محمدنزال : لن نسمح بفرض واقع جديد بغزة وسلاح المقاومة باقٍ ما لم تقم دولة فلسطينيةكاملة السيادة

- ‎فيعربي ودولي

 

 

أكد  عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية  حماس محمد نزال، على  الالتزام التام من الحركة باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأن مناورات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ليس بالضرورة أن تكون نتيجتها انتكاسة للاتفاق، ولكن هي مناورات من نتنياهو لتغيير قواعد اللعبة أو الاشتباك، وهو ما تفهمه وتدركه حركة حماس، وهي

تتعامل معه بمرونة وإيجابية، ولكن شرط أن ينفذ الاتفاق بما يحقق الركائز الأساسيةالتي استندنا إليها في الموافقة عليه، وهي: وقف نهائي للعدوان، والانسحاب التام من قطاع غزة، وإتمام صفقة التبادل، وإعادة إعمار قطاع غزة.

وشدد في مقابلة مع  موقع  “العربي الجديد” على أن المقاومة المسلحة باقية ما لم تقم الدولة الفلسطينية كاملة السيادة.

 

 

**نبدأ من إعلان نتنياهو تعليق عملية تبادل الأسرى أو توقفها، بذريعة خرق حركة حماس الاتفاق، بإهانتها الأسرى… ما

تعليقكم؟

**على العكس تماماً، حركة حماس ملتزمة التزاماً تاماً بالاتفاق، ويشهد على ذلك الوسطاء، ولكن نتنياهو والعصابة الحاكمة في الكيان الصهيوني هم من خرقوا الاتفاق، فهم منعوا إدخال الكرفانات (البيوت المتنقلة) إلى قطاع غزة، ولم يلتزموا بالأعداد المحددة للخيم التي ينبغي دخولها، والأمر نفسه بالنسبة إلى كميات الوقود، ويأتي قرار عدم الإفراج عن الأسرى تتويجاً لهذه الممارسات، بذرائع واهية وغير منطقية، علماً أن حماس من طرفها قدمت مبادرة

إيجابية بدمج الدفعتين السابعة والثامنة من الأسرى الصهاينة، وأطلقت سراحهم، فيما لم يلتزم نتنياهو بالإفراج عن أسرانا مقابلهم.

 

*هناك من يحمّل حركة حماس المسؤولية، لأنها استفزت نتنياهو والرأي العام الإسرائيلي، من خلال عملية الاستعراض العسكري التي تجري في كل مرة يُطلَق فيها سراح الأسرى الإسرائيليين، فضلاً عن إجبار الأسرى على الحديث، والقشة التي قصمت ظهر البعير، تقبيل الأسير الإسرائيلي، عومر شيم كوف، رأسي عنصرين من كتائب الشهيد عز الدين القسام، ما عدّه الإسرائيليون إهانة للأسرى

ولهم… ما ردكم؟

نص الاتفاق على إطلاق سراح الأسرى من الجانبين وفق مفاتيح التبادل، ولم ينص على الآليات، وبالتالي ليس هناك ما يشير إلى آلية معينة انتهكتها حركة حماس، وبالنسبة إلى إهانة الأسرى، فهذه تهمة غير صحيحةعلى الإطلاق، لأن حماس أثبتت عملياً أنها تعامل أسراها معاملة إنسانية وأخلاقية وحضارية، بدليل أن معظمهم ظهروا بصحة جيدة، وبحالة معنوية متقدمة، وتبدو مشاعرالارتياح والسعادة عليهم، في حين أن أسرانا خرجوا بحالة صحية سيئة، وقد تعرضوا

للتعذيب والإهانة، وبالنسبة إلى الأسير الصهيوني الذي قبّل رأسي عنصري القسام، فلم يطلب منه أحد ذلك، ولم يُجبر على ما فعل، بل هو عمل عفوي طبيعي، نتيجة شعور هذا الأسير بالامتنان لكتائب القسام، التي حافظت على حياته، وعاملته معاملة إنسانية رائعة، هذا الأسير وغيره من الأسرى، هم من يدرك العمل الإنساني الرائع الذي بذله رجال المقاومة تجاههم، وهم يدركون زيف الدعاية الصهيونية في وصم المقاومة عموماً وحركة حماس خصوصاً بالإرهاب، كأن هناك متلازمة جديدة ينبغي أن نطلق عليها اسم “متلازمة غزة”، شبيهة بما عرف تاريخياً بـ”متلازمة استوكهولهم”، التي فسرها علماء النفس بانجذاب المأسور إلى آسريه، عندما تطول مدة الأسر، ويتعامل الآسر مع المأسور معاملة إنسانية.

