ترامب خادم الكيان .. “إنذار” أخير ويقتل 250 ألف في غزة إذا لم توافق “حماس”

- ‎فيعربي ودولي

تساءل مراقبون عما يمكن يفعله الرئيس الأمريكي الصهيوني دونالد ترامب أكثر مما فُعل بمشاركة مجرمي الحرب في كيان العدو في غزة، وهو يهدد بقتل الأطفال والنساء ومزيد من التجويع القاتل لهم، وبالطبع للأسرى الذين يُطالب بهم.

وعلى كل أطلقت حركة حماس تصريحا صحفيا بعد أن وصلتهم عبر وسطاء "بعض الأفكار من الطرف الأمريكي، للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".

وأكدت حركة المقاومة الإسلامية أنها "ترحب بأي تحرك يساعد في الجهود المبذولة لوقف العدوان على شعبنا، وتؤكد أنها جاهزة فورا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى، في مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع، وتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من المستقلين الفلسطينيين تستلم عملها فورا، مع ضمانة التزام العدو بشكل معلن وصريح بما سيتم الاتفاق عليه حتى لا تتكرر التجارب السابقة بالوصول إلى اتفاقات ويرفضها أو ينقلب عليها".

وأشارت إلى آخرها حيث "الاتفاق الذي قدمه الوسطاء للحركة بناءً على مقترح أمريكي، ووافقت عليه الحركة في القاهرة بتاريخ 18/8/2025م ولم يرد عليه الاحتلال حتى اللحظة، بل واستمر في مجازره وتطهيره العرقي".

وشددت الحركة أنها "في اتصال مستمر مع الوسطاء لتطوير هذه الأفكار إلى اتفاق شامل يحقق متطلبات شعبنا".

وبالتزامن مع تهديد ترامب الأخير لحركة حماس والشعب الفلسطيني بمزيد من القتل غيّر مسمى وزارة الدفاع الأميركية إلى وزارة الحرب، ووزير الدفاع أصبح وزير الحرب وعلق : "لقد فزنا بالحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، وكل ما كان قبلهما وبينهما" ثم يهدد

"إما أن تنتهي الحرب في أوكرانيا، أو ينتظرنا جحيم سيتوجب علينا دفع ثمنه".

وأشار الإعلامي مصطفى عاشور@moashoor إلى أن مقترح ترامب الجديد في 7 سبتمبر بحسب القناة الثانية عشرة الصهيونية يشمل: الإفراج عن الأسرى الأحياء والأموات في اليوم الأول من الصفقة،  وإلغاء احتلال مدينة غزة، وبقاء الصهاينة خارجها وإطلاق مفاوضات لإنهاء الحرب  يشرف عليها هو شخصيا.

وكمراقب   رأى "عاشور" أنه يعيب هذا المقترح أنه ؛ لا يتطرق للوضع الإنساني لا يتطرق لليوم الثاني يتحدث عن بقاء خارج مدينة غزة وليس القطاع والسؤال : لماذا يُصدّق الفلسطينيون ترمب ؟".

وأشار حساب @Hanzpal2 إلى بعض بنود المقترح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار وأبرز بنوده

 

– تخلي حماس عن أسلحتها الثقيلة ( الأنفاق – الصورايخ ).

– وقف تجنيد مقاتلين جدد.

– وقف تطوير القدرات العسكرية.

– تظل الأسحلة الثقيلة تحت مراقبة مصر.

– تسليم الحركة حكم غزة بالكامل حتى الأمن.

وعلق المحلل السياسي سعيد زياد @saeedziad على ما وصفه ب"إنذار ترمب الأخير والمقترح الجديد " الذي تبعه مباشرة بتصريح لترمب قال فيه إنه وجّه "إنذارا أخيرا" لحماس "لا إنذار بعده"، وإن إسرائيل قبلت بشروط المقترح الجديد.

وقال "زياد": "المقترح ينص على تسليم حماس لجميع الأسرى (الأحياء والأموات) في اليوم الأول وقبل كل شيء، مقابل وقف عملية عربات جدعون 2، والإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، ومناقشة إنهاء الحرب".

ولفت إلى أنه من التسريبات التي صدرت فأن المقترح لا يتضمن وقف الحرب ولا يضمن إنهاءها، وإنما يتضمن فقط مجرد وقف العملية العسكرية الجارية، ونقاش غير مضمون النتائج لمسار الحرب بعد تسلم (جميع الأسرى).

