دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة يومها الـ460، ومعها يواصل جيش الاحتلال قصف مناطق متفرقة من القطاع، فيما أعلنت دولة قطر، مساء الثلاثاء، أن المفاوضات الهادفة لوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة “لا تزال جارية”، لكن “لا يمكن وضع حد زمني” لها. وأعلنت وزارة الصحة في غزة الأربعاء أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية 6 مجازر وصل منها للمستشفيات 51 شهيداً و78 مصاباً.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن “طائرة مسيرة إسرائيلية قصفت خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة خانيونس، جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد خمسة أطفال، فيما استشهد مواطنان إثر استهداف الاحتلال مركبة في حي المنارة، جنوب شرقي المدينة، وثلاثة مواطنين، بينهم طفلان، جراء استهداف منزل لعائلة محارب”. وأضافت أن “سبعة مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً في منطقة قيزان رشوان، جنوب خانيونس”. وفي جباليا البلد، شمال القطاع، استشهد ثمانية مواطنين وأصيب آخرون إثر قصف الاحتلال منزلاً لعائلة ريحان في شارع غزة القديم.
في الأثناء، أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن الحركة لا تمانع في تسليم إدارة قطاع غزة إلى حكومة وفاق وطني أو حكومة من النخب الوطنية، مجدداً رفض حماس أي تدخل في صيغ إدارة القطاع بعد الحرب. وشدد حمدان في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء في الجزائر، على تمسك الوفد المفاوض في الدوحة بمطلب الانسحاب الكامل، والإفراج عن آلاف الأسرى وإعادة الإعمار دون قيود.
وبشأن آخر تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار، قال حمدان إنه ليست لديه توقعات محددة. ولفت المسؤول في حماس على الصعيد الميداني إلى أن “المقاومة ما زالت قوية وتكبّد العدو خسائر”. في المقابل، ذكر ستيفن ويتكوف، الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لشغل منصب المبعوث الخاص للشرق الأوسط، أن المفاوضين “يحققون الكثير من التقدم” بشأن صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
وفي تصريحات أدلى بها مع الرئيس المنتخب، قال ويتكوف، الثلاثاء، إنه يأمل حقاً “أن يكون لدينا بحلول حفل التنصيب بعض الأمور الجيدة التي سنعلنها نيابة عن الرئيس”، وأضاف أنه سيعود إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث تجرى المفاوضات اليوم الأربعاء. وتابع: “الرئيس وسمعته والأشياء التي قالها هي التي تقود هذه المفاوضات، لذا نأمل أن تنجح كل الأمور وأن نتمكن من إنقاذ بعض الأرواح”.
حماس”: الاحتلال يتعمّد مفاقمة وضع المنظومة الصحية
قالت حركة حماس في بيان، إن الاحتلال يمنع وصول الوقود للمستشفيات، ويحاول إيهام المجتمع الدولي بإدخال المساعدات، في حين يواصل حربه المفتوحة عليها، ويتعمّد مفاقمة وضع المنظومة الصحية، إكمالاً لمخططه الرامي لاستكمال تدمير القطاع الصحي في غزة.
وجددت الحركة مطالبتها الأمم المتحدة والوكالات الأممية المختصة، وخصوصاً منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بضرورة التحرك الفوري، وإنقاذ القطاع الصحي في غزة من خطر الانهيار الكامل، في ظل القيود اللاإنسانية التي يفرضها جيش الاحتلال، والعمل على توفير احتياجات المستشفيات الطارئة، ومنها إرسال الوفود الطبية التخصصية لعلاج المصابين والجرحى.
إسقاط مسيّرة إسرائيلية شمال شرقي البريج
أعلنت كتائب المجاهدين إسقاط مسيّرة إسرائيلية من نوع “Air 2S” ذات مهام استخبارية وهجومية، في شمال شرق البريج، وسط قطاع غزة.
عائلة في مدينة رهط تتلقى نبأ العثور على جثتي ابنيها في غزة
أكدت عائلة الزيادنة من مدينة رهط في النقب، مساء اليوم الأربعاء، إبلاغها من قبل السلطات الإسرائيلية، بالعثور على جثماني يوسف ونجله حمزة في قطاع غزة. ولم تتضح ظروف مقتلهما بعد، وما إذا كانا قد قُتلا بنيران إسرائيلية أم في ظروف أخرى.
5 شهداء في القصف الذي استهدف مواطنين وسط مدينة غزة
أعلن الدفاع المدني في غزة أن طواقمه انتشلت 5 شهداء وعدد من الجرحى، إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين مقابل بوابة متنزه بلدية غزة في شارع عمر المختار، وسط مدينة غزة.
ستارمر للجالية العربية: لا يعود للحكومات تحديد وقوع إبادة
أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في خطاب بعث به إلى الجالية العربية في المملكة المتحدة، أن الحرب في غزة لا يمكن احتمالها، ويجب أن تتوقف، مشدداً على التزام بريطانيا بقانون “المحكمة الجنائية الدولية”. وقال ستارمر إن لندن تقود الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية، وأضاف: “منذ الانتخابات، قادت الحكومة البريطانية الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار. يجب أن يتوقف القتال، ويجب على حماس إطلاق سراح الرهائن، كما يجب على إسرائيل ضمان إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة”.
وتابع ستارمر في الرسالة: “نواصل حث جميع الأطراف على الدخول في مفاوضات بحسن نية، وإظهار المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق”. وقال: “سنواصل استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية لتحقيق وقف إطلاق النار، وضمان إطلاق سراح الرهائن بالتنسيق مع الشركاء الدوليين”.
وجاءت هذه التصريحات في الرسالة التي وجهها مكتب رئيس الوزراء البريطاني الى “مؤتمر الجالية العربية” الذي تأسس في لندن منتصف العام 2023 بدعوة من “منتدى التفكير العربي” في لندن، ومنصة “عرب لندن” التي تُشكل المظلة الاعلامية للجالية العربية في بريطانيا، حيث يضم المؤتمر عدداً كبيراً من رموز الجالية العربية في بريطانيا، بمن فيهم صحافيون، ومثقفون، وأدباء، وكتاب، وأطباء، ونشطاء، وتعود أصولهم الى مختلف الدول العربية.
وكان “مؤتمر الجالية العربية” قد بعث برسالة في الخامس عشر من نوفمبرالماضي الى ستارمر يحثه فيها على اعتبار ما يجري في قطاع غزة “إبادة جماعية”، كما أدان المؤتمر التصريحات السابقة لوزير الخارجية ديفيد لامي والتي أنكر فيها أن ما تقوم به اسرائيل هو “إبادة جماعية”. ورداً على هذه المطالبة قال ستارمر في رسالته الى الجالية العربية: “تعتبر الحكومة البريطانية أن أي تحديد لوقوع إبادة جماعية هو أمر يعود إلى محكمة وطنية أو دولية مختصة، وليس للحكومات أو الهيئات غير القضائية. ويضمن هذا النهج أن يكون أي قرار بعيداً عن الضغوط السياسية أو المصالح الفردية أو الوطنية. وتحترم المملكة المتحدة استقلالية محكمة العدل الدولية وتنتظر قرارها. لا يمكننا التعليق على الإجراءات القانونية الجارية، ولا نرى فائدة من التكهن بنتائجها”.
وأكدت الحكومة البريطانية أنها “تواصل الضغط على إسرائيل لاتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنب وقوع ضحايا مدنيين، ولضمان مرور المساعدات بحُريّة إلى غزة دون قيود، واحترام وتمكين عمليات الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في غزة”.