستهدف المقاومة بقذائف “آر بي جي”
قدّمت “كتيبة جنين” التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أدلة على استخدام قوى الأمن الفلسطيني قذائف “آر بي جي” المضادة للدبابات في استهداف أحد قادة المقاومة وبيوت المواطنين خلال عملياتها في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقدَّم أحمد أبو عميرة، المتحدث باسم كتيبة جنين، بقايا القذائف التي استخدمتها قوى الأمن في استهداف المقاومة ومنازل المواطنين.
وقال أبو عميرة في تصريح تلفزيوني وهو يحمل بقايا من قذيفة (آر بي جي) “هاي قذيفة آر بي جي، هذه دار (منزل) كاملة بينزلها وبيهدمها، انضرب على أهالينا في المخيم، طب هذا الحكي بينسمح فيه؟”.
وأضاف أبو عميرة موجهًا خطابه إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس “وصلت فينا لهون؟ نضرب على بعض صواريخ؟ كل العبوات اللي ضربناها عليكم فشنك (غير قوية) وبتحدى لو فيه عبوة رميناها أثرت على العسكر، كلها فشنك، وكلها موجهة فقط للتخويف”.
والأحد الماضي، دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، التي تضم 135 منظمة غير حكومية بالضفة وغزة، إلى “اعتماد الحوار طريقا لمعالجة أزمة جنين”، مؤكدة استعدادها للعب دور في إزالة العقبات التي تحول دون نزع فتيل التوتر.
ومنذ نحو ثلاثة أسابيع، تواصل قوات الأمن الفلسطينية عملية عسكرية في مخيم جنين، بدعوى ملاحقة مَن أسمتهم الخارجين عن القانون.
في المقابل، اتهمت فصائل فلسطينية، بينها حركة حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي، أجهزة الأمن الفلسطينية بملاحقة المقاومين.
وتسود حالة من التوتر في مدينة جنين ومخيمها، وتُسمع بين حين وآخر أصوات انفجارات وتبادل لإطلاق النار.
ومنذ 4 سنوات يعاني مخيم جنين توترات نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تصاعدت بعد 7 أكتوبر2023، وأسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية للمخيم.
وبموازاة حرب الإبادة التي خلّفت أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن 835 قتيلا ونحو 6 آلاف و700 جريح، وفق معطيات فلسطينية رسمية.