فتيات فى عمر الزهور يتركن الدراسة من أجل لقمة العيش.. حادث الطريق الإقليمى يفتح ملف حقوق الطفولة فى زمن الانقلاب

- ‎فيتقارير

 

 

 

حادث الطريق الإقليمى الذى راح ضحيته 19 فتاة فى عمر الزهور من أجل لقمة العيش يفتح ملف حقوق الطفولة التى أهدرت فى زمن الانقلاب كما أهدرت حقوق كل المصريين ..حكومة الانقلاب ترتكب جرائم ابادة جماعية كما تفعل قوات الاحتلال الصهيونى فى قطاع غزة ..ورغم أن أبواق العصابة ومطبلاتية العسكر يزعمون ان السيسي يعمل على الحفاظ على الطفولة وتمكين المرأة إلا أن الواقع يكشف كذب هذه الادعاءات .

حادث الطريق الإقليمى لن يكون الأخير، طالما يدفع الفقر وانهيار مستوى المعيشة الصغيرات إلى ترك الكتاب المدرسى والجرى وراء لقمة العيش.

هل تدرك حكومة الانقلاب أن الفتيات اللاتى يُجبرن على ترك مقاعد الدراسة ، ليتحولن إلى سند لعائلاتهن، ينفقن على أم مريضة، أو أب عاجز أو مُستهتر تخلى عن مسئولياته تجاه أسرته، أو أشقاء لا يجدون قوت يومهم، وهناك من تكافح لتكمل مسيرتها التعليمية وتجهيز نفسها وتتحمل عبء أقساط جهازها فى ظل هذا الغلاء الجنونى وغيرها تلاشت فكرة الزواج من أحلامها بعدما تحملت مسؤلية الإنفاق على أسرتها .

 

هذا التقرير يعرض نماذج من فتيات وطفلات مصر فى زمن الانقلاب ويكشف ماذا فعل السيسي بهن ؟ وكيف دمر مستقبلهن ؟

 

فرشة خضار

 

«ملك» فتاة فى السادسة عشرة من عمرها بقرية منيل شيحة تجلس فوق «فرشة خضار» تساعد والدتها فى كسب الرزق

قالت «ملك» انها كانت تمارس نفس المهنة التى كانت تعمل بها الفتيات اللاتى لقين حتفهن فى حادث الطريق الإقليمى.

وأضافت: كنت بشتغل علشان أساعد أمى.. لكن الحادثة خلتنى أقعد على فرشة الخضار معاها .

وكشفت «ملك» تفاصيل تجربتها المؤلمة فى العمل، حيث اضطرت لفسخ خطبتها لعدم القدرة على التجهيز، ولمساعدة والدتها فى مصاريف المعيشة وتربية أخواتها الأربع، مشيرة إلى أنها عملت فى محطات فرز الفاصوليا بالعبور، ثم فى محطات تصدير العنب بالمنوفية، ضمن فرق من الفتيات يتم نقلهن يوميًا بسيارات عن طريق مقاولين إلى الحقول والمصانع.

وتابعت : كنا بنشتغل من 6 الصبح ونوصل البيت 8 بالليل، شغل 11 ساعة وأقل حاجة ٨ ساعات، وكانوا بيدونا 150 جنيه فى اليوم بعد ما المقاول وأجرة العربية ياخدوا حقهم من الـ350 اللى بتدفعهم الشركة للمقاول ورغم صعوبة العمل وقلة الأجر، تمسكت به عشان أساعد أمى وأكمل تعليمي .

 

حلم الدراسة

 

وأشارت «ملك» إلى أنها انتهت من المرحلة الإعدادية هذا العام وقدمت أوراقها للمرحلة الثانوية، لكن حلمها فى استكمال دراستها مهدد بسبب توقفها عن العمل بعد حادث الطريق الإقليمى.

وأكدت «ملك» أنها يوم الحادث المقاول قال إن المصنع طالب عدد قليل مروحتش وبعدها عرفت إن بنات من اللى كانوا معايا فى شغل العنب فى المنوفية ماتوا فى الحادثة مشيرة إلى أنها اشتغلت معاهم وتعرف بنات منهم ومقدرتش تصدق إنهم راحوا فجأة .

وقالت : أمى قررت بعد الحادثة إنى منزلش اشتغل تانى خافت علىّ ومن يومها وأنا بقعد معاها على «فرشة الخضار» بس الظروف صعبة، وأمى بتشيل كل الحمل لوحدها.

 

بنزل الغيط

 

وقالت «آية» 13 عامًا : بنزل الغيط مع أبويا بنشيل الحشيش، ونروى، وأيام جمع الطماطم أو الفاصوليا، بنتعب قوي..

وأعربت عن أملها فى العودة الى المدرسة، مشيرة إلى أن والدتها قالت ما ينفعش أسيب إخواتى لوحدهم.

 

وأضافت «هبة» 14 سنة : توقفت عن الدراسة منذ عامين، بعدما مرض والدى وصرت مسئولة عن البيت والغيط

وتابعت : بنشتغل أنا وأمى من الفجر لحد العصر نرجع نطبخ ونغسل ونجهز لتانى يوم…تعبت لكن مفيش حل تاني،

وأشارت «هبة» إلى أنه رغم الجهد، لا يتجاوز دخل الأسرة 100 جنيه يوميًا، وهو مبلغ هزيل لا يكفى لشراء أدوات مدرسية أو شراء علاج للمريض مؤكدة أنها حرمت من اللعب والدراسة ومن الراحة.

 

طالبة هندسة

 

وقالت مروة من حى أرض اللواء : كان بابا بيشتغل ليل نهار علشان يعلمنا، رغم إنه كان مريض كبد لكن لما المرض اشتد عليه وعجز عن العمل، الدنيا وقفت، ونزلت أشتغل وأنا لسه فى الترم الأول فى أول سنة بكلية الهندسة .

وأكدت أن الدراسة فى كلية الهندسة ليست سهلة، لكن الحياة المعيشية كانت أصعب، حيث اضطررت للعمل فى محل تجارى مساءً، بعد ساعات المحاضرات.

وأضافت مروة كنت بشتغل بعد الجامعة، وبذاكر وأنا واقفة فى المحل، وبرجع البيت الساعة 12 وأنام ساعتين، أيام كتير مكنتش بلحق أسرح شعرى كنت بغسله وأنام.

 

اشتغلت كل حاجة

 

وأكدت داليا 24 سنة، من محافظة الجيزة أنها بدأت مشوارها مع العمل وهى فى سن 15 سنة، حينما أصيب والدها بمرض أقعده عن لعمل واضطر إلى إغلاق الورشة التى كان يعمل بها .

وقالت داليا : اضطررت للنزول لسوق العمل، واشتغلت فى كل حاجة، من محلات الملابس لمصنع، واتنقلت من شغلانة للتانية، لكن عمرى ما وقفت، مؤكدة أنها رغم التعب، تمسكت بحلمها ورفضت تسيب التعليم، وكملت دراسة .

وأشارت إلى أنها مخطوبة وبتجهز نفسها للجواز من تعب وشقا إيديها مؤكدة أن هذا كله مكنش سهل، بس كانت تقول لنفسها : كل حاجة بتتعمل بحب وإصرار هتوصلنى لهدفى رغم المضايقات التى تعرضت لها.