تعد بحيرة المنزلة واحدة من أكبر البحيرات في مصر، وهي تقع في محافظة الدقهلية، ومع ذلك، فقد شهدت في السنوات الأخيرة تطورات خطيرة تتعلق بموت السمك فيها.
وتعاني البحيرة ووفقًا للتقارير الإعلامية والدراسات العلمية، من تلوث شديد بسبب تراكم المخلفات العضوية والصناعية في مياهها، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين وزيادة نسبة المواد السامة في الماء.
وأدى التلوث في البحيرة إلى موت كميات كبيرة من السمك في البحيرة، مما أثر بشكل كبير على سبل عيش الصيادين والمجتمعات المحلية التي تعتمد على البحيرة كمصدر للغذاء والرزق.
واتخذت السلطات المعنية بعض الإجراءات لمعالجة هذه المشكلة، بما في ذلك تنفيذ مشاريع لتنقية مياه البحيرة وتحسين جودة المياه. ومع ذلك، فإن هذه الجهود لا تزال تحتاج إلى مزيد من الدعم والتمويل لضمان استعادة البحيرة لصحتها وتحسين أوضاع الصيادين والمجتمعات المحلية.
ووفقًا لتقرير صادر عن وزارة البيئة المصرية، فإن نسبة التلوث في بحيرة المنزلة تبلغ حوالي 80%، مما يؤثر على جودة المياه والصحة العامة. وكانت دراسة علمية نُشرت عام 2023، قد أشارت إلى أن بحيرة المنزلة البحيرة تعد الأكثر تلوثًا في مصر، مما يجعل إنتاجها من الأسماك غير آمن.
وفي تقرير "بيئة مصر 2020-تلوث بحيرة المنزلة" قال تعاني بحيرة المنزلة من تلوث شديد نتيجة تصريف المياه العادمة ومياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي.
وتشمل العوامل البيئية التي تؤثر على تلوث البحيرة مياه الصرف الصحي ومياه الصرف الزراعي ومياه الصرف الصناعي، وأدى هذا التلوث إلى تقلص مساحة البحيرة وإنتاجها من الأسماك، حيث يُقدّر إنتاجها بنحو 50 ألف طن سنويًا، أي ما يعادل 48% من إجمالي إنتاج البحيرات الطبيعية في مصر.
وبدأت عملية تطوير بحيرة المنزلة في 2016 ضمن خطط لتطوير بحيرات مصر، وفي 2019 صدر قرار بإحالة مخالفات البحيرات للقضاء العسكري للتصدي للانفلات.
وتحتوي الأسماك في المنزلة على مستويات عالية من الملوثات، مثل:
1. المعادن الثقيلة: مثل الرصاص، والزئبق، والكادميوم، التي يمكن أن تتراكم في جسم الأسماك وتؤثر على صحة الإنسان.
2. المواد العضوية: مثل البكتيريا، والفيروسات، والطفيليات، التي يمكن أن تسبب أمراضًا للإنسان.
3. المواد الكيميائية: مثل المبيدات الحشرية، والأسمدة الكيميائية، التي يمكن أن تتراكم في جسم الأسماك وتؤثر على صحة الإنسان.
كما يمكن أن يتسبب تناول الأسماك الملوثة في مجموعة من المشاكل الصحية، مثل:
1- التسمم: يمكن أن يؤدي تناول الأسماك الملوثة إلى التسمم، والذي يمكن أن يسبب أعراضًا مثل الغثيان، والقيء، والإسهال.
2- الأمراض: يمكن أن يؤدي تناول الأسماك الملوثة إلى الإصابة بأمراض مثل التهاب الكبد، والتهاب الأمعاء، والتهاب الجلد.
3- المشاكل الصحية طويلة الأجل: يمكن أن يؤدي تناول الأسماك الملوثة إلى مشاكل صحية طويلة الأجل، مثل السرطان، وأمراض القلب، وأمراض الكبد.
آراء متخصصين
والعهدة في التصريح أن إنتاج الأسماك من بحيرة المنزلة "غير آمن" وأن هناك خطرًا على صحة الإنسان من تناول هذه الأسماك ما أشار إليه
كان الدكتور محمد عبد الله، رئيس قسم البيئة بجامعة المنصورة، قد أشار في دراسة قدمها في 2019 حول تلوث بحيرة المنزلة بعنوان "دراسة حول تلوث بحيرة المنزلة وتأثيراته على البيئة والصحة العامة. مجلة العلوم البيئية إلى أن "نسبة المواد العضوية في مياه البحيرة تبلغ حوالي 500 ملجم/لتر، وهي أعلى بكثير من الحد المسموح به عالميًا".
وأضاف الدكتور محمد عبد الله، في دراسته أن "تلوث بحيرة المنزلة يعد من أكبر المشاكل البيئية في مصر، حيث يؤدي إلى موت كميات كبيرة من السمك وتدهور جودة المياه".
وفي 2020 ذكرت الدكتورة سحر محمد، خبيرة البيئة المائية بجامعة الزقازيق، في تقرير حول تلوث البحيرة بعنوان "تلوث بحيرة المنزلة وتأثيراته على الحياة المائية. مجلة العلوم المائية"، أن "نسبة الأكسجين في مياه البحيرة تبلغ حوالي 2 ملجم/لتر، وهي أقل بكثير من الحد المسموح به لاستمرار الحياة المائية".
واتفقت د. سحر مع د. محمد عبدالله في أن "التلوث الصناعي والزراعي يعد من أهم أسباب تلوث بحيرة المنزلة، حيث يؤدي إلى زيادة نسبة المواد السامة في الماء وتدهور جودة المياه".
أما المهندس محمد حلمي، مدير عام الهيئة العامة لصون الطبيعة والمناطق المحمية، في تصريح حول جهود حماية البحيرة قال: "الهيئة تعمل على تنفيذ مشاريع لتنقية مياه بحيرة المنزلة، والتي تشمل إنشاء محطات لمعالجة المياه وتقليل نسبة التلوث". بحسب ما صرح لصحيفة الأهرام في 2020.
وأشار مدير عام الهيئة العامة لصون الطبيعة والمناطق المحمية، في تصريح حول جهود حماية البحيرة إلى أن جهود "الهيئة"هي لـ"تحسين جودة المياه، بهدف حماية البيئة المائية والحفاظ على مواردها الطبيعية".