أقيم الأحد 25 مايو الحالي جلسة مزاد علني لبيع مصنع شركة جهينة للصناعات الغذائية، الكائن بالمنطقة الصناعية الأولى بمدينة السادس من أكتوبر، على القطع أرقام (38/39/40)، بمساحة إجمالية تتجاوز 15 ألف متر مربع. تمثل مصنعا يتبع شركة جهينة وهو بحسب ما نقلت صحف ومواقع محلية متوقف عن العمل وخالٍ من المعدات وخطوط الإنتاج، للبيع لصالح أعلى سعر، وذلك في إطار توجه الشركة للتصرف في بعض أصولها أو استثماراتها، وفقًا لبيان رسمي صادر عن البورصة.
وقال متابعون إنه رغم الأرباح القوية التي حققتها “جهينة” للصناعات الغذائية خلال عام 2024، والتي بلغت 2.73 مليار جنيه، إلا أن قرار بيع أحد مصانعها المتوقفة في مدينة السادس من أكتوبر يشير إلى أن الشركة تتبنى نهجًا استثماريًا عقلانيًا يرتكز على الكفاءة والعائد، وليس مجرد الاحتفاظ بالأصول.؟!
غير أن مراقبين منهم الحقوقي هيثم أبوخليل تساءل عبر @haythamabokhal1: "هل هناك علاقة بين تسهيلات للواردات الأمريكية لمشتقات الألبان وبيع أحد مصانع جهينة أكبر شركة رائدة في إنتاج الألبان في مصر؟.. "جهينة" تقرر بيع مصنعها بـ 6 أكتوبر في مزاد علني!".
https://x.com/haythamabokhal1/status/1926622756759564475
و تساءل آخرون "هل ذلك إعادة هيكلة ولا خطوة للتخارج التدريجي؟!".
وفي خطوة حكومية، لتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والولايات المتحدة، قال مدبولي إن السوق المصرية أصبحت مفتوحة بالكامل لاستيراد المركبات الأمريكية بعد صدور مرسوم في 11 مايو الحالي ألغى متطلبات الإنتاج المحلية التي كانت تشكل عائقًا أمام دخول السيارات الأمريكية، فضلا عن منح حكومة السيسي إعفاء دائم لمنتجات الألبان الأمريكية من متطلبات شهادة الحلال، في إطار تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، بالإضافة إلى قرب تفعيل اتفاقية تعاون جمركي تسهّل حركة التجارة بشكل أكبر.
وحضرت السفيرة الأمريكية هيرو مصطفى اتفاق العلاقات ودعت لتوسيع مشاركة الشركات الأمريكية في السوق المصرية.
صفوان ثابت
ورئيس مجلس إدارة شركة جهينة المهندس صفوان ثابت، اعتقلته سلطات انقلاب في ديسمبر 2020، بتهمة تمويل جماعة الإخوان المسلمين وبعدها بشهور أُلقي القبض على نجله سيف ثابت وقضيا نحو عامين في الحبس الاحتياطي دون محاكمة، وسط تقارير عن ضغوط لدفع مبالغ طائلة او التنازل عن الحصة الحاكمة في الشركة إلا أنهما خرجا معا بسبب أن القضية كانت صادمة للرأي العام بسبب استمرار الحبس رغم عدم وجود حكم قضائي وتدمير واضح للشركة.
ولم تخف الأجهزة السيادية رغبتها في الاستيلاء على شركة "جهينة" التي يرأسها "صفوان" وهي من كبرى الشركات المصرية في مجال الألبان والعصائر ، وأقيمت قبل أكثر من ثلاثين عاما ويعمل بها الآلاف من الموظفين والعمال، وحققت نجاحاً مدهشاً، وفي العهد الحالي رأينا "بيزنس واسع" للأجهزة السيادية يشمل مختلف المجالات ابتداء من الإعلام وحتى تذاكر الكورة مرورا بالعديد من المشروعات الصناعية والزراعية.
تأكيدات الشركة
إلا أنه رغم هذه الخلفيات المؤلمة، قالت الشركة إن المصنع متوقف عن التشغيل وليس به خطوط إنتاج وأن البيع لن يؤثر على التشغيل أو الطاقة الإنتاجية للمجموعة، واشار إلى أن النتائج المالية القوية في 2024: صافي أرباح: 2.73 مليار جنيه مقابل 1.02 مليار جنيه في 2023، ومبيعات ارتفعت لـ 24.3 مليار جنيه مقابل 15.53 مليار السنة التي قبلها، وعلى مستوى الأعمال المستقلة: الأرباح وصلت لـ 21.52 مليون جنيه بدلًا من خسائر 4.09 مليون في 2023.
