مع الإعلان الأمريكي عن خطة جديدة للمفاوضات بين المقاومة في غزة من جانب والكيان المحتل من جانب آخر، لوقف إطلاق النار ل60 يوما مقابل بعض المساعدات، قال الممثل السامي السابق للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيف بوريل،: إن "المرتزقة الأمريكيين" قتلوا 550 فلسطينيا في غزة على مدار شهر واحد، واتهم كل من مجلس أوروبا والمفوضية الأوروبية بالتزام الصمت في مواجهة هذه الأحداث".
وكشف غزاويون أن جنود "المارينز" الأمريكيين مشاركون في الحرب القائمة بشكل مباشر علاوة على الكيان المحتل وأن القتلى جراء قصف المساعدات هي فكرة امريكية للقتل، مستخدمين عناصر فلسطينية إجرامية أو فتحاوية من النوعية المتواطئة مع الكيان رغم ما يرونه بأعينهم، وفي 29 مايو الماضي ضبطت المقاومة عنصرا ينتمي ل"شبكة افيخاي" ويدعى عمر عبدربه لم يذهب ليتلقى المساعدات من معسكرات الاعتقال الأمريكية، بل ذهب ليؤدي مهمة الترويج للمكان وليلتقط هذه الصورة مع جندي أمريكي من المرتزقة.
وقال الراصدون: إن "عمر" ليس بحاجة للمساعدات، فهو من تجار الحرب الذي يتاجر بمعاناة أهالي غزة، وشخص مكروه جداً، بسبب استغلاله حاجة الناس حيث يعمل في مكتب حوالات وخدمات جوال ويفرض عمولات عالية جداً على الناس دون مراعاة ظروفهم في ظل الحرب.
الكارت الأخضر والمرتزقة؟
الكارثة التي كشفها أحد الناشطين أن المرتزقة بعضهم عرب ومسلمون يبحثون عن اللجوء للولايات المتحدة بحثا عن الأمان الوظيفي والحياتي فيفجأوا أنهم جرى إلحاقهم بالجيش الأمريكي والخدمة في المناطق التي تشتبك بها هذه القوات ومنها غزة.
وقال جنيدي كالب عبر فيسبوك Jounaidi Taleb : "في كل عام، يلجأ آلاف الشباب العرب ومن العسكريين العرب وفي بعض الأحيان صحبة عائلاتهم إلى التطوع للعمل العسكري في أمريكا للحصول على مزايا الهجرة.. وتشمل هذه المزايا سرعة الحصول على الإقامة ثم التجنس وعدم دفع الرسوم والأداءات.".
وعن رؤية شاهد عيان أضاف، "مرّة من المرّات أخذتني رغبة حب الاستطلاع إلى مدينة جذّابة خلّابة على المحيط الهادي، جاء وقت الظهر فدلّني دجي بي إس السيارة على مسجد غير بعيد، لم أكن أتخيل ما رأيت.".
وقال: "عدد من المصلين من الشباب العرب يرتدون البدلات العسكرية للجيش الأمريكي، وعدد آخر في زي مدني، أمّا القلب والعاطفة فيدفعانني لأفرح لانتشار الإسلام حتى في الجيش الأمريكي فأتخيل نفسي أخرج هاتفي لالتقط صورة وأنا أتوسطهم وأبتسم، أما العقل والالتزام فيقولان لي:
بل جدير بيّ الحزن والبكاء، فهؤلاء هم المرتزقة الذي يلتحقون بالجيش الأمريكي، من أجل البطاقة الخضراء وللحصول على الإقامة إن بقوا على قيد الحياة.".
وأكد أن "ومن هؤلاء المرتزقة أولئك الذين أُرسلوا إلى قطاع غزة بخدعة توزيع المساعدات وحقيقتهم الاندساس والتجسس واستقطاب المخبرين فقتلوا في أيام قليلة أكثر من 600 مدني فلسطين في طوابير المساعدات.".
