اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن أي اجتياح لقطاع غزة يعتبر مغامرة إسرائيلية كبيرة ستدفع الدولة العبرية ثمنًا باهظًا جراءها.
وكان وزير في الحكومة الإسرائيلية هدد باجتياح قطاع غزة في حال استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، مشيرًا إلى أن ذلك سينتهي بإعادة سيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة على القطاع.
وقال وزير الشئون الإستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية يوفال شتاينتس: "إذا استمر إطلاق الصواريخ بين حين وآخر من قطاع غزة؛ فإن إسرائيل ستضطر إلى دراسة إمكانية اجتياح القطاع والقضاء على حكم حماس وتمكين السلطة الفلسطينية (بزعامة حركة "فتح") من السيطرة على غزة مجددًا".
وقال النائب في حركة "حماس" مشير المصري في تصريحات صحفية اليوم: "قادة الاحتلال الذين سبقوا شتاينتس إلى هذه التصريحات قد جربوا حظهم في التعامل مع غزة وفشلوا في تحقيق أدنى أهدافهم".
وأضاف: "إن اجتياح قطاع غزة برًا هو حُلم للمقاومة، لأن غزة ستتحول مقبرة للصهاينة، وذلك سيشكل حماقة للاحتلال، وسيعض قادته أصابع الندم إن فكروا بذلك"، حسب تعبيره.
وتابع: "أي اجتياح لقطاع غزة يشكل مغامرة كبيرة سيدفع العدو الصهيوني ثمنًا باهظًا فيها وسيجر ذُيول الخزي والعار دون أن يحقق أهدافه، لأن المقاومة اليوم أقوى من ذي قبل، وشعبنا ملتف حولها وبكل قوة وهي ثقافة الكبار والصغار".
وحول تصريحات وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيفي ليفني ومسئولة ملف المفاوضات مع السلطة التي قالت فيها: إنها تخشى إن تم الانسحاب من الضفة الغربية أن تتحول إلى "غزة 2"، قال المصري: "واضح أن تجربة غزة بمقاومتها وتشكيلها لقلعة صمود وتحدٍّ بات قادة الاحتلال يعضون أصابع الندم على أن غزة وصلت إلى ما وصلت إليه في لحظة زمنية سريعة، ومن هنا فإنهم يخشون أن يتحول نموذج غزة إلى الضفة الغربية، لأجل ذلك يصرون على أن يبقى الاحتلال في الضفة الغربية حاميًا لبقاء السلطة من المقاومة، وهذا لطالما صرح به قادة الاحتلال".
وأضاف: "نحن نعتقد أن من تشدق بالتنسيق الأمني سيسقط شعبيًا ولن يبقى له مكان حتى ولو تعلق بأستار الاحتلال، والاحتلال مهما كانت قوته لن يستطيع أن يبقي سلطة جاثمة على إرادة الشعب رغم أنفه، خاصة أن مشروعها السياسي فشل في تحقيق الحد الأدنى من تطلعات الشعب الفلسطيني وإجرام الاحتلال متواصل بحق شعبنا، والضفة التي شكلت نموذجًا في مقاومتها وصمود أهلها ستنهض من جديد رغم كل تحسبات الاحتلال وأعوانه"، وفق قوله.
وحول الشق الثاني من تصريح شتاينتس؛ الذي أكد فيه تسليم السلطة لحركة "فتح" بعد اجتياح القطاع بريا والقضاء على حركة "حماس"؛ أشار المصري إلى أن هذه التصريحات تتزامن مع تصريحات صدرت من بعض الألوية المصرية العسكرية من ضرب القطاع وتسليمها لفتح، وتلتقي كذلك مع تصريحات صدرت عن بعض قيادات فتحاوية ومنهم عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية للحركة، الذي تمنى أن يعود على ظهر دبابة مصرية وبعض القيادات من قبل الذين لطالما استقوا بالاحتلال على غزة".
وقال: "هذا كله يدعو حركة "فتح" أن تُبرئ ساحتها إن أرادت أو تحدد موقفها؛ هل هي منحازة إلى الشعب ومقامته أو أن قادتها يسعون إلى تحقيق نشواتهم الذاتية وشهواتهم القيادية ومصالحهم الشخصية ولو كان بالتحالف مع الاحتلال ضد الشعب ومقاومته الباسلة؟" حسب تعبيره.