مع تصاعد حرب الإبادة الصهيونية والحصار الخانق الذى تفرضه دولة الاحتلال الذى تسبب فى مجاعة بين أهالى قطاع غزة وموت الكثيرين منهم خاصة الأطفال والمسنين والنساء نتيجة انهيار المنظومة الصحية وعدم وجود أدوية أو مستلزمات طبية بالمستشفيات تطالب دولة الاحتلال بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية مقابل السماح بادخال المساعدات الإنسانية .
فى المقابل أكدت حركة حماس أن سلاح المقاومة خط أحمر مشيرة إلى أن تسليم السلاح غير وارد بالمرة، واعتبرت أن ربط الاحتلال الصهيونى دخول المساعدات بنزع السلاح جريمة حرب ترتكبها دولة الاحتلال مطالبة المجتمع الدولى بالضغط من أجل ادخال المساعدات.
وقالت ان فلسطينيي القطاع "على شفا الموت الجماعي"؛ بسبب توسع رقعة المجاعة وانهيار القطاعات الحيوية بالكامل، مطالبة بفتح ممر إنساني فوري ودون تأخير لإنقاذ حياة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.
إنهاء الحرب
وحذرت حماس من أن الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم بشكل متسارع ومخيف، مع استمرار الحصار الصهيونى الكامل وإغلاق المعابر، ما أدى إلى تفشي المجاعة وتهديد حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان.
وأكدت أن المجاعة في غزة باتت واقعا مريرا لا تهديداً، بعد تسجيل 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 50 طفلا، في واحدة من أبشع صور القتل البطيء.
وبالنسبة للضغوط الصهيوأمريكية على حركة حماس من أجل نزع سلاحها، قال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس ، إن الحركة رفضت صراحة أي طرح يطالب بنزع سلاحها، واعتبرت أن هذه المطالب لا تسهم في إنهاء الحرب.
روح المقاومة
فى هذا السياق أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء هشام الحلبي، أن نزع سلاح المقاومة الفلسطينية دون أن يتم إطلاق مشروع يوفر الامن للشعب الفلسطيني لن يكون مقبولا.
وقال الحلبي، في تصريحات صحفية : السلاح الموجود لدى حماس لم يعد بنفس الكمية لأنهم يقاتلون منذ عام ونصف وهم في حصار ومن المنطقي أن يقل العدد والكمية، مشيرا إلى أن روح المقاومة ما زالت موجودة لكنها ليست مؤلمة لدولة الاحتلال كما كان الحال في السابق ولكن حين تطلق المقاومة صواريخ يضطرون لإغلاق المطارات المدنية ويحدث هلع في المجتمع الصهيوني.
وأضاف: حين تقول لحماس والفصائل الفلسطينية سأنزع سلاحكم من الطبيعي أن ترفض نزع السلاح والقضية ليست نزع السلاح فقط ولكن يجب أن يكون هناك مشروع متكامل يضمن للفلسطينيين أمنهم وكذلك أمن دولة الاحتلال .
وأكد الحلبى ضرورة وجود سلطة فلسطينية تدير قطاع غزة وتضمن أمن الفلسطينيين وعدم حدوث عمليات عسكرية اخرى أما نزع السلاح فقط فلن يكون مقبولا.
ورقة ضغط كبيرة
وأوضح أن المقاومة الفلسطينية تتحفظ على الأسرى الصهاينة وهي ورقة ضغط كبيرة للغاية بالنسبة للجانب الفلسطيني، لافتا إلى أنه فى بعض الأحيان قد تعرف دولة الاحتلال بعض الأماكن التى فيها اسرى لكن حين تحاول قوات الصهاينة الدخول لتحريرهم يقتلونهم وهي ورقة ضغط مؤلمة جدا لحكومة الاحتلال .
وأشار الحلبى إلى أن القيادات العسكرية الصهيونية الجديدة لا تعمل بالسياسة ودخلوا إلى قطاع غزة وأنشأوا محور شمال القطاع وقاموا بتوسيع محور نتساريم ثم إنشاء محور بين دير البلح وخان يونس ومحور موراج بين خان يونس ورفح.
وقال: جيش الاحتلال قام بتقسيم غزة إلى أربعة أجزاء والمحاور تمنع انتقال الناس من المدن ثم قام بضرب المدن بالقوات الجوية والمدفعية ويقومون بهدم المدن ويوجهون الناس إلى النزوح إلى مناطق أخرى موضحا أن كل هذا مع منع دخول المساعدات يجعل الواقع فى قطاع غزة كارثيا .
ممرات إنسانية
من جانبها طالبت مجلة جلوبال هيلث المتخصصة في الشأن الصحي المجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال لضمان وجود ممرات إنسانية بغض النظر عن توقف الحرب أو نزع سلاح المقاومة .
وشددت المجلة فى تقرير لها على أن تسهيل عبور المساعدات والسلع التجارية أمر بالغ الأهمية ، بغض النظر عن الأهداف العسكرية، مؤكدة ضرورة تجنب حدوث كارثة إنسانية أخرى بما يخدم الضرورات الاستراتيجية والأخلاقية.
وأوصت بتشكيل غرفة عمليات مشتركة من الولايات المتحدة ومصر ودولة الاحتلال ووكالات الأمم المتحدة والأطراف الأخرى لتأمين المساعدات الإنسانية والحفاظ عليها من خلال أنظمة إخطار موثوقة .
وطالب التقرير بضرورة تلبية متطلبات الجهات المانحة، وضمان وصول المساعدات إلى المستفيدين المستهدفين وتحسين توزيع المساعدات داخل غزة بما يعود بالنفع على السكان مشددة على ضرورة تطوير أساليب حماية أكثر مرونة لقوافل المساعدات، بما في ذلك الاستعانة بشركات الأمن الخاصة .