فَندَ تقرير حقوقي للشبكة المصرية لحقوق الإنسان بيان داخلية السيسي الذي افتخر فيه بقتل من وصفته “عنصر إجرامي” «مسجل خطر» مصرعه في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة أثناء مداهمة وكره بنجع الزموط، مركز الفشن، ببني سويف.
وأضافت أن “المتهم الهارب “عايد عبدالفضيل”، الشهير بـ”عودة العرباوي”، محكوم عليه بالإعدام والمؤبد في 4 جنايات، بينها قضايا سرقة بالإكراه والشروع في قتل، وبادر بإطلاق النار على القوات التي ردت عليه حتى لقي مصرعه”.
إلا أن التقرير الحقوقي أكد أن عايد عبد الفضيل قتل من المسافة صفر وبـ14 طلقة رصاص في أماكن متفرقة من الجسد!!
وكشفت “الشبكة” ملابسات قيام قوات الأمن بمركز الفشن بمحافظة بني سويف، بتصفية الشيخ عايد عبد الفضيل شتيوي، المعروف بـ”الشيخ عودة عبد الفضيل أبو معيدة”، البالغ من العمر 54 عامًا، وأحد أبرز وجهاء نجع أبو معيدة بمركز الفشن، وصاحب السيرة الطيبة المعروف برئاسته لمجالس الصلح والمجالس العرفية لفض المنازعات بين الأهالي.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1821174232020363&set=a.114239059380564
وأضافت أن أن بيان “وزارة الداخلية” بحكومة المنقلب السيسي أفادت فيه بقيام عناصرها بقتل مسجل خطر سرقة بالاكراه والصادر بحقه 4 احكام قضائية منهم حكم بالاعدام والاخر بالسجن المؤبد وضبط السلاح الألى المستخدم:
“اثار غضبًا كبيرًا لدى اهالى مركز الفشن والمراكز الاخرى بالمحافظة وخاصة لمعرفة الاهالى بالشيخ عايد وسمعته الطيبة.”
تشريح الجثة
وفقًا لمعلومات التقرير الحقوقي أثبت تقرير النيابة وتصريح الدفن أن بجسد الشيخ عايد 14 طلقة رصاص في مناطق متفرقة من جسده، وطبقًا لتقرير النيابة، فإن الطلقات توزعت كالتالي:
طلقتان من الأمام.
12 طلقة من الخلف.
موزعة كالتالي: طلقتان في الرقبة، طلقتان في الذراعين، والباقي في أنحاء الجسم المختلفة.
شهادات الأهالي
ووثق التقرير شهادات العشرات من أهالي مركز الفشن والمراكز المجاورة، الذين أجمعوا على حسن أخلاق الشيخ عايد ومكانته الاجتماعية المرموقة، وهو ما يتناقض مع بيان وزارة الداخلية الذي وصفه بأنه “مسجل خطر سرقة بالإكراه”، وذكر أنه صدرت بحقه أحكام قضائية في 4 قضايا، من بينها حكم بالإعدام وآخر بالسجن المؤبد.
صدمة الأهالي
الأهالي قالوا إن الشيخ عايد لم يكن يومًا مجرمًا أو خارجًا عن القانون، بل كان شخصية معروفة ومحل تقدير الجميع، خاصة لدوره في مجالس الصلح وحل النزاعات، وكان بيته مفتوحًا لاستقبال الناس على مدار الساعة.
معلومات متناقضة
مصادر موثوقة “للشبكة المصرية” وعدد من أهالي المنطقة، قالوا إن قوات الأمن اقتادت الشيخ عايد من منزله وهو أعزل تمامًا ولم يكن مسلحا كما جاء فى بيان وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب ، ورغم محاولات الشبكة التواصل مع أسرته، امتنعت الأسرة عن الحديث بعد تعرضها لتهديدات صريحة بالتصفية الجسدية في حال التطرق للواقعة علنًا.
