في مشهد بات مألوفًا رغم الترويج المتواصل لـ"الجمهورية الجديدة"، ضربت موجة أمطار متوسطة إلى غزيرة عدة مناطق في القاهرة الكبرى ومحافظات الدلتا، أمس الثلاثاء، لتكشف مجددًا عن هشاشة البنية التحتية التي أنفقت عليها مئات المليارات في زمن قائد الانقلاب العسكرى السفيه عبد الفتاح السيسي، دون مردود حقيقي على الأرض.
المناطق الأكثر تضررًا:
-
في القاهرة، غرقت شوارع رئيسية في مدينة نصر، ومصر الجديدة، والمعادي، وحلوان، وتحولت أنفاق حيوية مثل نفق العروبة والطيران إلى مستنقعات مياه.
-
في الجيزة، تعطلت الحركة كليًا في محور صفط اللبن والطريق الدائري.
-
أما في الشرقية والدقهلية، فتسببت الأمطار في انقطاع الكهرباء وسقوط أعمدة إنارة على المارة، ووقوع حوادث سير.
حوادث وأضرار:
-
أعلنت الإدارة العامة للمرور عن أكثر من 60 حادث تصادم على الطرق السريعة خلال ساعات، بسبب تراكم المياه وعدم صلاحية البنية الأرضية لتصريف الأمطار.
-
سجلت هيئة الإسعاف إصابة ما لا يقل عن 17 شخصًا في القاهرة والجيزة بسبب حوادث طرق ناتجة عن الأمطار.
-
تعطل الدراسة في بعض المدارس بعد تسرب المياه للفصول، كما حدث في مناطق العياط والصف وأطفيح.
فيديوهات توثق الغرق:
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر سيارات عالقة وسط المياه في شوارع يفترض أنها حديثة التشييد. أحد أبرز هذه الفيديوهات يُظهر غرق ميدان هليوبوليس بعد نصف ساعة فقط من هطول المطر، ما يعكس غياب أي منظومة فعالة لتصريف مياه الأمطار.
فضيحة الطرق والمليارات المهدرة:
رغم تصريحات النظام المتكررة عن إنفاق ما يفوق 400 مليار جنيه على مشروعات الطرق والكباري، إلا أن هذه البنية لم تصمد أمام "شبر ميه"، ما يعيد للأذهان مقولة المصريين الشهيرة: "مصر بتغرق في أول مطرة".
وتسود حالة من السخط الشعبي على مواقع التواصل، حيث اعتبر كثيرون أن ما حدث يفضح "الإنجازات الوهمية" التي لم تتعدّ "البروباغندا الإعلامية"، وسط غياب الرقابة والمحاسبة على عقود البنية التحتية التي تشرف عليها الهيئات الهندسية للجيش دون مناقصات شفافة.
غياب الحكومة كالمعتاد:
في الوقت الذي شُلّت فيه العاصمة، غاب أي حضور واضح لمحافظ القاهرة أو المسؤولين التنفيذيين، في مشهد تكرر كثيرًا في أزمات مماثلة. واكتفت الجهات الرسمية ببيانات مقتضبة تطالب المواطنين بعدم الخروج من المنازل وتوخي الحذر.
التساؤلات تتكرر:
-
كيف تنهار شبكة الطرق بعد كل هذا الإنفاق؟
-
أين ذهبت مليارات "المشروعات القومية" التي يفاخر بها النظام؟
-
وهل باتت القاهرة، عاصمة دولة يفترض أنها "قائدة الإقليم"، غير قادرة على مواجهة ساعة مطر واحدة؟