مراقبون: الحملة على “الإخوان ” سببها وعي أبنائها الشامل بالمشروع الصهيوني

- ‎فيتقارير

تحتل قضية فلسطين واستقلال الأوطان الإسلامية مرتبة متقدمة في فكر جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها في ظل أجواء استعمارية حاولت انتزاع القيمتين والقضيتين من جذورهما، ولعل الوعي بالمشروعات الصهيوغربية بحسب مراقبين يفسر الحملة المستمرة إلى اليوم ضد جماعة الإخوان المسلمين.

تقوم الحملة على تأويل تصريحات في غير سياقها، ومواقف خاصة بكل قطر دون إلزام آخرين، مثل تظاهرة تل أبيب التي شارك قادة الحركة الإسلامية فيها للمطالبة بإدخال المساعدات إلى غزة فتحولت هي الأخرى إلى هجوم إعلامي ولجان إلكترونية على الإخوان.

من قبلهما ما يبدعه لجان الشؤون المعنوية من أفكار كبيان نسب إلى الإخوان يدعى حل أنفسهم وكأن الحل سيوقف الحرب عليهم، وإلا كانت تونس التي غيرت الاسم بالمطلق في وضع أفضل.

وفي المجمل، يعني استمرار الحملة وانتقالها من مربع إلى آخر، أن الإخوان المسلمون حتى وهم في المعتقلات مؤثرون في المشهد العام بل وعلى المستوى الاستراتيجي وأن إثارة الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي هو من صنيعة الأجهزة التي تمول الآلاف وفي كل مرة تأتي الرياح عكس ما تشتهي السفن.

 
الباحثة إيمان الجارحي Eman El Garhy رأت أن الحرب على الإخوان المسلمين مستمرة ومتعمدة فقط لأن أبناء الجماعة يقودون وعيا مجتمعيا بحقيقة المشروع الصهيوني.

وقالت عبر "فيسبوك": "محاربة الإخوان لم تكن أبدًا حربًا على تنظيم  بل حربًا على وعي وإدراك .. فالإخوان لم يكونوا مجرد كيان تنظيمي منفصل عن الناس .. بل شكّلوا وعيًا جماعيًا شعبيًا ممتدًا في المجتمع لا يقتصر على النخب ولا ينعزل عن هموم الشعوب ".

وأضافت، "هم نبت هذه الأرض جذورهم ضاربة في أعماقها ..هم أبناء هذا الوطن وجزء أصيل من شعبه .. يحملون وعيًا بحقيقة المشروع الصهيوني  الذي لم يكن احتلاليًا فقط بل إحلاليًا  يستهدف الأرض والفكرة والهوية معًا.".

وأوضحت أن "الصهيوني مع شعوب الشرق الأوسط لا يسعى لفرض روايته القديمة الجديدة، لأنه يدرك رفضها العربي والإسلامي، بل يفرض عقيدة وهوية جديدة تُعيد تشكيل الانتماء وتقتلع الذاكرة.".

وأردفت "هنا انتقلت الجماعة من مرحلة الإدراك إلى صناعة الوعي المجتمعي. لتصبح خطورتها ليست فقط في وعي نخبتها بل في قدرتها على بناء وعي شعبي واسع وصناعة كتلة صلبة يصعب تفتيت وعيها أو إعادة برمجته، اللهم احفظ جماعة الإخوان المسلمين فكرة و صفا و قيادة ".

تظاهرة تل أبيب

وفي تظاهرة الحركة الإسلامية في تل أبيب من أبناء الداخل الفلسطيني، سعى الانقلاب وعواصم الثورة المضادة ومن خلال طاقم من المحرضين وكارهيهم والموظفون بأموال الإمارات فضلا عن بعض المتصوفة المعروفون مثل الحبيب علي الجفري أن يضعوا الإخوان في دائرة ضيقة من الاتهامات فادعى "الجفري" أن "الفضيحة الكبرى جاءت بخروج مظاهرة يقودها كمال الخطيب القيادي بالحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني أمام السفارة المصرية في تل أبيب، بتصريح من شرطة الاحتلال وتحت حماية قوات بن غفير، أحد أشد المتطرفين المعادين لغزة، مضيفًا: "لم يتظاهروا أمام الكنيست ولا وزارة الدفاع ولا بيت نتنياهو، بل أمام من يدعم غزة بكل ما يملك!"" بحسب ما نقل عنه.

وزعم أنه "ما أعظم العناية الإلهية بمصر، وما أسرع كشف الغدر والخيانات، حيث لا تزال هذه الجماعة توظّف آلام الفلسطينيين لخدمة أجندات خبيثة، والحق أبلج والباطل لجلج"، فضلا عن سلسلة من المزاعم والسباب للإخوان ليس جديدا أن يخرج من عينته.

إلا أنه وفي نفس الأسبوع الأول من أغسطس الجاري، قدمت أحزاب وقوى وطنية سياسية إخطارًا إلى قسم شرطة المعادي لتنظيم مظاهرة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة يوم 8 أغسطس الحالي، احتجاجًا على الإبادة الجماعية في غزة، إلا أن الجهات الأمنية رفض التظاهر أمام السفارة؟!

