56 عاما على إحراق المسجد الأقصى .. وعلماء: حمايته والزود عنه ليست قضية عابرة

- ‎فيتقارير

في 21 أغسطس 1969م، قام الإرهابي اليهودي الأسترالي (دينيس مايكل) وبدعم من العصابات اليهودية المغتصبة للقدس بإشعال النيران في المسجد الأقصى، فأتت ألسنة اللهب المتصاعدة على أثاث المسجد المبارك، وجدرانه، ومنبر صلاح الدين الأيوبي، ذلك المنبر التاريخي الذي بناه القائد "نور الدين زنكي" وأحضره القائد صلاح الدين لإلقاء الخُطب من فوقه، بعد انتصاره وتحريره لبيت المقدس.

56 عاما على إحراق المسجد الأقصى على يد متطرف أسترالي وما زالت حرائق الاحتلال مشتعلة، من اقتحامات وانتهاكات واعتداءات على مصلين، إلى سعي معلن لإحياء حلم "إسرائيل الكبرى"

https://www.facebook.com/aljazeerachannel/videos/1431151934813473/

وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي القره داغي في مناسبة هذه الذكرى الأليمة على قلوب المسلمين، إن " المسجدُ الأقصى أكبر من  معلمٍ تاريخيّ أو رمزٍ دينيّ، بل هو جزءٌ من عقيدتنا الإسلامية، وثابتٌ من ثوابت ديننا. فهو القبلةُ الأولى، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه صلى إمامًا بجميع الأنبياء، إيذانًا بأن رسالة الإسلام خاتمةٌ جامعة، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو الإمام والقائد للأمم المؤمنة".

وعبر @Ali_AlQaradaghi أكد أنه في ذكرى مأساة  حريق الأقصى ".. فإن حماية المسجد الأقصى والدفاع عنه ليست قضية سياسية عابرة، بل هي واجبٌ شرعي وأمانة في أعناق الأمة الإسلامية جمعاء، لا يسع مسلم أن يتخلى عنها، أو يتهاون في شأنها.".

وشدد على أنه  "فرضٌ في عنق كل مسلم ومسلمة، يتطلب منا جميعًا الوعي، والمواقف، والدعاء، والدعم بكل أشكاله، حتى يُرفع الظلم، وتعود للمقدسات حرمتها ومكانتها."

https://youtu.be/AD6T9fU2tDc?si=3TiXT9kyoLfVjQz5

https://x.com/Ali_AlQaradaghi/status/1958587042658451751

محرقة غزة
الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفسلطيني تناول في مقال له "حريق الأقصى ومحرقة غزة "  وقال : "وها هو نتنياهو في شهر اغسطس من العام 2025، وقبيل ذكرى حريق الأقصى، فإنه يعلن عن إيمانه وعمله لإقامة إسرائيل الكبرى الممتدة من نيل مصر إلى فرات العراق مرورًا بسوريا ولبنان والأردن وأطراف السعودية. ".

وأضاف "..من كان يتوقع بعد هذا التصريح، بل هذه الصفعة في وجوه قادة هذه الدول أن يسمع أكثر من بيانات الشجب والاستنكار فإنه سيكون واهمًا. فمن انخرسوا عن حريق المسجد الأقصى المبارك في اغسطس آب 1969، فقد انخرسوا أيضًا عن مشروع إسرائيل الكبرى في اغسطس آب 2025. وإن من صمتوا وانخرسوا يوم حريق المسجد الاقصى، حتى وإن اختلفت أسماؤهم، فإن من ساروا على دربهم وورثوا الحكم أو اغتصبوه بعدهم، فإنهم يصمتون اليوم عن محرقة غزة ولهيب نارها الذي أحرق أهل غزة كلهم، وفيما أوجع حريق غزة  قلوب وضمائر زعماء كثيرين من غير العرب والمسلمين، تجمدت في زعماء العرب والمسلمين المشاعر وماتت فيهم المروءة.. لقد أسمعت لو ناديت حيًا      لكن لا حياة لمن تنادي".

https://www.facebook.com/Kamal.Khateb48/posts/pfbid0tamsECybpnA2xzDhZZgo1zTp1GUg95XqwMgqBcvzVvqrcf5YqRG6rch7WJiq46kYl

