دعا محمود عباس (أبو مازن) رئيس سلطة رام الله وحركة "فتح" حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالاستسلام، وقال في تصريحات: "لا بد من تسليم الرهائن، لوقف هدر الدم الفلسطيني والإفراج عن الأسرى، لتجنيب شعبنا المزيد من ويلات القتل والتدمير والإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال".
وفي رد المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة @YZaatreh على محمود عباس قال: "لا رهائن في الضفة الغربية، فلماذا يستمر القتل والتشريد والتهويد، مع الضمّ الزاحف واحتمالات التهجير؟، حين يقدّم "العقل الفتحاوي" عداء "حماس" على عداء الغُزاة، فهذه هي النتيجة الطبيعية".
وشدد على أن "الاستسلام لن يعني تصفية القضية فقط، بل سيفتح الباب أم صهْينة المنطقة أيضا"، موضحا أنه "لا مشكلة هنا أيضا في "العقل الفتحاوي"، المهم هو "الثأر، ممن فضحوا مسارا فاشلا، وقدّموا بديلا انحاز إليه الشعب والأمّة وكل أحرار الكون، التاريخ يَكتب، ولكلٍّ مكانه في صفحاته".
https://x.com/YZaatreh/status/1929278662412468261
رد المقاومة
بالمقابل نشر المركز الفلسطيني للإعلام رسالة من قيادي في أمن المقاومة (فرقة مجد) مُفادها أن المرحلة القادمة القريبة ستشهد تنفيذ مزيد من أحكام الإعدام بحق لصوص وعملاء متورطين في عمليات النهب والقتل وإثارة الفوضى.
ونقل @PalinfoAr عن القيادي تثبت الحركة من الخطوة قبل اتخاذها "التحقيقات والاعترافات كشفت أن ملف الفوضى والسطو تقف خلفه مخابرات الاحتلال وأجهزة استخبارات أجنبية، ويقوده مجموعة من العملاء.".
وأشار إلى أن "ملف المستعربين بات على طاولة كتائب الــقــســام، ويتم التعامل معه على قدم المساواة مع الاحتلال." مضيفا أن "لكل من تعاون مع المحتل، وخدم أهدافه نقول: ساعة القصاص قادمة لا محالة.".
ومن جانب المقاومة أوضح الباحث والناشط الغزاوي خالد صافي ردا على تساؤل : لماذا لا تستسلم المقاومة؟ من أن حماس "تقاتل دفاعًا عن وجود، لا عن مواقع، لأنها تحفظ وطنًا لا موقعًا عسكريًا، وتحرس شعبًا لا خريطة.".
وعن سياقات في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة عن فقه الانسحاب كمقدمة للاستستلام، أوضح صافي @KhaledSafi أن سيدنا خالد بن الوليد انسحب من أرض لم تكن بلده، انسحب ليُعيد التموضع لا ليُسلّم مفاتيح المدينة، أما نحن، فأين ننسحب؟ من بيوتنا؟ من مقابرنا؟ من أطفالنا الذين لم يروا من الطفولة إلا الخيام؟ الانسحاب اليوم تسليم جماعي لمصير شعب كامل، هل ننسحب من تحت الركام؟ أم من حضن الأم التي فقدت أبناءها؟.
هل ننسحب من المساجد التي قُصفت، من المدارس التي دُمّرت، من الأزقة التي باتت شهادات على المجازر؟.
وأضاف أن النبي ﷺ، جُرح في أحد ولم يتراجع، وفي الخندق جاع الصحابة ولم يساوموا، وفي الأندلس قالوا "نعود بعد حين"، فعدنا كسياحٍ غرباء في مدننا المسروقة، وفي 1948، انسحبوا وقالوا "هدنة"، فكتبوا بأيديهم عقد النكبة.".
الاستسلام موت
وأوضح خالد صافي (أهله وإخوانه في غزة) أن المقاومة في غزة "ليست على الأطراف، بل في قلب كل بيت، الجبهة هي الشعب، والميدان هو الحارة، والمستشفى، والمخبز. ".
وأضاف " أمن الحكمة أن تخلع روحك وتقدّمها هدية لعدوك؟ الاحتلال لا يريد سلاحنا فقط، بل يريد إذلالنا، وسحق كرامتنا، وتفريغ الأرض من معناها ومن أهلها، يريد أن يُدخلنا في مسار الهدنة مقابل الخضوع، ثم يجعل من السلام غطاءً للإبادة، ومن "الانسحاب الحكيم" قبرًا للكرامة.
نحن لا نقاتل لأننا نحب الحرب، بل لأننا جُرِّدنا من كل شيء إلا الحق، ولأن الاستسلام موتٌ، لا يُسمّى هدنة.".
