لم يعد خافيا الدور القذر الذي لعبته ما تسمى "النخبة" الليبرالية ولا تزال في استمرار حكم العسكر وأخدهم السلم معهم إلى القاع وهم على حد الكاتب سيف الإسلام عيد Saif Al-islam Eid "لدى ليبراليي مصر "من النخب السياسية خاصة" صفة ذميمة: يظنون أنهم لا يُحاسبون على أخطائهم وأنهم لا يخطئون من الأساس، وأن غيرهم "الإسلاميين طبعًا" مخطئون في كل حال".
والمثال الحي هو أن "..البرادعي مشارك في الانقلاب على أول تجربة انتقال ديمقراطي في تاريخ مصر، وأحد القائمين على بيان انقلاب 3 يوليو، ونائب رئيس ارتكبت في عهده مذبحة المنصة 27 يوليو، ولم يعتذر عن أي من ذلك إلى الآن.. قمة التبجح أن يقف البرادعي موقف المُعلّم، "هلا لنفسك كان ذا التعليمُ؟"
ورصد المستشار أيمن الورداني محاولة التملص (إنكار) الدور البائس الذي لعبه في تفاصيل الانقلاب على الرئيس الدكتور محمد مرسي إلا أن شركاؤه فضحوه والله أعلم بهم، ويعلق "الورداني" ، "..هكذا يتخاصمون في الدنيا والله عليم بغدرهم وبما كانوا يبيتون.. وبما أجرموا في حق العباد والبلاد .. ألا لعنة الله على كل من غدر وخان وسار في ركاب الظالمين .. اللهم افضحهم على رؤوس الأشهاد وأورثهم ذلا لا ينفك وأنزل بهم عقابك وأرنا فيهم آياتك في الدنيا والآخرة".
https://www.facebook.com/photo?fbid=122162579564469509&set=a.122095940996469509
وقبل الانقلاب بساعات خرج محمد البرادعي ليلقي بيان جبهة الإنقاذ، معلنًا أن الرئيس محمد مرسي قد فشل في تحقيق أهداف الثورة، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية.
وحرّض البرادعي المصريين على الخروج بالملايين في تظاهرات سلمية، تملأ ميادين وشوارع مصر يوم الأحد 30 يونيو، لتأكيد إرادتهم وإعادة ثورة يناير إلى مسارها الصحيح، وهو التحريض الواضح كما كان تحريضه الجيش ممثلا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة لنزع البلاد من د. محمد مرسي والإخوان على حد زعمه وجبهته.
المتباكي على العدالة الاجتماعية التي لم تتحقّق، جاء يوم 30 يونيو بمثابة قبرٍ لكل أهداف الثورة، إذ حوّل مصر إلى معتقل كبير، مفتاحه في يد الإماراتيين و"الإسرائيليين"، وعلى رأسه الأراجوز الغبي عبد الفتاح السيسي.
ولم يكن انسحاب البرادعي من المشهد، وابتلاع لسانه إلا بعد زعم أنه لم يشارك فيه,
يفضحه مراقبون أنه لو امتلك فعلا إدانة واقعية للجرائم التي شارك فيها لأكمل مسيرة الدفع الوطني وشكّل معارضة ضد السيسي ونظام حكم العسكر وقبضته الباطشة على الشعب، أو حتى يفصح عمّا يدّعي أنه يخفيه. ويرون أنه لذك حتى ولو عاد بعد 12 عاما ليتطهر بالاعتراف بجريمته فإنه لن يتطهر منها، لأنه سيكون قد حانت لحظة الغرغرة.
ومقابل أموال الإمارات والسعودية، بذل باسم يوسف موهبته على حساب الرئيس د.محمد مرسي، ولم يترك لحمَه إلا وأكله على الهواء، متخليا عن كل أسس الديمقراطية والحرية المسؤولة.
وبحسب الإعلامي نظام المهداوي فإن "لسانه ولسان البرادعي لا ينطقان بكلمة حق، ولا يعتذران، كبقية الذين شاركوا ثم صمتوا، لكنهم يشاهدون، الكارثة التي تتجه إليها مصر بعد أن سلّموها للسيسي.. أما الحسرة الكبرى، فهي على حال مصر، التي تنحدر إلى قاعٍ سحيق بلا مقاومة، وبمعارضة تتصارع مع نفسها.