 

*لكن نتنياهو يتهم حماس بتوظيف ورقة الأسرى لتلميع صورتها وتحسينها، وأنه خلافاً للأسرى الفلسطينيين الموجودين في سجون معروفة، ويمكن لأهاليهم زيارتهم، فإن الأسرى الإسرائيليين كانوا غير معروفيالإقامة، ولا يمكن زيارتهم ولا الاطمئنان عنه، كيف تردون على ذلك؟

هدف حركة حماس من إخفاء الأسرى، وعدم وضعهم في أماكن معروفة ومحددة، هو الحفاظ على حياتهم، وإلا فلن يتردد جيش الاحتلال في قصفهم حال وجودهم في سجون وأماكن معروفة، مستنداً إلى قانون”هنيبعل”، الذي يجيز لقوات الاحتلال قصف أسراها، وهو القانون الذي لا مثيل له في التاريخ القديم والحديث، من حيث وحشيته وإجرامه وافتقاره إلى الإنسانية، ما فعلته حركة حماس وفصائل المقاومة يمثل قمة السماحة والخلق والإنسانية، مستندة في ذلك إلى تعاليم الدين الإسلامي العظيم.

 

*في ضوء ذلك، ما تحليلكم لغضب نتنياهو وإقدامه على وقف تبادل الأسرى؟

 

 

**محمد نزال: نحن جاهزون للذهاب إلى صناديق الاقتراع في أي وقت، وسنقبل بأي نتيجة تفرزها، علينا أن ندرك أن تاريخ الكيان الصهيوني، منذ تأسيسه، والمدرسة العقائدية والفكرية التي ينتمي إليها هذا الكيان قديماً وحديثاً، مليء بالغدر والخيانة ونقض العهود والوعود، لذا، لا غرابة عندنا في ما نراه من نقض الاتفاق وعدم التزام نتنياهو به، والحقيقة، أن نتنياهو وافق على الاتفاق تحت الضغط الإقليمي والدولي، وقبل به مذعناً ومكرهاً، بنيّة نقضه والتراجع عنه متذرعاً بأي ذريعة أو حجة للتنصل منه، ولا شك أن أول علامات التنصل بدأت، عندما لم يلتزم باليوم المحدد السادس عشر لبدء عملية التفاوض على المرحلة الثانية، لذلك، غضب نتنياهو مفتعل، وهو يريد تغيير الاتفاق والانقلاب عليه، بما يحقق أهدافه، لأنه يرى أن نتائج الاتفاق تمثل خسارة له ولائتلافه الحاكم، هذه الخسارة بدت بوضوح في

محطات تسليم وتسلم الأسرى، إذ تمكنت المقاومة من كسب ما يمكن تسميته بمعركتي”الرواية” و”الصورة”، فظهور رجال المقاومة بسلاحهم وعتادهم، واحتشاد الجماهير حولهم، والصورة الحضارية والإنسانية لتسليم الأسرى، والوضع الصحي والنفسي الذي ظهروا فيه، كل ذلك أبطل الرواية الصهيونية على مدى عام ونيف، وإبطالها جاء عبر “الصورة” الحقيقية التي ظهرت، لا المزيفة.

 

*إذا كانت الصورة تشكل أزمة لنتنياهوأمام الرأي العام الصهيوني وخصومه السياسيين، فلماذا لا تعمل حماس على وقف مراسم

التسليم كما يطلب نتنياهو، لإنزاله عن الشجرة، ودفعه نحو تطبيق الاتفاق؟

معركتنا مع منظومة الاحتلال، وليست معركة شخصية مع نتنياهو أو غيره، وهي متعددة الأبعاد، ولا تقتصر على بعد واحد، بل هي عسكرية وميدانية وسياسية وإعلامية، ومعركة على الرواية أو السردية، ومعركةالصورة، وعليه، نخوض المعركة بأبعادها المختلفة، متسلحين بالفروسية والأخلاق والمروءة، ولا يعنينا البحث عن مخارج للمأزق الذي أوقع نتنياهو نفسه فيه، إنها معركة عادلة وشريفة ومقدسة، نثخن فيها بعدو مجرم ووحشي وإرهابي، وهي معركة نخوضها بخيارين، النصر أو الشهادة.