وعليه عقب جلال الجهاني  "فهل تسمح القاهرة والأردن والرياض وأبو ظبي بذلك؟ كل مظاهرة في الأردن يرجع بعض الحاضرين فيها إلى لا إلى بيوتهم ولكن إلى السجن.. هل خرج المنتقدون لمظاهرة تل أبيب في مظاهرات أخرى؟".

وأضاف "إذا كانت مصر لا تمنع المساعدات، لكن هل خرجت مظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة أو أمام مجلس الشعب لتطالب بإلغاء أو تعليق التطبيع مؤقتا! على الأقل، هل خرجوا في مظاهرات أمام السفارات الأمريكية الداعمة للمحتل؟ لا أدري بأي عقل يفكر بعض الشيوخ الذين وجدوها فرصة للطعن في الإخوان؟ وهل هذا وقت الطعن في الإخوان؟".

https://www.facebook.com/galal.ali.777/posts/pfbid0iwwHqyvctVRojcd7Xnd6ioknDSahG2gGB2p8yFp48hMoXEYEqLZzBrKtMpsVKay1l
 

وأفحم علي التوم العياصرة الجفري وقال: "نتمنى من آل الجفري أن يتكلموا للناس عن مشاكل اليمن وما فعله الشيطان الأكبر ولي أمرهم ابن زايد من جرائم في اليمن، لكن للأسف لا نراهم الا مدافعين عن الظلمة والخونة والعملاء".

بيان الحل

وفي مايو الماضي، صدر بيان مكذوب عن جماعة الإخوان "يعلن حل الجماعة والتفرغ للعمل الدعوي والتربوي.. "، وهو طرح يجد له صدى عند كثير ممن ترك الإخوان المسلمين أو المنشقين عنها وبنفس الاسم.

وسارع "خبراء" الجماعات الإسلامية (أمنيين)، إلى تحليل البيان المكذوب (بمنطق اعتيادي ووظيفي) من خلال السوشيال ميديا والإعلام المحلي المنحاز دون وجود طرف من الإخوان المسلمين.

وقال بعضهم: إنه "أصحاب الطرح يعملون بجبهات دعت إلى "اعتزال العمل السياسي لمدة 10 سنوات على الأقل مقابل اتفاق يتضمن إطلاق سراح السجناء، وسعت للتفاوض على هذا الأمر والتقت باثنين من الباحثين المعروفين بقربهما من دوائر السلطات المصرية في لبنان وأذربيجان في وقت سابق، وهذه المبادرة رفضتها القاهرة".

ولكن الواقع يؤكد من خلال تصريحات د. محمود حسين والمهندس مدحت الحداد أن الإخوان ومن خلال موقع (إخوان أون لاين) يرفضون نهج التفاوض أصلا حتى الآن بل يعتبرون من ينحو هذا المنحى يفرط في حقوق الشهداء والمعتقلين وثوابت الإخوان.

المشروع الصهيوني

ويدرك أصحاب المشروع الصهيوني موقع الإخوان المسلمون ليس فقط على مستوى مصر، بل وعلى مستوى العالمين العربي والإسلامي وأنهم لا يملكون فقط الوعي بالمشروع الصهيوني وأهدافه التوسعية بل ويجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل تحطيمه وهو ما يجعل أنصار المشروع الصهيوني في قمة الحنق تجاه الإخوان المسلمون.

وبحسب العميلة الجاسوسة صنيعة الانقلاب داليا زيادة @daliaziada فإن "حماس والإخوان المسلمين والسلفيين وكل أطياف الإسلاميين هيفضلوا بالنسبة لي متطرفين وتنظيمات إرهابية، وهفضل أحاربهم وأحارب أفكارهم هم واللي واقفين وراهم.".

وبالمقابل ترى في تغريدة على إكس منشورة في 16 نوفمبر 2023 أن "إسرائيل" هتفضل في نظري جار وصديق وشريك مهم جداً لبلدي مصر. نعم كان بيننا حرب في يوم من الأيام، لكن أيضاً بينا سلام عمره أكثر من ٤٠ سنة وده الأهم..  اليهود هيفضلوا في نظري هم شعب الله المختار، وهيفضلوا في نظري بشر مكرمين من عند الله رب العالمين زيهم زي كل البشر، وأرفض تماماً وصف المتطرفين العرب والمسلمين لهم بأنهم قردة وخنازير وما شابه. نفس هؤلاء المتطرفين يشتمون حتى المسيحيين الذين يعيشون بينهم وينتقصون من إنسانيتهم.".

ويدرك الشارع حتى من المختلفين مع الإخوان أن الهجوم على الإخوان مفتاح ظهور أمثال داليا زيادة على الفضائيات ومنحها الالقاب، ومن الأمثلة ما كتبه طارق العطروزي @alatrozy "داليا زيادة تدربت في مركز بن خلدون برعاية سعد الدين إبراهيم ولها علاقات مع منظمات يهودية بالفعل وعندنا قررت مهاجمة الإخوان أصبحت نجمة على الفضائيات.." ويستطرد مهاجما الإخوان من جانب آخر فبرأيه تصبح "..المشكلة في تصالحنا مع الحاضنة الإسلامية ومشروعها الذي يوفر ستار لتغييب العقول وتزيف الوعي وخلط الأوراق".

