لا تراجع ولا استسلام .. (بلير) ومفكرو الصهاينة : العسكر والإخوان صراع تيتانيك

- ‎فيتقارير

لم تنفك ذكرى الانقلاب الـ 12 على الرئيس الشهيد د.محمد مرسي ابن جماعة الإخوان المسلمون، حتى وجد البعض "الليبرالين" المتحالفين مع العسكر في إسقاط التجربة إلا معاودة الكرة من جديد، يضاهئون قول اللجان الإكترونية للنظام، في تنكر لدورهم البغيض في تحويل الديمقراطية إلى إله من العجوة، يأكلونه إذا جاعوا ويعيدون تركيبه وفق ما يريدون.

ونضع أمام هؤلاء الفاشيين المتدثرين بالأفكار الغربية ما قاله الغربيون أنفسهم حيال الصراع بين الإخوان والعسكر (ومن سار في ركابهم) حيث النظرة إلى الإخوان المسلمون أنهم العدو الأكبر.

لذلك لا ينفكون يحاربونها في كل مكان حتى وإن سلمت لهم بعض الرايات كما حدث في تونس والأردن، إلا أنه يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين لا تعوّل كثيرا على آراء المخونين (المنطلقين من توجهات غربية) ممن يعادون منهج الجماعة وهم طرف بين 4 أطراف يشكل الإخوان ومحبوهم والمجتمع المسلم بمن فيهم المترددون، الركيزة والطرف الغالب.

ويبدو أنه كما يلفظ أبناء الجماعة ويبصقون على من يتخذون من النقد ستارا للتخوين، تتجه الركيزة المجتمعية إلى تبني الفعل نفسه وبدرجات جميعها تلقائية، بظل 12 عاما من التغييب الفعلي للصوت الإسلامي النهضوي.

أدرك الجميع أن مسلسل الإخوان المسلمين والأنظمة المتعاونة مع الغرب منذ إعلان مرشدها تبني استقلال الإرادة وتدرجات الإصلاح لدى الجماعة من الفرد المسلم وصولا إلى استاذية العالم، جميعها يعتبرون وأن العسكر الذي وظفه الصهاينة والغرب مرتين أحدهما الأخيرة 2013 وإلى اليوم والأولى وصلت ذروتها في الخمسينيات والستينيات، لضرب الجماعة الأم في مصر "صراع تيتانيك" يأخذ طريق الاستمرار تحت شعار "لا تراجع ولا استسلام".

وفى أبريل  2014 في مؤتمر بلندن  رصدت باحثون حديثا ل(توني بلير) رئيس الحكومة البريطانية الأسبق، عن الصراع بين الاخوان والعسكر    فقال: "صراع تيتانيك" وبالإنجليزية "There is a Titanic struggle going on within the region…".
 

تقول الراصدة إيمان الجارحي Eman El Garhy عبر "فيسبوك"، التي نقلت كلمات رئيس حكومة المملكة المتحدة الأسبق، عبارة "صراع تيتانيك" التي استخدمها (توني بلير) في خطابه فقالت: إنها "تشبيه درامي يشير إلى صراع كبير ومصيري بين قوتين ضخمتين، وغالبًا ما يكون من النوع الذي يصعب التراجع عنه أو تسويته بسهولة.".
 

ليكشف لنا حقيقة طبيعة الصراع فهو ليس صراعا سياسيا، بل صراعا جوهريا داخل الشرق الأوسط صراعًا أيديولوجيًا بين جماعة تحمل  مشروعا خاصا بالهوية وعسكر يتماهون مع قيمنا ومشروعنا..

وخطاب (بلير) للغرب  في مثل هذه الصراعات: "لا تحدثني عن الديمقراطية في أوقات التهديد الوجودي، لابد من اتخاذ قرارات حاسمة ودعم المنظومة العسكرية".

ويتكلم (بلير) عن أهمية مصر فقال: "مستقبل المنطقة معلق على مصير مصر"، ليكشف لنا الصورة الذهنية للمنطقة في عقول الغرب أن مصر هي عقل  الوطن العربي والإخوان المسلمين في القلب منها .

و لذلك يعتبر (بلير) خطورة حكومة مرسي والإخوان أنها منتخبة أي أنهم معبرين عن إرادة شعبية حقيقية، وأنهم بدأوا خطوات في تغيير هوية الدولة من خلال مؤسساتها، ولذلك رأى من الواجب على الغرب دعم الانقلاب سياسيا واقتصاديا، ليس لإنقاذ المؤسسة العسكرية، ولكن إنقاذا لمنظومتهم ومصالحهم الاستعمارية في المنطقة.

وترى الباحثة والناشطة إيمان الجارحي أن "الصراع لم يكن حول برنامج اقتصادي أو تحالف إقليمي، بل كان حول من يُعرّف هوية الدولة الشعب عبر الانتخابات؟ أم النظم الاستبدادية عبر القمع ؟ ولأن جماعة الإخوان  تحمل مشروع أمة وهوية مستقلة، فإن ما حدث لم يكن انقلابًا على مرسي وحده بل انقلابًا على إرادة الشعوب إذا تجاوزت الحدود المسموحة لها".

التوجه الصهيوني

الباحث المقيم في الغرب (محمد الزيات) رصد في 4 نوفمبر 2013، دراسة صهيونية تعلقت بدراسة حكم مرسي لمصر ذكرت أن :

  1. مرسي : خطط لإلغاء كامب ديفيد ، واتبع سياسة واضحة لتحقيق ذلك .
  2. مرسي : دعم المقاومة الفلسطينية ، وكانت ذلك من أهم معالم سياسته الخارجية.
  3. لو ظل الإخوان في الحكم ، لكانت مصر قد انتقلت من طور تقديم الدعم المعنوي والسياسي للمقاومة إلى طور الدعم العسكري .