 

ليس بالضرورة أن تكون هذه النتيجة، ولكنها مناورات من نتنياهو لتغيير قواعد اللعبة أو الاشتباك، وهو ما تفهمه حركة

حماس وتدركه، وهي تتعامل معه بمرونة وإيجابية، ولكن شرط أن ينفذ الاتفاق بما يحقق الركائز الأساسية التي استندنا إليها في الموافقة عليه: وقف نهائي للعدوان، والانسحاب التام من قطاع غزة، وإتمام صفقة التبادل، وإعادة إعمار قطاع غزة.

 

*إذا انتقلنا إلى مشروع التهجير من قطاع غزة، الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويقضي بتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى مصر والأردن، هل تقدرون أن النجاح سيكتب لهذا المشروع الخطير،الذي يعني حال تنفيذه، خسارة محققة للقضية الفلسطينية، ونهاية مأساوية لعملية طوفان الأقصى؟

 

محمد نزال: الشعب الذي بقي صامداً مرابطاً على أرضه لن يقبل الخروج من أرضه مهجراً من دون عودة هذا مشروع مضحك مبكٍ، ومشروع عبثي، لا يستند إلى أرضية صلبة، ولن يكتب له النجاح على الإطلاق، ودونه عقبات عديدة، الأولى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يمثل خط الدفاع الأول، فهذا الشعب الذي بقي صامداً مرابطاً ورابضاً على أرضه عاماً وربع عام من حرب “الإبادةالجماعية”، لن يقبل الخروج من أرضه مهجّراً من دون عودة. أما الثانية، فهي الموقف المصري والأردني على المستويين، الرسمي والشعبي، الرافض مشروع التهجير، يضاف إلى ذلك الموقف السعودي، الذي كانت ردة فعله عنيفة، بعد تصريحات نتنياهو، التي طالب فيها بإقامة دولة فلسطينية في السعودية، وأظن أن المتابع للتطورات السياسية، يمكن أن يلحظ تراجعاً للهجة ترامب والمسؤولين الأميركيين تجاه تنفيذ المشروع، لقد لقي المشروع استنكاراً إقليمياً ودولياً، وردة الفعل تجاهه سلبية منجميع الأطراف.

 

*يشدّد المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون على اليوم التالي للحرب، وأن غزة لن تحكمها حركة حماس، وأنه لا بدمن نزع سلاح المقاومة، ولا بد من خروج قادة المقاومة من قطاع غزة، كيف ستتعاملون مع هذه المطالب أو التهديدات؟

اليوم التالي بعد الحرب شأن فلسطيني بامتياز، ولن نسمح بأن يتدخل أحد بتحديد من يحكم الشعب الفلسطيني.

 

 

*وماذا عن الشؤون العسكرية والأمنية؟

عندما تجري انتخابات حرة ونزيهة

وشاملة، ستتولى السلطة المنتخبة الشؤون العسكرية والأمنية.

 

*هل يعني ذلك جاهزيتكم لتسليم سلاح المقاومة؟

جاهزون لتسليم السلاح، عندما تقوم

الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة.

 

*في حال اتخاذ العرب في القمة العربية المقبلة (في 4** مارس/آذار المقبل) في القاهرة، قرارات تطلب منكم تسليم سلاحكم، ماذا

سيكون موقفكم؟

لقد قاتلت المقاومة بضراوة عاماً وربع عام، ولم تسلم سلاحها، فهل ما عجز عنه الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية، يمكن

أن يتم بالسياسة، أظن أن الدول العربية تتفهم موقفنا الذي هو موقف المقاومة الفلسطينية عموماً، وليس موقف حركة حماس وحدها.