الشعب في وادٍ، وهم في وادٍ سحيقٍ آخر.
https://www.facebook.com/photo?fbid=122126741540839196&set=a.122094300758839196
يتحدث كتاب "في أيدي العسكر"، ل "ديفيد كيركباتريك" الصحفي بنيويورك تايمز والمتابع للثورة المصرية من القاهرة عن موقف الدكتور محمد البرادعي الذي كان في البداية يؤكد على استبعاد تحرك الجيش أو وقوع انقلاب عسكري، ويقول إن الغرب لن يسمح بذلك أبدا، لكن بمرور الوقت أصبح مقتنعا بأن الانقلاب العسكري هو الطريق الوحيد لإزاحة مرسي والإخوان من السلطة، وأصبح متحمسا لهذا الخيار، لدرجة أنه عندما كتب عمرو حمزاوي ـ أحد أركان جبهة الإنقاذ ـ سلسلة مقالات يحذر فيها من الاستعانة بالجيش ضد مرسي، ويقول أن تدخل العسكريين سيعيد مصر إلى عهود الاستبداد من جديد، عاتبه البرادعي وطلب منه الابتعاد عن طريقهم وقال له ـ حسب المؤلف ـ حرفيا : "من غير الجيش مفيش قدامنا فرصة" ، وينقل المؤلف عن مقابلته مع عمرو حمزاوي أنه أخبره أنه بحلول أبريل 2013 كانت الخطة واضحة تماما لدى جبهة الإنقاذ : تعبئة شعبية، يليها تحرك الدبابات، ثم انتخابات رئاسية مبكرة، يضيف حمزاوي : كان هناك اتفاق كامل على دعوة الجيش للتدخل ، أعتقد أن هذا أكبر خطأ ارتكبه البرادعي في حياته .
وبحسب الناشط عمرو الوكيل Amr Alwakeal توصل ديفيد كيركباتريك- مدير مكتب النيويورك تايمز بالقاهرة من ٢٠١٠ -٢٠١٥- ، قيادات الجيش نقلت للسفيرة الأمريكية عدم رضاهم عن وصول الرئيس مرسي للحكم، وألمحوا بشكل واضح نيتهم للانقلاب منذ الشهور الأولي لتولي مرسي.
الإنقاذ مخابراتية
وقال: إن "جبهة الإنقاذ كانت على اتصال بالمخابرات المصرية منذ اليوم الأول لتأسيسها عن طريق الأستاذ خالد داوود المتحدث الرسمي للحركة وقتها. ".
وأضاف حسب كيركباتريك، أن مرسي عرض علي التيار المدني المشاركة في الحكومة ، ومنهم الدكتور البرادعي نفسه، لكن أْضاء جبهة الانقاذ رفضوا لإحراج الإخوان، وبعدها خرجوا يلومون الإخوان لانفرادهم بالسلطة.
السفيرة الأمريكية بالقاهرة حاولت تحذر الإدارة الامريكية أن الجيش ينوي الانقلاب منذ يوليو 2012، لكنهم تراجعوا بعد الإعلان الدستوري، والذي تسبب في تزايد الاحتقان في الشارع ضد الرئيس وحكومته.
في الفترة ما بين مارس – مايو 2013، الرئيس أوباما أوفد وزيري الدفاع، والخارجية، وكذلك قائد المنطقة الوسطي – الشرق الأوسط-، وكذلك مدير المخابرات الأمريكية كلا علي حدة من أجل توضيح الرفض الأمريكي القاطع لاي محاولة انقلاب، لكن اللي حصل هو العكس تماما، لان هؤلاء السادة المسئولين شجعوا قيادات الجيش علي الانقلاب والتخلص من الاخوان. وكان مبررهم أن الاخوان هم القاعدة، وأنهم خطرعلي إسرائيل، وطبعا توصيات بيبي نتنياهو في لقاءاته معهم لعبت دور هام في اقناعهم بضرورة الانقلاب.
وكانت النتيجة في فبراير 2016 خلال قمة العقبة، بينيامين نتنياهو قال متهكما "ماذا يمكن أن يقدم السيسي لإسرائيل؟"، أما الرئيس المصري، فأعلن أنه لا نية لديه للضغط علي نتنياهو بأي شكل، لأنهم أصحاب وكده.
لما نعرف أن اللواء العصار عضو المجلس العسكري، عرض علي الرئيس مرسي ومستشاريه صفقة للخروج من الأزمة تتلخص في جملة "الباشا يمشي"، وساعتها يكون انقلاب كامل الأركان وتنتهي التجربة الديمقراطية.