ولمن يطلب الاستسلام (إشارة إلى محمود عباس) أوضح "الذين يطلبون من المقاومة أن تستسلم، هم أنفسهم من صدّقوا رواية "النوايا الحسنة" في أوسلو، ووثقوا بخريطةٍ قُطِّعت فيها فلسطين إلى مربعات العار، ثم عادوا بخفيّ الدولة، لا أرض، ولا سيادة، ولا كرامة. "
وأكد أن غزة اليوم تُحاصر لأنها لم تستسلم، لكنها تصنع التاريخ لأنها لم تخضع، وإن استسلمت المقاومة اليوم فلن يبقى من الوطن إلا صورة، ومن الشعب إلا مخيم، ومن التاريخ إلا مرثية طويلة على لسان أمٍ فقدت أبناءها بعد التهدئة.
https://x.com/KhaledSafi/status/1928867723200655493
تسجيل عبدالناصر
وقبل أسبوعين أخرجت المخابرات المصرية مقطعا مسجلا لأمير النكسات جمال عبدالناصر، وهو يتحدث مع معمر القذافي عن الاستسلام وهي الفكرة التي طرحها القذافي نفسه بمصطلح "إسراطين".
ويبدو أن مثل هذا الحشد الانهزامي هو الهدف بحسب مراقبين، وبحسب المحلل السياسي أدهـم إبراهيم أبـوسلميـة فإن التسجيل النادر لعبدالناصر -القذافي ليس بريئا.
وكان توقّع سياقات ترويج الاستستلام وسحبه على المقاومة في غزة، لاسيما وأن الشكل العام لجمال عبد الناصر، الرمز الذي زُرع عميقًا في وجدان الأمة كرمز للقومية والمقاومة والعروبة؟ وكان الشعور الجمعي يرى فيه صورة الزعيم الذي رفض الهزيمة والخضوع".
وأن صورته بالتسجيل النادر المطروح من المخابرات كانت صورة جديدة، رجل انهزام، واستسلام، وقبول بالحلول الانبطاحية.
واستشرف وهو ما ثبت لاحقا "تمهيدًا لقبول تنازلات كارثية تُجهز على ما تبقى من كرامة العرب".
وأضاف " رسالة مُغلفة، اقبلوا بالهزيمة القادمة والهيمنة الصهيونية المؤكدة، فحتى عبد الناصر فعلها، ولن نكون عروبيين أكثر منه.".
وتابع: " محاولة فجة لهندسة وعي الشعوب، لصناعة مبررات زائفة تسوّق للاستسلام المقبل، وتدجين الأمة تحت يافطة “الواقعية السياسية”.
واعتبر أنه "عندما يُقال على لسان عبد الناصر إنه كان يقبل بالاستسلام، فإن الرسالة المبطنة هي: "توقفوا عن المقاومة، تقبلوا ما يُفرض عليكم".
وكاحد أبناء غزة قال "أبو سلمية": "إذا كانت أنظمتكم قد قررت أن تعيش خانعة تحت الهيمنة الأمريكية، فلا تجبروا شعوبكم على ذلك.، شعوبنا العربية والإسلامية اليوم تفيض شوقًا إلى التحرير، لا تقبل الذل، ولا تنحني.".
واستدعى من التاريخ هزيمة بريطانيا وفرنسا أمام ألمانيا "التاريخ يكرر نفسه، عندما ظنت بريطانيا وفرنسا أن الاسترضاء سيقيهما شر هتلر، فتنازلا له عن أراضٍ ليست له، جاءهم تشرشل بكلمته الخالدة: "لقد خُيّرتم بين الحرب والعار، فاخترتم العار، وستُفرض عليكم الحرب أيضاً."
وحذر من أن من "يظنون أن تسهيل الهيمنة الصهيونية والغربية على منطقتنا سيضمن لهم الأمن، سيفاجاو ن أن الحرب ستلاحقهم رغم خنوعهم، وسيكونون أول الخاسرين.".
https://twitter.com/pal00970/status/1916580230937932124
الهزيمة النفسية
الصحفي والإعلامي نظام المهداوي قال: "إننا نعيش أخطر حربٍ نفسيةٍ إعلاميةٍ انهزامية، تهدف إلى تغيير وعي الشعوب العربية وجعلها تقبل بالهزيمة وهيمنة إسرائيل على المنطقة كاملة.".
وأضاف @NezamMahdawi أن "الأداة المنفّذة لهذه الحرب هي قنوات السعودية والإمارات ومصر وكل من طالب بوحدة عربية عادتْه السعودية: جمال عبد الناصر، صدام حسين، والقذافي، وناصبت العداء كل القوى الإسلامية إن لم تكن منضوية تحت رايتها".
وأشار إلى أن "الأنظمة الحاكمة في السعودية والإمارات ومصر والأردن تعرف جيدًا أنها ستخضع للهيمنة الصهيونية-الأمريكية على المنطقة، بل تعمل على تحقيق ذلك من خلال ما تملكه من قوة تأثير في الإعلام ومنصات التواصل.".
وأكد أن الخطاب العربي الرسمي يقول: "إما أن نرضى بالهيمنة الصهيونية وتصفية القضية الفلسطينية، او سنُهلك مثل غزة." في حين أوضح أن "الأنظمة العربية لا تملك حقّ الرفض ولا شجاعة الرفض، وإن لم تتحرك الشعوب، فستجد نفسها تعيش ضمن مستعمرات وكانتونات تسيطر عليها "إسرائيل".