رصدٌ مرير وفشلٌ متكرر: الإسكندرية–مطروح… طريق الموت لا يرحم وتحذير بالجملة

- ‎فيتقارير

 

شهد طريق الإسكندرية–مطروح،  الخميس الموافق 21 أغسطس 2025، حادثًا مأساويًا حيث اصطدمت شاحنة نقل بعدد من السيارات ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وحوالي 20 جريحًا، بعضهم في حالات حرجة يتلقون العلاج في العناية المركزة. التفاصيل الأولية تشير إلى أن سائق الشاحنة توقف فجأة أمام حاجز مرور، فاندفعت عشر سيارات إليه من الخلف، ما أدى إلى تهشمها واحتراق إحداها بالكامل. وقد تم توقيف السائق للتحقيق وفحص عينات دمه لمعرفة احتمالية تعاطيه المخدرات.

 

استجابة شديدة التناقض من السلطات

أعلنت وزارة الصحة إرسال عشر سيارات إسعاف إلى موقع الحادث، ونقلت 18 مصابًا إلى مستشفى الضبعة المركزي، في الوقت الذي أكدت فيه أن خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، يتابع الحادث عن كثب ويوجه برعاية طبية شاملة وفورية. بينما زعمت الداخلية أنها كثفت من حملات المرور منذ يوليو لرصد نحو 100 ألف مخالفة يوميًا، أبرزها تجاوز السرعة.

 

الأرقام الصادمة: هل فشلت “مشروعات الطرق” السخية في إنقاذ الأرواح؟

 

وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ عدد موتى حوادث السيارات في عام 2024 نحو 5,260 حالة وفاة، مقابل 5,861 في عام 2023 — بنسبة انخفاض بلغت 10.3%

.

 

بالمقابل، ارتفع عدد المصابين من 71,016 في 2023 إلى 76,362 في 2024 — زيادة بنسبة 7.5%

.

 

معدل القسوة (الوفيات لكل 100 مصاب) انخفض من 8.3 إلى 6.9 — تحسن نسبي بنسبة 16.9%

.

 

موجة الحقائق المكشوفة… الفئات الأضعف تدفع الثمن

 

الفئة العمرية الأقل من 15 سنة تسجل أعلى عدد من الضحايا — 1,219 وفاة، بينما تقلُّ الوفيات تحت سن 5 سنوات إلى 218 حالة فقط

.

 

على مستوى المستخدمين للطريق، يموت المارُّون مشيًا على الطرق أكثر من السائقين أو الركاب — 2,125 وفاة للمارين مقابل 1,174 بين الركاب

 

فرق الأرقام بين الإدعي والإصابة الفعلية

 

ارتفع معدل الإصابات لكل 100 ألف نسمة من 67.5 إلى 71.7 — بزيادة 6.2%

.

 

ما وراء الأرقام: قراءة نقدية للخطاب الحكومي والواقع المعاش

1. المعجزة الوهمية للطرق الجديدة؟

 

رغم ضخّ نظام السيسي مزايا مالية ضخمة—305 مليار جنيه في ست سنوات لإنشاء طرق وكباري—يبدو أن قصور التنفيذ أو الفساد الإداري يتسبب في تحويل “الاستثمار الضخم” إلى بوابات الموت البطيء

 

2. التماهي الإعلامي الرسمي

 

الإحصائيات تُعلن عن انخفاض في الوفيات، لكن الزيادة في الإصابات تكشف هشاشة واقع السلامة على الطرق: ما نراه ليس سوى تحوّل لحالات أكثر خطورة وليس حلولًا جذرية.

 

3. الضحايا الأضعف على الخطوط الأمامية

 

الطلبة، والمشاة، وغيرهم من الفئات غير المحمية هم الأكثر عرضة للمخاطر. كيف يغيب هذا الصراع اليومي عن الاعتراف العام رغم أن “الطريق” لم يُحمهم؟

 

4. حملات المرور… فوقية أم جزئية؟

 

100 ألف مخالفة يوميًا قد تبدو رقمًا مبالغًا به، فهذا الرقم يتحدث عن ضحايا ومعارك حقيقية مع السرعة والفساد، لا فقط عن عقوبات رادعة بقدر ما هو عن مراقبة مزاجية.

 

ما وراء الأرقام:

 

الصحيح أن انخفاض عدد الوفيات بـ10.3% في 2024 (من 5,861 إلى 5,260) لا يعني «نجاحًا أمنياً»، بل هو نتيجة ارتفاع هائل في الإصابات (+7.5%).

بينما يُعلن عن «تحسّن» باستخدام معدل القسوة، لا تزال الفئة العمرية تحت 15 سنة هي الأكثر تضرراً بوضوح.

وبالنظر إلى ضخ 305 مليار جنيه في مشاريع الطرق، فإن النتيجة مأساوية: خيام العزاء أمام المشافي وجثث الأطفال المتنقلة على الطرقات.

 

الخلاصة الصحفية المعارضية:

البيانات الرسمية لا تُبشّر بـ«أمان» بل تكشف هشاشة النظام: الطرق الجديدة لا توفر حماية كافية، الإصابات تتصاعد، والضحايا من المارّة والأطفال هم الأكثر تضررًا. النظام العسكري يعلن فائضًا استثماريًا، لكن يكاد يكون عاجزاً عن توفير أبسط شروط السلامة على الطريق.