هل دفع ولاء الجيش الباكستاني لواشنطن إلى إغلاق حدودها مع إيران؟!

- ‎فيعربي ودولي

 

تزامن إغلاق حكومة باكستان حدود البلاد المحازية لإيران مع زيارة رئيس الجيش الباكستاني المشير سيد عاصم منير إلى واشنطن، ولقائه الممتد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يبدو أنه جاء ردا على إعلان باكستان إمداد إيران بعشرات الصواريخ النوعية.

في خطوة غير مسبوقة، تخلل لقاء عاصم منير، قائد عام الجيش الباكستاني، وترامب غداء رسميا على شرفه، وعوضا عن تأثير انتصار باكستان الأخير السريع على الهند في تجدد الولاء الباكستاني لأمريكا، إلا أنه من جانب مقابل فإن اللقاء يؤكد إدراك الإدارة الأمريكية لأهمية باكستان في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، لا سيما في ظل التصعيد بين إيران و"إسرائيل"، وتحولات موازين القوى في آسيا، وقال ترامب: " قد بحثت الملف الإيراني مع قائد الجيش الباكستاني".

إغلاق الحدود

الناشط محمد وزان علق عبر Mohamed Wazen متبسطا بالعامية على إغلاق باكستان حدودها مع إيران ولم تحدد باكستان موعد لإعادة فتح الحدود من جديد.

وقال مسؤول في إقليم بلوشستان الحدودي، "المرافق الحدودية في خمس مقاطعات باكستانية تم تعليقها بالكامل".

وأضاف "وزان"، "..  المقصود أبعد من مجرد تأخير على المعابر، أو زيادة حجم التفتيش بل "وقف حركة البضائع.. منع الدخول والخروج للأفراد.. شلل مؤقت لأي نشاط حدودي بين البلدين".

ورأى أنها "خطوة وقائية علشان تتجنّب أي محاولة استغلال للحدود، سواء من جماعات مسلحة أو من أطراف ممكن تدخل السلاح أو الأفراد بشكل يورّط باكستان".

وأضاف أن تصريح برلمان باكستان: "ندعم حق إيران في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية"، وتصريح وزارة الخارجية "بلغة فيها دعم ضمني لإيران، يعني أن الدعم سياسي أو رمزي وليس معناه سماح الدولة بأي تهديد لأمنها  ".

ورأى أنها تصريحات موجهة للرأي العام الإسلامي، وللدبلوماسية العامة ومواءمة "ما بين إيران من جهة، والعالم الغربي والسعودية من جهة تانية".

https://www.facebook.com/photo/?fbid=1252775809595368&set=a.297339408472351

ليس بعلاقات ودية

ورأى أحمد حسين Ahmed Hussein أن من العيب الظن أن "باكستان وإيران حبايب!"  ورأى أن "باكستان وإيران العلاقة بينهم مرتبكة جدا بقالها فوق الخمسين سنة ولحد السنة اللي فاتت بس طبول الحرب كانت تدق بينهم وتبادلوا الهجمات الصاروخية فعلا وراح فيها مدنيين كمان!".

وأشار إلى أن "..وقوف باكستان إلى جانب إيران في الوقت هو في الأصل دفاع عن الأمن القومي لباكستان نفسها!.. باكستان التي تبعد ألف كيلو متر تقريباً عن إيران ترى أن المساس بأمن إيران هو مساس بأمنها خصوصاً لما يكون ضد كيان زي دا معروف للعالم كله إنه بيفضي المنطقة واحدة واحدة عشان يسيطر عليها من شرقها لغربها، وقوف باكستان مع إيران هو هو وقوف الصين مع روسيا وأوربا مع أوكرانيا وأي دولة كبيرة تريد أن تحافظ على أمنها القومي بمسافة أبعد بكثير عن حدودها..".

 

https://www.facebook.com/photo/?fbid=10039106512871920&set=a.536065473176119

تفكير بالأوهام

وتحت عنوان (التفكير بالأوهام: باكستان وإيران) قال الأكاديمي في العلوم السياسة عصام Essam Abdelshafy : "لم أقتنع بنسبة 1% أن #باكستان يمكن أن تقف خلف إيران في مواجهة الكيان الصهيوني، رغم كل الحملات الإعلامية والتصريحات الباكستانية الرنانة التي تم التسويق لها خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك للعديد من الاعتبارات":

الأول: أن الجيش الباكستاني مخترق حتى النخاع من جانب الولايات المتحدة المسؤولة عن تدريبه وتسليحه.

الثاني: أن النظام الباكستاني، شديد الضعف والهشاشة، وتفعل فيه الولايات المتحدة ما تريد وقتما تريد، بدليل الانقلابات العسكرية التي لم تتوقف منذ انفصال باكستان عن بنجلاديش 1971، وهيمنة الولايات المتحدة على مقاليد الأمور في البلاد، وما حدث مع #عمران_خان منكم ببعيد.

الثالث: أن المنظومة السياسية الباكستانية تعاني من فساد ممنهج، ويمكن العبث بتوجهاتها ومقدراتها، تحت أدنى درجات المساومة إن لم يكن الابتزاز.

الرابع: أن بين باكستان وإيران العديد من القضايا والإشكاليات، بل والمواجهات العسكرية الحدودية، ومن بينها ملف بلوشستان، ولم يكن بينهما يومًا توافقًا حقيقيًا يمكن البناء عليه الآن.

الخامس: أن باكستان في مواجهة مفتوحة ومباشرة مع الهند، ولا تريد فتح جبهة صراعية جديدة تستنزف قدراتها ومواردها، والأولوية عندها للعدو القريب والمباشر، وليس العدو البعيد، رغم أن الهند حليف استراتيجي للصهاينة والإمارات، لكن ليس هذا وقت توسيع الجبهات.

السادس: أن أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين للنظام الباكستاني هو النظام السعودي، والأخير هم أحد أهم داعمي وممولي العدوان الصهيوأمريكي على إيران.

وخلص إلى أنه "شتان الفارق بين التفكير بالتمني والتفكير بالأوهام والتفكير بالاستناد على الوقائع.. في مراحل المواجهات الكبرى، بناء التحالفات ليس بالرغبات والتمنيات أو وهج التصريحات عبر الشاشات".