وهذا المثال ليس بعيدا عما ضبطته القوات الروسية المشاركة في الحرب مع أوكرانيا، ففي 21 يونيو 2022 قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين): إن "المرتزقة الأمريكيين الذين تأسرهم قوات دونيتسك في مناطق القتال بأوكرانيا يمكن أن يُعدموا"
وكشف فلسطينيون في فبراير عن اسم قائد المرتزقة الأمريكيين، ويدعى الجنرال "بيلون رامبي" الذي أمعن في تعذيب الاسرى المدنيين هو ومجموعته قبل أن تسقط على رؤوسهم كمية معتبرة من قذائف الهاون في خان يونس تسببت في شحنهم بأكياس سوداء إلى مقر البحرية الأمريكية في البحر المتوسط عبر طائرة عمودية ثم إلى أمريكا.
هيجان الإبادة
وعن هيجان الإبادة الذي جمع المرتزقة (ليسوا عسكريين فقط) إلى جوار الصهاينة اليهود كتب سنان أنطون Sinan Antoon أنه رغم أن 65% من "الإسرائيليين" لا يعتقدون أن هناك «أبرياء» في غزّة، وقد شاهد العالم بأسره منذ بدء حرب الإبادة ما يكفي ويفيض من لقطات سجّلها جنود يتلذذون ويحتفلون بساديّة بجرائمهم".
مضيفا أن "المجتمع الإسرائيلي اليوم في مرحلة متقدمة من الهيجان الإبادي، يهلّل فيها للقتل كما لو كان رياضة، حتى المظاهرات المعارِضة التي تخرج في تل أبيب والتي تكثر وسائل الإعلام العربية، والغربية، من التركيز عليها، ليس جمهورها عموماً ضد الحرب والإبادة بالمطلق، بل تنحصر مطالبها بوقف إطلاق النار لاستعادة الأسرى، ويمكن استئناف الحرب بعد ذلك.".
إلا أن "الشر المطلق والجرائم الفظيعة المقترفة يومياً، شُركاء وحلفاء، من أنظمة قريبة، وأخرى بعيدة، ومنظومة شركات أسلحة ومعلومات ومؤسسات أمنية وإعلامية تنتظم وتتضافر في محوره".
وعن الدور الامريكي القذر في غزة أرجعه سنان إلى مصطلح "محور الشر" الذي انطلق في عهد جورج بوش الابن والذي تطور امريكيا إلى "محور الكراهية" معتبرا أن ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تقتل العشرات من الغزيّين الجوعى العزّل، الذين يتوجهون إلى مراكز التوزيع الأربعة (أو مصائد الموت) التابعة لها، بحثاً عما يسد رمقهم ورمق أحبتهم من النزر اليسير في مجاعة هي سلاح آخر تطعن به "إسرائيل" من ينجو من القصف.
وأوضح "انطون" أنه "قبل أيام طالبت أكثر من 170 منظمة خيرية وغير حكومية بإيقاف عمل هذه المؤسسة المشبوهة فوراً، لأسباب واضحة، والعودة إلى آليات ومنظمات الأمم المتحدة لتوزيع المعونات في غزة".
قادة القتل
وأشار الكاتب العراقي في مقاله الذي نشر عبر "القدس العربي" إلى أسماء قادة للمرتزقة ضباط في البنتاجون أصحاب مهام قذرة يشاركون اليوم في الإبادة الجماعية، ومنهم "فيل رايلي"، الذي عمل مع وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي أي» لما يقارب الثلاثة عقود وكان قد ساهم في تدريب الميليشيات اليمينية في نيكاراغوا في الثمانينيات، ثم شغل منصب مدير محطة المخابرات الأمريكية في كابل، بعد الغزو الأمريكي، قبل أن يؤسس شركة أمنية في الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن "رايلي" أسس شركة جديدة لتتولى تنفيذ عمليات مؤسسة غزة الإنسانية، أي جلب المرتزقة الذين سيطلقون النار على الفلسطينيين! وكان واضحاً منذ البداية أن المؤسسة مشروع إسرائيلي أمريكي، لا يتمتع بأي استقلالية، وقد نددت به المنظمات الإنسانية كافة ورفضت الأمم المتحدة التعاون معه.