ويبدو أنه كما كانت داليا زيادة مندسة ببث السموم ضد الإخوان عبر حساباتها على التواصل ومن خلال ظهورها التلفزيوني اللافت في دولة تديرها المخابرات ثم انكشاف أمر أنها جاسوسة لكيان العدو، بين الإسلاميين من يدسون ضد الإخوان بأقنعة (المعارضة والإسلاميين بل والإخوان) ما تلبس أن تهترئ مظهرة الوجه الحقيقي كالغمري ومهدي وغيرهما.

يسخر أحد الكتاب من هذه العينة من ثوابت الإخوان المسلمين مثل اسم الجماعة وعالميتها وتاريخها بل ويعتبر أن إعادة النظر في رسوخ الجماعة مع تواكب مشروع تطوير الجماعة.. مدعيا أن (رسوخ) يوسّع الشقاق داخل الإخوان؟!

المشروع الإسلامي كاملا

الكاتب والطبيب د.حمزة زوبع @drzawba وفي مقال له في أبريل الماضي بعنوان "الإخوان والبديل أو البدائل" قال: "أن تسمع وتقرأ كل يوم عن خطة او خطط غربية تقودها أمريكا والصهيونية العالمية والعربية من أجل القضاء على الإخوان المسلمين، فإن ذلك حتما سيدفعك لتسأل وهل الإخوان المسلمين بهذه القوة كي تحشد ضدهم الحشود وتجهز  ضدهم  استوديوهات القنوات وتفرد لخصومهم مئات الصفحات في الصحف والمجلات وتدبج في قدحهم المقالات بكافة اللغات وتنشئ العشرات من مراكز الأبحاث والدراسات لفهم استراتيجيتهم وتحليل سلوكياتهم وطريقة تحركاتهم ؟ ".

وتساءل، "هل الإخوان فعلا حركة بهذا القدر من القوة والقدرة، عصية على التفكيك اأو الزوال والانهيار ؟  .. هل نحن على بداية طريق أفول نجمهم ونهاية سيرتهم التي ملأت جوانب التاريخ والإنسانية ؟ .. ".

وأجاب ".. لو كان الإخوان لا يستحقون كل هذا الاهتمام لما كان كل ما تراه وتسمعه وتقرأه منذ عقود، ولو كانت الإخوان حركة على هامش التاريخ والجغرافيا لانتهى ذكرها منذ عقود أيضا ؟.. ".

واستدرك "لأنها حركة ابتكرها بشر ويديرها بشر فهي عرضة للأخطاء وللهزات والاضطرابات بعضها من الداخل ومعظمها من الخارج وإنكار حقيقة التآمر الذي نراه بأم أعيننا صبح مساء هو بمثابة هدية للخصوم وتشجيعا لهم على الاستمرار في الحرب ضدهم ".

ورأى أنه "لا ينكر دور الإخوان وفضلهم حتى من ينتقدونها وإن قسا بعضهم فحبّا وتقديرا لتاريخ هذه الحركة المباركة، ولكنني أعجب أشد العجب على من لم يفكر ولو للحظة ماذا لو انتهت هذه الجماعة وأصبحت كما يقول البعض أثرا بعد عين وذكرى من الزمن الجميل ؟ .. هل يستطيع هو ومن معه ومن خلفه أن يكون هو البديل للمؤسسة او قادر على بناء مؤسسة او حركة بديلة تملأ الفراغ الناجم عن غياب الإخوان أم أن البديل سيكون المدخلية والجامية وعباد الحكام والصوفية وما شابه ."

وأكد أنه ".. طعن في الإخوان على مر الزمان ومع ذلك صمدت ربما ليس لفرط قوتها وإنما لقوة فكرتها الراسخة في عمق الأرض عربية كانت أم إسلامية، وربما ساهم خصومها دون أن يدرون في التمسك بها وإعادة إحيائها.. أتصور أن الانسياق وراء فكرة الهزيمة النفسية والتماهي مع الخصوم لن يكسب صاحبه أرضاً ولن يرفع من شأنه كما ولن يقلل من مكانة الإخوان.

ورأى زوبع أن الحل في مسارين؛ الدفع بقوة نحو إصلاح حقيقي للحركة يتشارك فيها أبناء التيار الاسلامي والمتعاطفين مع الإخوان من خارج التنظيم، يعني التوقف لبرهة عن الانتقاد الجارح وتقديم حلول ومعالجات تجعل الجميع متعاون وشريك في إعادة البناء وليس مهاجما طول الخط.

أما الثاني فهو: "تفكيك الحملة الصهيونية على الإخوان وتقديم قراءة موضوعية لأسبابها وتبعاتها وكيفية مواجهتها وطرق التعامل معها، لأنه لا أحد سيكون في منأى من ويلات هذه  الحملة فقد" أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، وأنا باختصار أميل إلى فكرة أن الحرب ليست على الإخوان وحدهم ولا الإسلام السياسي وحده بل أراها أبعد من ذلك ".