وقال محللون ماليون إن البيع ممكن يكون خطوة لإعادة توجيه الأصول، أو استغلال أفضل للسيولة في ظل أرباح قوية.
وتبلغ مساحة المصنع المعروض في المزاد، 15140.33 متر مربع، وقالت “جهينة” إن التمويل بهدف دعم الاستراتيجية التوسعية لشركة “طيبة للتجارة والتوزيع”، وتعزيز الكفاءة التشغيلية لقطاع التوزيع.
وأوضحت أن مدة القرض 4 سنوات، ومن المقرر استخدامه في زيادة أسطول الشركة من سيارات التوزيع وثلاجات شركة طيبة.
وكانت شركة جهينة للصناعات الغذائية قد وقعت اتفاقية تمويل تتجاوز قيمتها مليار جنيه مع بنك الإمارات دبي الوطني مصر، لتمويل رأس المال العامل ودعم استراتيجية الشركة التوسعية وتعزيز الكفاءة التشغيلية للمصانع.
وأوضحت الشركة، أنها سوف تستعمل التسهيلات لتمويل احتياجات رأس المال العامل لشركات جهينة التابعة بما في ذلك المصرية للألبان، والدولية، وإيجي فود، والمروة.
وتعتزم شركة جهينة للصناعات الغذائية خفض انبعاثاتها الكربونية فى النطاقين الأول والثانى بنسبة 42% بحلول عام 2030، وفق بيان البصمة الكربونية الصادر عنها.
وتصنف الشركة الانبعاثات إلى ثلاث نطاقات، الأول، يشمل الانبعاثات الناتجة عن المعدات والأصول التى تملكها أو تتحكم فيها، والثانى، يغطى الانبعاثات المرتبطة بالطاقة المشتراة، بينما النطاق الثالث، يشمل بعض الانبعاثات غير المباشرة الناتجة عن عملياتها.
وأضاف التقرير، أن الشركة قامت بتخفيض نسب انبعاثات مكافئ ثانى أكسيد الكربون 10% خلال العام الماضى، لتبلغ 982.5 ألف طن مكافئ ثانى أكسيد الكربون، مقارنة بإجمالى 1.09 مليون طن مكافئ ثانى أكسيد الكربون.
وقالت الشركة، إنه رغم زيادة انبعاثات النطاق الأول بنسبة 9.2%، وانبعاثات النطاق الثانى بنحو 4.1%، إلا أن انبعاثات النطاق الثالث انخفضت بشكل ملحوظ بنحو 12.1%، حيث كان المصدر الأكبر للانبعاثات الإجمالية هو المزارع المحلية غير المملوكة للشركة، التى تمثل 78% من الإجمالى.
وأوضحت أن الأشجار المزروعة فى مزرعة الفرافرة قامت باحتجاز 1.263 طن مكافئ ثانى أكسيد الكربون كجزء من جهود الشركة للحد من الكربون الحيوى، كما أن تغير استخدام الأراضى فى مزارعها يُحسب مرة واحدة فقط.
وأدى تركيب وحدات الطاقة الشمسية “PV” فى مزرعة الأسيّلة للألبان فى الواحات البحرية إلى استبدال الطاقة المستندة إلى المولدات، مما حال دون انبعاث 428 طن مكافئ ثانى أكسيد الكربون.
دمج 4 شركات صناعية وإضافة أنشطة جديدة
وحددت “جهينة” أهداف التخفيض لضمان أن تسهم أنشطتها وانبعاثاتها فى زيادة درجة الحرارة العالمية بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، بما يتماشى مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
وشهدت كثافة الكربون تحسنًا بالنسبة للإيرادات والأرباح قبل الفوائد والضرائب “EBIT”، حيث انخفضت الانبعاثات لكل وحدة من الإيرادات بنسبة 41.6% ولكل وحدة من الأرباح بنسبة 40.5%، لكن على الرغم من انخفاض الانبعاثات الإجمالية بنسبة 4.3%، إلا أن كثافة انبعاثات الكربون لكل وحدة إنتاج ارتفعت بنسبة 10.5%.
ويرجع الارتفاع بشكل أساسى إلى ارتفاع سعر الصرف، مما أثر سلبًا على هيكل التكلفة وساهم فى زيادة كثافة الانبعاثات لكل وحدة إنتاج.
