مع تحذيرات القسام ..هل يكون ملف الأسرى الورقة الأخيرة لإجبار الاحتلال على وقف حرب الإبادة؟

- ‎فيعربي ودولي

 

مع تصاعد حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، حذرت المقاومة الفلسطينية من مقتل الأسرى الصهاينة نتيجة الغارات الصهيونية المتواصلة، مؤكدة أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومتة المتطرفة تعمل على التخلص من ملف الأسرى لمواصلة الحرب على قطاع غزة .

 

وطالبت المقاومة عائلات الأسرى الصهاينة بمواصلة الضغط على حكومة الاحتلال، لوقف الحرب وتنفيذ وقف إطلاق النار حتى لا يعود أبناؤها إليهم في توابيت سوداء .

 

وقالت: إن "ملف الأسرى ورقة حيوية في المفاوضات، لإجبار الاحتلال على وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة وإعادة الأعمار".

 

كتائب القسام

 

كانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس قد أصدرت مقطع فيديو وُجّه مباشرة إلى عائلات الجنود الأسرى الصهاينة، حمل لهجة تهديد واضحة وغير مسبوقة، حملّت فيه حكومة الاحتلال مسؤولية مصير الأسرى.

 

وخاطبت القسام عائلات الأسرى قائلة : "قيادتكم وقّعت على قرار إعدامهم، فجهزوا أماكن دفنهم، في إشارة مباشرة إلى سياسة التصعيد والرفض المتكرر من جانب الاحتلال لأي اتفاق تبادل".

 

تأتي هذه الرسالة بالتزامن مع تصاعد القتال في قطاع غزة، وسط قصف مكثف من قبل جيش الاحتلال على مناطق مدنية، وتجميد المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى، وهو ما يُفسر من جانب المراقبين على أنه تصعيد نفسي يستهدف الضغط على حكومة الاحتلال من جهة، وإثارة الرأي العام الداخلي من جهة أخرى.

 

كما تزامنت هذه الرسائل مع تقارير تتحدث عن تعمد جيش الاحتلال استهداف مواقع يُعتقد بوجود أسرى فيها، مما دفع كتائب القسام لتكثيف خطاباتها التحذيرية، وتحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة جنوده الأسرى.

 

عيدان الكسندر

 

من جانبه كشف أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أن الاتصال فُقد مع المجموعة المسؤولة عن أسر الجندي الصهيوني عيدان ألكسندر، بعد قصف مباشر نفذه جيش الاحتلال على المكان الذي كانوا يتواجدون فيه، مرجحًا أن يكون هذا الهجوم متعمدًا، بهدف التخلّص من الضغط المتزايد في ملف الأسرى، خاصة مزدوجي الجنسية.

 

وأضاف أبو عبيدة في بيان عاجل، أن المقاومة الفلسطينية ما زالت حتى اللحظة تحاول التحقق من مصير المجموعة، في ظل الانقطاع الكامل للتواصل منذ لحظة الاستهداف، معتبرًا أن الاحتلال الصهيوني قد يكون اتخذ قرارًا بالتخلص من الأسرى بدلاً من التفاوض بشأنهم، لمواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة دون قيود سياسية أو إنسانية.

 

وأكد أن كتائب القسام تتعامل مع ملف الأسرى وفق ضوابط أخلاقية وإنسانية، رغم ظروف العدوان، محذرًا من أن استمرار قصف الأماكن التي يُعتقد بوجود أسرى فيها سيضع علامات استفهام خطيرة حول نوايا الاحتلال الحقيقية، ليس فقط تجاه الأسرى بل تجاه القانون الدولي الإنساني.

عائلات الأسرى 

 

في سياق متصل طالبت هيئة عائلات الأسرى الصهاينة في رسالة رسمية وُجهت إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعقد اجتماع عاجل يضم جميع عائلات المختطفين مع رئيس حكومة الاحتلال ووزراء المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، وذلك في ظل الغموض المتزايد حول مفاوضات صفقة التبادل مع حركة حماس.

 

وأكدت الهيئة في رسالتها أن عائلات الجنود والمدنيين المختطفين يريدون توضيحات رسمية ومباشرة من نتنياهو والوزراء حول التطورات الجارية في ملف التبادل، والضغوط التي تمارس على حكومة الاحتلال في ظل التصعيد العسكري المتواصل على قطاع غزة.

 

تأتي هذه المطالبات وسط تزايد الانتقادات من قبل أهالي الأسرى، الذين يشعرون أن حكومة الاحتلال الحالية تتجاهل ملفهم الإنساني لصالح أولويات عسكرية وسياسية، وهو ما يزيد من الاحتقان الشعبي داخل دولة الاحتلال.

 

يُذكر أن التصريحات الأخيرة من كتائب القسام قد زادت من حالة القلق، بعد أن تم التلميح إلى مصير مأساوي للأسرى في ظل ما وصفته بـ"قرار القيادة الصهيونية بإنهاء الملف بالقوة".

 

وشددت هيئة الأسرى على أن الاجتماع المطلوب يجب أن يكون شاملًا وشفافًا، ويتضمن شرحًا واضحًا لموقف حكومة الاحتلال من الصفقة، والعقبات، والتحركات المحتملة، مهددة بتصعيد احتجاجاتها في حال استمرار تجاهل مطالب العائلات.