مع تصاعد الرفض الشعبى لـ”30 يونيو”.. السيسي يدعو إلى “السلام” بينما يُبيد الاحتلال غزة جماعياً!

- ‎فيتقارير

 

في ذكرى انقلاب 30 يونيو، الذي يصفه كثيرون بأنه ثورة مضادة ونقطة تراجع كبرى في تاريخ مصر والمنطقة، خرج عبد الفتاح السيسي بتصريح مثير للجدل، زاعمًا أن "السلام لا يُفرض بالقوة، ولا يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب"، مستشهدًا باتفاقية كامب ديفيد كدليل على إمكانية السلام إذا "خلصت النوايا".

وأضاف السيسي في خطابه الذي ألقاه بمناسبة الذكرى، وفق ما نقلته مصادر رسمية مثل ديلي نيوز إيجيبت وموقع رئاسة الجمهورية:
"السلام ليس مستحيلاً. اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية دليل على أن السلام ممكن."

لكن مراقبين انتقدوا الخطاب باعتباره محاولة بائسة لتجميل وجه نظام لا يعرف من السلام إلا اسمه، ولا من الإرادة الشعبية إلا قمعها. وتساءلوا: كيف يتحدث السيسي عن السلام بينما صواريخ الاحتلال تمطر غزة نارًا لليوم الـ633 على التوالي؟! وكيف يدين القصف والتطبيع المرفوض شعبيًا، بينما نظامه نفسه أحد أبرز الداعمين الفعليين للاحتلال سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا؟

ذاكرة الشعوب لا تُمحى

قال معلقون إن السيسي يتحدث عن السلام وكأن المصريين لا يتذكرون كيف بُني نظامه على دماء الأحرار، أو كيف أمطر الطيران الحربي المصري سيناء بنيرانٍ لم تُصب سوى المدنيين، أو كيف أن التطبيع الذي يدّعي رفضه هو أحد أعمدة حكمه. وأضاف أحدهم: "فاقد الشرف لا يمنح القيم، ومن قفز إلى الحكم على جثث المصريين لا يحق له التحدث عن السلام".

التاريخ يعيد نفسه؟

ويرى مراقبون أن تصريحات السيسي اليوم تذكر بتقارير مسربة عن مكالمة تاريخية بين عبد الناصر ومعمر القذافي، حيث تحدثا عن تجنيد الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي ساهم لاحقًا في إفساد مشروع الوحدة بين مصر وسوريا عام 1961. فهل تتكرر الخيانة تحت شعارات جديدة؟!

التطبيع: سياسة لا تتغير

منذ توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" عام 1979، التزم النظام المصري بها رغم انتهاكات الاحتلال المتكررة، والتي بلغت ذروتها خلال عدوانه المتواصل على غزة. ويواصل السيسي هذا النهج؛ بل ويضاعف من دعم الاحتلال، إذ:

  • تضاعفت صادرات الأسمنت المصري إلى الكيان 13 مرة خلال عام.

  • يعتمد اقتصاد مصر على الغاز الإسرائيلي، رغم ما يشكله ذلك من خضوع استراتيجي وتهديد مباشر.

  • يشارك الجيش المصري في "التعاون الأمني" مع الاحتلال في سيناء، بزعم مواجهة الإرهاب.

  • يستمر إغلاق معبر رفح وتدمير الأنفاق، وكأن الأولوية هي "أمن المواطن الإسرائيلي" وليس حياة الفلسطينيين.

سياسات الخضوع باسم السلام

يقول مراقبون إن السيسي تجاوز حتى سياسات مبارك، من خلال ترميم المعابد اليهودية، والتنسيق الأمني غير المسبوق، والتغاضي عن خروقات الاحتلال لبنود المعاهدة. ويظهر ذلك جليًا في خطاباته التي تدعو للسلام، بينما يعيش الفلسطينيون تحت الإبادة، ومصر شريكة في الحصار.

خطاب بلا مضمون

تساءل محللون: من يخاطب السيسي حين يتحدث عن سلام لا يقوم على القصف؟ هل يخاطب الاحتلال الذي يمارس الإبادة؟ أم أمريكا وأوروبا الداعمتين بالسلاح؟ أم إعلامه الذي لا يتوقف عن شيطنة المقاومة؟!

التطبيع والمأساة المستمرة

لا يخفى على أحد أن السيسي الذي يتحدث عن السلام هو من استولى على الحكم عبر انقلاب دموي، وسوّق لثورة 30 يونيو باعتبارها منقذة للاستقرار، بينما ساهم في حصار غزة ومنع عنها الماء والدقيق.

تعليق أجنبي لافت

المحلل السياسي "بيلي بولتون" علق عبر منصة X (تويتر سابقًا):
"يفخر السيسي بالحفاظ على السلام مع إسرائيل بينما ترتكب إبادة جماعية في الجوار. يبدو أن الفلسطينيين إسلاميون أكثر مما ينبغي، لذا تخشى مصر أن يزعزعوا استقرار سيناء. الأردن يتذكر محاولاتهم الانقلابية، ولبنان لم يشف بعد من تبعات اللجوء الفلسطيني."

رابط التغريدة:
https://x.com/PellePeloton12/status/1939670828825878740

ورابط خطاب السيسي المتداول عبر فيسبوك:
https://www.facebook.com/watch/?v=551203631276417