وحافظت جهينة على درجة “C” فى استبيان تغير المناخ، وهو أقل من المتوسط العالمى والإقليمى والصناعي، كما حصلت على درجة “D” فى استبيان أمن المياه، أقل من المتوسطات العالمية والإقليمية والصناعية كذلك.
وتعمل الشركة على استراتيجيات لتحسين أدائها البيئى فى السنوات القادمة. حيث تلتزم بتنفيذ مبادرات تهدف إلى رفع درجاتها وتعزيز التزامها بالممارسات المستدامة، من خلال إعطاء الأولوية للشفافية واتخاذ خطوات عملية، تهدف إلى تحقيق توافق أوثق مع المعايير الصناعية والمساهمة بشكل إيجابى فى الحفاظ على البيئة.
وعلى مستوى العالم، تشمل القطاعات الرئيسية التى تسهم فى انبعاثات الغازات الدفيئة “GHG” قطاعات الطاقة والصناعة والنقل والمبانى والزراعة والنفايات، ويتصدر قطاع الطاقة قائمة المساهمين فى الانبعاثات، حيث يمثل حوالى 73% من انبعاثات الغازات الدفيئة بسبب احتراق الوقود الأحفورى لإنتاج الكهرباء والحرارة والنقل.
تضاعف الأرباح
وبالنسبة لقطاع الصناعة، يسهم بنسبة 19%، بينما تساهم الزراعة والغابات واستخدام الأراضى “AFOLU” بنسبة تتراوح بين 13% و21%، حسب ممارسات الزراعة وإدارة الماشية ومعدلات إزالة الغابات.
وللنظام الغذائى العالمى تأثير على انبعاثات الغازات الدفيئة، حيث يمثل حوالى 26% من إجمالى الانبعاثات العالمية، وتشمل هذه النسبة المساهمين الرئيسيين مثل الثروة الحيوانية والمصايد، والتى تمثل 31% من الانبعاثات بسبب انبعاثات الميثان الناتجة عن عملية الهضم فى الحيوانات وروثها.
كما تمثل زراعة المحاصيل 27% بسبب استخدام الأسمدة، بينما يمثل استخدام الأراضى 24% نتيجة إزالة الغابات للتوسع الزراعى، وتمثل سلاسل الإمداد 18% نتيجة عمليات معالجة الأغذية والنقل والهدر.
وتشير التقديرات إلى أن انبعاثات إنتاج الغذاء قد ترتفع بنسبة 30 إلى 40% بحلول 2050 بسبب النمو السكانى والتحولات فى الأنماط الغذائية، وتواجه تربية الماشية، على وجه الخصوص، تحديات كبيرة من تغير المناخ الذى يؤثر على ظروف الرعى وجودة الأعلاف والصحة العامة للحيوانات.
وأصدرت 13 من أكبر شركات الألبان فى العالم فى 2017 انبعاثات من الغازات الدفيئة تتجاوز تلك التى الناتجة عن شركات الوقود الأحفورى الكبرى.
وعلى الرغم من المساهمة الكبيرة لصناعة الألبان فى الانبعاثات العالمية، إلا أنه لم تتعرض لنفس مستوى التدقيق أو المساءلة العامة مثل قطاع الوقود الأحفورى، رغم أن الأبحاث تشير إلى أن النظام الغذائى العالمى مسئول عن ما يصل إلى 37% من إجمالى الانبعاثات.
وتقول “جهينة”، إنها تدرك الأهمية القصوى لمواجهة هذه التحديات البيئية بشكل مباشر، حيث اختارت الإبلاغ عن انبعاثاتها من الغازات الدفيئة للسنة الخامسة على التوالى، على الرغم من أن اللوائح الحكومية لا تفرض عليها ذلك.
وتستثمر الشركة فى تقنيات وممارسات أكثر كفاءة، بما فى ذلك استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الأعلاف لتقليل انبعاثات الميثان، وتعزيز أنظمة إدارة الروث لديها.
ويشير تقرير اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ “IPCC” لعام 2023 إلى ضرورة خفض سريع لانبعاثات الغازات الدفيئة، وخاصة الميثان، لمنع التغيرات المناخية الكارثية، ويعد التأثير الاحترارى لغاز الميثان أكبر بـ80 مرة من تأثير ثانى أكسيد الكربون، على الرغم من أنه قصير العمر فى الغلاف الجوى، ما يجعله هدفًا رئيسيًا لجهود التخفيض.