وفي المناسبة قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في ذكرى إحراق الأقصى قبل 56 عاماً حيث كان من بين المشاركين في إطفائه: "في مثل هذا اليوم كانت الذكرى الأليمة بحق المسجد الأقصى، حريق الأقصى كان في عام 1969 ولكن الحرائق تستمر وهي بداية لاعتداءات تمثلت بالاقتحامات والحفريات.. الآن الأقصى تحدق به مجموعة أخطار وليس خطراً واحداً ونؤكد أن هذه الاعتداءات ومحاولات التهويد لن تكسب الاحتلال أي حق بالأقصى فهو للمسلمين وحدهم وهو ليس قابلاً للتنازل ولا للتفاوض"

https://www.facebook.com/Silwanic/videos/743825511773402/

دلالة يوم 21 اغسطس

وقال الكاتب الصحفي يسري الخطيب إن الأسباب الحقيقية لاختيار المجرم تاريخ 21 من شهر أغسطس: هو ما نقله "اليهود إن (تيطس) قد دمّر الهيكل الثاني الذي يزعمون أنه كان موجودا، مكان المسجد الأقصى، في 21 أغسطس، سنة 70م، وهذا التاريخ يمثّل ذكرى حزينة لديهم، أو ما يسمونه "ذكرى خراب الهيكل"، ولذلك لديهم الدافع لارتكاب اعتداءات ضد المسلمين، وضد المسجد الأقصى، للإسراع في بناء الهيكل الثالث المزعوم، ولهذا يلاحظ أن الاعتداءات اليهودية عادة ما تزداد في شهر أغسطس من كل عام، منذ احتلال اليهود لأرض فلسطين!!".

وأضاف أنه "كان لهذا العمل الإجرامي ضد ثالث الحرمين، ردة فعل كبيرة في العالم الإسلامي، وقامت المظاهرات في كل مكان، وكالعادة شجبَ القادة العرب هذه الفعلة، ولكن كان من تداعيات هذه الجريمة إنشاء: (منظمة المؤتمر الإسلامي) التي تضم في عضويتها جميع الدول الإسلامية، وكان الملك فيصل بن عبد العزيز – هو صاحب فكرة الإنشاء".

وأشار شهود العيان، والصحف العربية في فلسطين، إلى أن إحراق المسجد كان متفقا عليه بين المجرم "مايكل روهان" والحكومة الإسرائيلية، وهو ما أثبتته التقارير والوقائع بعد ذلك.

وعلق "الخطيب "، "وعلى الرغم من أن الدلائل وآثار الحريق كانت تشير إلى تورّط مجموعة كاملة في الجريمة، وأن هناك شركاء آخرين مع اليهودي المذكور، إلا إن قوات الأمن الصهيونية لم تجر تحقيقًا في الحادث، ولم تحمّل أحدًا مسئولية ما حدث، وأغلقت ملف القضية بعد أن اكتفت باعتبار الفاعل مجنونًا!!".

وأضاف ، "عندما ارتكب الصهاينة جريمة إحراق المسجد الأقصى، قالت رئيسة الوزراء الصهيونية "جولدا مائير": (لم أنم ليلتها، وأنا أتخيّل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجًا أفواجًا من كل حدبٍ وصوب … وعندما طلع الصباح ولم يحدث شيء، أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء، فهذه أمة نائمة…)!!.

https://www.facebook.com/ysry.alkhtyb.5939/posts/pfbid035EFJ8sMBPnN5Q84L7bQ6ZREPQeeGwji6kunyv8J8zGXLZrKxMXZVBxNrnUwYkzSyl

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%82_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89

 

لجنة القدس

وبخصوص المؤتمر الإسلامي ، قال رضا رحال على فيسبوك Ridha Rahal عن لجنة القدس ورئيسها إن تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي، في قمة الرباط الإسلامية الأولى (سبتمبر 1969)، ومنها انبثقت لجنة القدس سنة 1975 لحماية المدينة حيث أُنشئت لجنة القدس بعد 6 سنوات من الحريق، بقرار من المؤتمر السادس لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في جدة سنة 1975م (1395هـ).

وأضاف أنه كان من أهم أهدافها : حماية القدس من المخططات الصهيونية وخطط التهويد، ومتابعة القرارات الإسلامية والدولية ذات الصلة، والتنسيق مع الهيئات الدولية لدعم صمود المدينة وأهلها.

أُسندت رئاسة اللجنة منذ تأسيسها إلى ملك المغرب الحسن الثاني (1975–1999)، وبعد وفاته تولّى رئاستها ابنه محمد السادس الذي يترأسها إلى اليوم.

وعُقد آخر اجتماع رسمي للجنة قبل 11 سنة في جانفي 2014، وذلك بعد فترة تجميد استمرت 12 عامًا نتيجة خلافات…وفي نوفمبر 2024، أكدت القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في الرياض دعمها المتجدد لعمل لجنة القدس برئاسة ملك المغرب الحالي محمد السادس…

وظهر أول رئيس للجنة القدس الملك الحسن  في صور عدة رفقة زعماء الصهاينة ومنهم شمعون بيريز وصورة النصب التذكاري في شارع بـ"إسرائيل" على اسم الملك الحسن الثاني، كما أصدرت هيئة البريد الإسرائيلية طابعاً بريدياً تكريماً للملك الحسن الثاني بعد وفاته في عام 1999

https://www.facebook.com/ridha.rahal.401983/posts/pfbid02CxtCAehWZqtmBCx3ntEKJwQAkicKfoWtRayW35NQ7ce8ShLi1353rVyCh4LvpYidl
 

وفي عام 2003، بدأ الصهاينة والمستوطنون في سلسلة متصاعدة من اقتحامات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال المدججة بالسلاح لـ5 أيام في الأسبوع، وفي السنوات العشر الأخيرة بدأوا بأداء صلوات علنية صامتة أثناء اقتحاماتهم، وصولًا إلى أداء طقوس تلمودية، ورفع علم الاحتلال داخله.