ونقل (الزيات)  عبر "فيسبوك" تصريحات وتعليقات وكتابات الصهاينة؛ ليعرف الجميع لماذا انقلبوا على الرئيس محمد مرسي فنقل أولا عن، المعلق الصهيوني رون بن يشاي القول: "مرسي غيّر قواعد اللعبة معنا باستمرار، وكان الحل أن يتصرف الأمريكيون".

ونقل عن "إفرايم كام"، كبير باحثي الأمن القومي الإسرائيلي "تغلب تحالف العسكر والليبراليين فقط يضمن تحقيق مصالحنا في مصر " ويعلق الراصد أن "الانقلاب في مصر جعل الجيش "الإسرائيلي" يوافق على تقليص موازنة الأمن لأول مرة منذ تفجر الربيع العربي .

ويؤكد ما ذهب إليه بما أعلنت صحيفة (معاريف) الصهيونية من أن "انتخاب مرسي زاد الإنفاق الأمني الإسرائيلي بخمسة مليار دولار كدفعة أولى " وهو ما دعاهم لتقليصه لاحقا بعد الانقلاب.

بعد أسبوع على الانقلاب، 11 يوليو 2013، صرح "دان مرغلت"، كبير معلقي صحيفة "إسرائيل اليوم": "سنبكي دماً لأجيال إن سمحنا بفشل الانقلاب وعاد الإخوان للحكم". مضيفا "يتوجب على "إسرائيل" فعل المستحيل لضمان عدم عودة الإخوان للحكم، لأن الإخوان سيتوجهون للانتقام من "إسرائيل".

وتابع "مرغليت": "أمعن السيسي في القتل ؛ لأنه يدرك مغزى فشله ، وعلينا التجند لإنجاح حكمه ، فهذه قصة حياة أو موت ، ليست بالنسبة له ، بل لنا أيضا ".

وأضاف كبير معلقي "إسرائيل اليوم": "لقد أجبر مرسي القادة الإسرائيليين على المشي على أصابع أقدامهم ، وتعاملوا مع مصر تحت حكمه بحذر شديد؛ حتى لا يتم إغضاب الرئيس الإخواني، ويستثار عداؤه الكامن لإسرائيل".

وفي مقال ل"دان مرغليت"، في الصحيفة ذاتها دعا "إلى تكاتف دول العالم؛ لإخراج الإخوان المسلمين من الحكم في الدول العربية التي فازوا فيها بالانتخابات ، ومنع تكرار فوزهم في دول أخرى ".

 

وقال "موشي يعلون": "قيادة الجيش المصري أوصلت إلينا فيديوهات سرية مصورة، تتعلق بمرسي، وهو يتحدث فيها بشكل عنصري عن "إسرائيل"، وعن رغبته – أي مرسي – بتغيير الاتفاقيات معها؛ لأنها مجحفة بحق مصر".

وقال يعلون : إن "زوال مرسي من الحكم أبعد عن إسرائيل خطرا داهما وكبيرا، كانت إسرائيل نفسها لا تعرف عواقبه".
 

وكتب المفكرالصهيوني "إيدر": "مع كل الألم ، يجب أن يغض الغرب الطرف عن مجازر السيسي ضد شعبه ؛ لأنها السبيل لمنع دولة إسلامية ".

وقال "روني بارعون"، رئيس لجنة الخارجية في الكنيست الإسرائيلي للإذاعة العبرية: "حكم مرسي دلل على ضرورة ألا يسمح الغرب بنجاح الإسلاميين في حكم مصر".
 

وعن الحرب الأخيرة على غزة والتي أعلن فيها الرئيس مرسي "لن نترك غزة وحدها" وكانت في شتاء 2012 قالت صحيفة "إسرائيل اليوم": "نتنياهو امتنع عن شن حملة برية على غزة، بعد تهديد مرسي بإلغاء كامب ديفيد ".

واعتبر سفير "إسرائيل" الأسبق في مصر "تسفي مزال" أن "سلوك مرسي في المواجهة مع غزة دلل على أنه عدو صعب ل"إسرائيل ".

ونقل عن مدير المخابرات العسكرية الصهيونية الأسبق قوله: "الإخوان أكبر خطر يهددنا، وأشعر بالارتياح العظيم الآن، كما نشعر بأمن أفضل بسبب زوال حكم الإخوان في مصر ".

واعتبر المستشرق الإسرائيلي "إيال زيسير" أن "إفشال مرسي مثل مصلحة إستراتيجية لنا ؛ لأنه يوقف تحقق سيناريو الرعب الذي بشر به الربيع العربي".

وأشار الراصد إلى دراسة صادرة عن معهد "فيزنتال"، كأحد أهم مراكز الأبحاث الصهيونية في العالم تؤكد: "محمد بديع مرشد الإخوان، أكثر شخص حرّض على اليهود ".

وقال المفكر الصهيوني "يحزكل درور" في مقابلة مع إذاعة "ريشت بت": "أي حكم منتخب بشكل ديمقراطي في العالم سيكون ضدنا حتماً ، ولو فاز غير الإسلاميين بشكل ديمقراطي فإنهم لن يتبنوا إلا سياسات مناوئة لنا، لأنهم في النهاية سيعبرون عن مواقف الجماهير العربية التي تكفر بوجودنا…لذا ، فإن "إسرائيل" لا تحرض العالم على حكم الإسلاميين، بل هي تضيق ذرعاً بالتجربة الديمقراطية في العالم العربي ، لإدراكها تداعياتها السلبية".