ورأى "عمرو الوكيل" أن الرئيس مرسي- رحمه الله- بكل أخطائه وسقطاته، سيذكر له التاريخ أنه فضل الموت في مقابل التخلي عن منصبه للجيش، وبكده ينهي التجربة الديمقراطية؛ لأنه تقنيا لم يتخل عن منصبه، وحتي المظاهرات لا تمثل كافة الناخبين المصريين، وبالتالي العملية كلها غير قانونية، وهذا الحدث يفسر أمرين:
أولهم الخطاب الأخير للرئيس مرسي واستخدامه كلمة الشرعية بشكل متكرر، واللي كان شيء مش مفهوم ومحل سخرية، مع أنه كان اعلان واضح أنه لن يتخلى عن دوره حتي لو كلفه حياته.
الأمر الآخر، هو الهوس الشديد لدي النظام القائم، ومحاولاته المستمرة لإثبات شرعيته، وتكشف أهمية الانتخابات -الهزلية- بالنسبة لهم، بحسب الباحث.
وعاد صباحي إلى ممارسة دوره القديم مجرد كومبارس على مسرح العسكر، فخان الثورة وخان الشعب وكشفت الناشطة السياسية "غادة محمد نجيب" عن كواليس خطيرة حول علاقة صباحي بقائد الانقلاب العسكري السيسي، وتواطئه على الثورة وخداع المصريين.
وقال أحمد عميري Ahmed Ouamari في منشور له: إن "حمدين صباحي، توجه لخدمة المنقلب بأن ظهر ك"منافس" السيسي في انتخابات 2014، وكلا من خالد علي ومحمد أنور السادات، اللذين أعلنا اعتزامهما الترشح في رئاسيات 2018، قبل أن يتراجعا عن السباق".
ومن هم بالوسط وظنوا أن الانقلاب سيجلب ديمقراطية لمصر، فقد دفعوا ثمنا باهظا أيضا، فقد اصطدم حزب مصر القوية، برئاسة المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، بالنظام الانقلابي، وكانت النتيجة الحكم على د. أبو الفتوح بالسجن 15 عاما وعلى نائبه محمد القصاص بالسجن عشر سنوات.
وتم تجميد نشاط شباب الاشتراكيين الثوريين وحركة 6 أبريل، الذين كانوا أبرز الداعمين لرحيل مرسي.
وجرى تحييد 6 أبريل في معادلة السياسة المصرية، بعد أن سُجن مؤسسها أحمد ماهر (خرج وفضل الظل متخليا عن السياسة)، وحُظر نشاطها، مع استمرار حبس الناشطين البارزين محمد عادل، وهيثم محمدين أطلق بإطار معين.
وتبدلت حال البعض من الدعم المطلق إلى المعارضة الشديدة، وهم الآن خلف القضبان، ومنهم: الناشطان البارزان حازم عبد العظيم ووائل عباس، في حين أصبح مؤسس حركة تمرد (من أبرز جبهات دعم مظاهرات 30 يونيو) محمود بدر عضوا بمجلس النواب، وصديقه محمد عبد العزيز عضوا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان (رسمي).
وحكت الناشطة غادة نجيب حوارًا دار بينها وبين أحد أعضاء التيار الشعبي حيث قالت:"امبارح كنت قاعده مع شباب في حملة حمدين الرسمية، وهم أعضاء أيضًا في التيار الشعبي، وقالوا الآتي: "إنه قبل 30/6 طمأنهم حمدين وقال لهم أنا قابلت السيسي في تأبين عبد الناصر وهو قال لي أنا معاكم، وطمأنهم وحثهم على الاستمرار، ولما شباب التيار سألوه عن إمكانية فشل 30/6 قال لهم باللفظ مفيش حاجه اسمها هتفشل دي مش موجوده في الحسابات أصلا".
واصلت غادة نجيب: "تفتكروا ليه حمدين كان متأكد أوي كده من نجاح 30/6 على الرغم من تخوفاتنا جميعا أنها تفشل، إلا لو كان في تنسيق وهو مطمئن ومتأكد".
تابعت: "وبعد فض رابعة كان في اجتماع لمركزية التيار، وأحد الشباب قام سأله إيه رأيك في اللي حصل في رابعة؟ فكان رده إنه طبيعي وإن السيسي كان لازم يعمل كده، وإن الفض كان مقبولًا، فانفعل الشاب عليه وقال له إيه اللي أنت بتقوله ده.. دي كانت مذبحة؟؟