واشار أيضا إلى المدير التنفيذي للمؤسسة "جيك وود"، والذي استقال في مايو الماضي لاقتناعه باستحالة تنفيذ خطة لتوزيع المساعدات على سكّان قطاع غزة "مع الالتزام الصارم بمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية".
وأضاف أنه يبدو أت "وود" كان لديه بقايا ضمير منعه من الاستمرار في العمل، وتنفيذ مهام في هذه المؤسسة، إلا أن خلفه القسيس الإنجيلي جوني مور، الذي عين في يونيو، مؤمن بمهمة المؤسسة ولا يكل من الدفاع عنها، وترديد أكاذيب الجيش الإسرائيلي والتشكيك بمنتقديها في الحوارات التي تجرى معه، حتى بعد تراكم التقارير والمشاهد التي توثق القتل اليومي وظهور اللقطات المسربة من المرتزقة الأمريكيين أنفسهم»، ويجسّد مور هذا في مسيرته وتوجهاته وخطابه التقاء مصالح وتوجهات المسيحيين الصهاينة، من الإنجيليين، مع اليمين المحافظ وفاشية ترامب. فهو رجل دين ورجل أعمال أسّس شركة علاقات عامة. وكان مور قد ترأس المجلس الإنجيلي الاستشاري لحملة ترامب الانتخابية الأولى، وكان من الذين يترددون على البيت الأبيض لحضور اجتماعات سياسية وإقامة صلوات! وهو عضو في المجلس الاستشاري لمؤسسة الزمالة الدولية المسيحية اليهودية التي تشجع على الهجرة اليهودية إلى فلسطين باعتبارها تحقيقاً للنبوءات التوراتية.
وأوضح "انطون" وكان لمور، الذي عيّنه ترامب مرتين في اللجنة الأمريكية الحريات الدينية، دور في إبرام اتفاقات السلام الإبراهيمي ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، وهو يفخر بعلاقاته الوثيقة مع عدد من الأنظمة العربية وزياراته لقصور الملوك والأمراء.
وكان من الذين أثنوا على خطة ترامب لتهجير الغزيين وتحويل غزّة إلى مشروع سياحي. وهذا هو ما تساهم فيه «مؤسسة غزة الإنسانية» التي وصفتها فرانشيسكا آلبانيزي، المقررة الأمميّة المعنيّة بحقوق الإنسان في فلسطين، بأنها "فخ موت مصمّم لقتل أو تهجير السكان".
فشل في التوزيع
ومع الفشل في توزيع المساعدات وسقوط الضحايا لما يفوق 500 شهيد في، لا أساس لوجود هذه المؤسسة إلا قتل الأبرياء الجوعى، حيث أكدت مؤسسات حكومة غزة وزارة الصحة والمكتب الإعلامي ووسائل إعلام فلسطينية أن توزيع المساعدات فشل منذ يومه الأول بعد أن أخفق عناصر الشركة الأميركية في ضبط وتنظيم عملية التوزيع، وما تخللها من إطلاق الاحتلال النار على المكان غرب رفح جنوب القطاع.
وقال المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، إن المساعدات التي جرى توزيعها أمس في رفح جنوبي قطاع عزة سرقتها الشركة الإسرائيلية -الأميركية والجيش الإسرائيلي من مؤسسة "رحمة" العالمية.
وأرادت الشركة إذلال الغزيين فكانت النتيجة هجوم المدنيين على مركز المساعدات وأخذ المساعدات عنوة ومطاردة المرتزقة الأمريكيين وهروبهم واستيلاء الغزيين على كل المساعدات والطاولات وحتى الكراسي وكل شيء بجانب الاستيلاء على ماكينات البصمات وكاميرات البصمة العينية (والمصممة للسجون والمتابعة) ولم يتوقفوا حتى تحت وابل الرصاص من جيش الكيان وطائراته في تحد لكل أشكال الاحتلال والقمع..