وأضافت أنه “في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، الموافق 22 ديسمبر، وبينما كان الشيخ عايد يستعد لأداء صلاة الفجر، حاصرت قوة أمنية كبيرة بقيادة الضابط محمد الخولي، مدير إدارة البحث، والمقدم محمد محروس، رئيس مباحث مركز الفشن، والحسيني إبراهيم، منزله، واقتيد الشيخ وهو أعزل من منزله أمام شهود العيان من الأهالي، وبعد دقائق قليلة، وعلى بعد حوالي 300 متر من منزله، سُمع دوي طلقات الرصاص.
حاولت أسرته والأهالي الاقتراب من الموقع لمعرفة ما حدث، لكنهم مُنعوا بالقوة وهددوا بالاعتقال أو التصفية في حال الاقتراب و عدم الامتثال للأوامر “.
وبعد قرابة النصف ساعة حملت قوات الأمن جثمان الشيخ عايد في سيارات الشرطة بدلاً من سيارات الإسعاف، تاركة دماءه على الأرض كشاهد على الواقعة.
عندما حاولت الأسرة الاطمئنان على الشيخ ومعرفة مصيره، اكتشفت وفاته لاحقًا. كما تم منعهم من الاقتراب من المستشفى الجامعي في بني سويف، حيث نُقل الجثمان، خلافًا للإجراءات المعتادة التي تقضي بنقله إلى مستشفى الفشن.
حيث حصلت الاسرة لاحقًا على تصريح بالدفن وتعليمات أمنية بعدم التجمهر وتحديد 10 افراد من الأسرة فقط لحضور مراسم الدفن وهو الامر الذى قوبل بالرفض حيث حضر الالاف من الأهالى مراسم تشيع الجثمان ودفنه فى مقابر الاسرة.
ونقل التقرير الحقوقي عن أحد الشهود أن قوات الأمن، عقب الحادث مباشرة، صادرت أجهزة تسجيل هارد كاميرات المراقبة من بعض المنازل المجاورة التي كانت قد وثقت لحظة اقتياد الشيخ عايد أعزلًا من منزله.
ضابط التصفية
وبحسب معلومات “الشبكة المصرية”، فإن المقدم محمد محروس، رئيس المباحث، سبق أن تورط في تصفية مواطن آخر بالطريقة ذاتها في مركز الفشن قبل أشهر، وفي واقعة مشابهة بمركز الواسطى قبل عدة سنوات.
وأكدت المنظمة أن الحادثة تُسلط الضوء على الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في مصر، وسط غياب أي تحقيق شفاف ومستقل. وسياسة الافلات من العقاب وعدم محاسبة المتورطين فى جرائم التعذيب فى اقسام الشرطة و تصفية المواطنيين.
وطالبت السلطات المختصة بالكشف عن ملابسات الواقعة ومحاسبة المسؤولين عنها، كما تؤكد على أهمية حماية أسرة الشيخ عايد من التهديدات المتكررة التي تتعرض لها والتى ادت على رفضهم الحديث معنا.
وأكدت “الشبكة المصرية” أن الحق فى الحياة والعدالة حقوق صانتها الدساتير والقوانين المصرية والدولية والمعاهدات الدولية والشرائع السماوية وتلتزم بها الدول والحكومات لتصون بها حياة وكرامة المواطن.
وتساءلت المنظمة؟
لماذا يتم إطلاق 14 رصاصة على رجل أعزل، بحسب شهادات الشهود؟
ألم تكن تكفي طلقة أو اثنتان لشلّ حركته وإيقافه إذا كان الغرض من العملية الأمنية هو القبض عليه؟
لماذا الإصرار على استعمال القوة المفرطة والغاشمة في تعامل الأمن مع المواطنين، والاستهانة بأعمارهم وحياتهم؟
أسئلة واستفسارات كثيرة تركتها عملية التصفية الجسدية للشيخ عايد، تحتاج إلى إجابة واضحة من قبل وزارة الداخلية المصرية وتحقيق جاد لكشف ما حدث من قبل النيابة العامة المصرية، وتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن تصفيته.
https://www.facebook.com/photo?fbid=619809130400150&set=a.206829455031455