 

وبين الفينة والأخرى تدعو “منظمات الهيكل” المزعوم إلى فرض حضور تدريجي لأدوات الطقوس التلمودية في “الأقصى”، حيث سمحت خلال السنوات الماضية بإدخال لفائف التوراة، والشمعدان، والأبواق المعدنية، والمذبح والقربان الحيواني، ما يشكل تصعيدًا واضحًا يستهدف تغيير الطابع الإسلامي للمسجد.

وفي الربع الأول من العام الجاري شهد المسجد الأقصى اقتحام (13,064) مستخرب للمسجد الأقصى المبارك، بحماية الاحتلال، إضافة إلى (12,134) آخرين تحت غطاء “السياحة”، زادوا إلى نحو (33.634) مستعمر، بإجمالي من وصل من الصهاينة المقتحمين للمسجد الأقصى في النصف الأول من العام الجاري يصاحبهم جولات استفزازية، وطقوس تلمودية في مناطق متفرقة من الأقصى، في انتهاك مباشر لحرمة المكان المقدس.

 

وسُجلت أخطر الانتهاكات صباح يوم 12 مايوعندما أقدم مستوطنون -لأول مرة منذ احتلال الأقصى عام 1967- على اقتحام المسجد من باب الغوانمة وإدخال قربان حيواني بنيّة ذبحه داخل الساحات.

 

وكان شهر يونيو المنصرم، قد شهد إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، ومنع الوصول إليهما، لـ12 يوماً على التوالي، على إثر اندلاع الحرب الإيرانية – الإسرائيلية. فيما شهد تموز الماضي، اقتحام (5487) مستعمراً، المسجد الأقصى، و(2484) تحت مسمى سياحة.

لم تكن جريمة إحراق المسجد الأقصى في 1969، إلا حدثاً متصلاً بسلسلة من الجرائم والمجازر وسياسات التهويد الاحتلالية، وقد شهد بعد ذلك، مذبحة الأقصى الأولى التي حدثت في تمام الساعة 10:30 من صبيحة يوم الاثنين الموافق 8 أكتوبر من عام 1990، قبيل صلاة الظهر؛ إثر قيام متطرفي ما يسمى بـ”جماعة أمناء جبل الهيكل” بوضع حجر الأساس لما يسمى للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى؛ ما استثار أهل القدس الذين هبوا لمنع ذلك؛ فتدخل على الفور جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في ساحات المسجد، وأمطروا المصلين بالرصاص دون تمييز؛ ما أدى إلى استشهاد 21 مصليًا، وإصابة 150 بجروح، واعتقال 270 شخصاً.

وجاء بعدها (هبة النفق)، هبّة شعبية فلسطينية أطلق عليها “هبّة النفق” التي اندلعت في 25 سبتمبر 1996 احتجاجا على حفر وافتتاح سلطات الاحتلال الإسرائيلية للنفق الغربي أسفل المسجد الأقصى المبارك، بعد محاولتين فاشلتين لافتتاحه، في عامي 1986 و1994. فبعد احتلال ما تبقى من القدس عام 1967، بدأ الاحتلال الإسرائيلي بهدم حارة المغاربة الواقعة جنوب غرب المسجد الأقصى، ثم أخذ بالحفر أسفل الرواق الغربي للمسجد الأقصى حتى أحدث نفقا كبيرا يبلغ طوله ما يقارب 450 مترا.

افتتاح ذلك النفق بأمر من رئيس الوزراء الاحتلال آنذاك، بنيامين نتنياهو، ما حول كامل فلسطين إلى مواجهة شرسة مع الاحتلال، استشهد خلالها، ما يقارب الـ100 فلسطيني، وأصيب أكثر من 1600 آخرين، بعد مواجهات واشتباكات استمرت لثلاثة أيام.

كما شكل اقتحام المتطرف آرائيل شارون، باحات المسجد الأقصى في 28 سبتمبر 2000م، الشرارة التي اندلعت على إثرها الانتفاضة الثانية “انتفاضة الأقصى”، التي ارتقى خلالها ما يقرب من 4500 شهيد، وأصيب أكثر من 50 ألفا.