واعتبر أنه "ثمة قضايا مركزية غائبة عن المقترح المذكور، مثل قضية الانسحاب واليوم التالي والإعمار وغيره، بمعنى، يعطي المقترح العدو كل ما يريد، ولا يعطي المقاومة أي شيء تقريباً".

وتساءل: "لماذا ينتقل العدو ومن ورائه الأمريكي من مقترح لمقترح، ولدينا العديد من المقترحات التي جرى دراستها والتفاوض حولها، وتم التوصل لنقاط التقاء مركزية من الأطراف؟

ويبدو أن حماس توافق وفي كل مرة من موضع قوة وهذه المرة بحسب ما نقل د.حذيفة عبدالله عزام @huthaifaabdulah إعلان المجد الأمني (وحدة شرطية استخباراتية داخل القطاع تتبع إدارة حماس) أن المقاومة نفذت حكم الإعدام بحق 6 عملاء عصر اليوم في مدينة غزة.

وأكد قيادي في المقاومة أن سيف المقاومة لن يتهاون مع من تُسوّل له نفسه أن يكون خنجرا في ظهر المقاومة وشعبها البطل.

الباحث ياسين عزالدين @yaseenizeddeen لفت إلى جانب آخر من السيطرة، حيث فيديو نشرته كتائب القسام للأسيرين الإسرائيليين بمدينة غزة، وحلل مضمونه "نرى حجم التحدي الاستخباري فهما لم يكونا في سيارة تتجول بشوارع المدينة فحسب، بل أحدهما ظهر في فيديو سابق بالنصيرات، والآن أصبح في مدينة غزة، أي أن رجال القسام نقلوه متجاوزين منطقة نتساريم".

وأضاف أن "الأسير الآخر يظهر للمرة الأولى في فيديوهات القسام، باختصار الفيديو يظهر مدى سيطرة وقوة القسام الاستخبارية، ويؤكد أن الورقة الوحيدة بيد الاحتلال هي الإجرام بحق المدنيين وإبادتهم.".

ويبدو أن من أسباب انهيار المفاوضات المرجح حتى مع إنذار ترامب لحركة حماس ما سبق وذكره مراقبون عندما أعلنت صحيفة "هآرتس" قبل أسابيع: "حماس فاجأت المفاوضين الصهاينة بمطالبتها بـ 30 أسيرًا فلسطينيًا مسجونا مدى الحياة مقابل كل أسير إسرائيلي حي يعني لو كان الأسرى الأحياء 20 طالبت بـ 600 أسير فلسطيني مسجون مدي الحياة في سجون الاحتلال بخلاف أخرين مقابل جثث بقية الأسرى".

فنقل أيضا ما قال به القيادي في حركة حماس د.خليل الحية: "الاحتلال الإسرائيلي "انقلب فجأة على ما تم التوافق عليه وانسحب" لأننا رفضنا إبقاء آلية المساعدات كما هي عبر شركة المرتزقة الأمريكية التي حولت المساعدات إلى مصائد موت قتلت وجرحت الآلاف من أبناء شعبنا".

وأضاف الحية "أيضا واصل الاحتلال اشتراطه السيطرة على مناطق واسعة في رفح لإقامة "منطقة عزل للنازحين تمهيداً لتهجير الفلسطينيين من غزة عبر مصر أو عبر البحر، ضمن مخطط واضح لتصفية القضية الفلسطينية وهو ما رفضناه".

وفي يونيو الماضي، طلبت الولايات المتحدة ومصر وقطر من “إسرائيل” إرسال فريق للتفاوض إلى منتجع شرم الشيخ المصري، لاستئناف المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين في قطاع غزة.

وعلق حينها رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو إنه يرى "انفراجة" في المفاوضات، وإنه أصدر تعليماته «للمضي قدماً في المحادثات»، حسب صحيفة جيروزاليم بوست إلى أنها تصريحات كاذبة من مجرم حرب.

وبعد نحو شهر منذ لك وتحديدا في 20 يوليو، ومع تلكؤ الصهاينة (المعتاد) قال الباحث والمحلل السياسي ياسر الزعاترة عبر @YZaatreh: "هل آن أوان التفكير بوقف المفاوضات مع الكيان؟".

وأضاف، "لا أشك أبدا في حنكة وشجاعة وفد التفاوض "الحمساوي"، لكن الأمر مع وصول حرب التجويع الراهنة مستويات غير مسبوقة، ربما استحقّ محطة تفكير جديدة تحرم نتنياهو من هذه الورقة التي يتلاعب من خلالها بمجتمعه، وبترامب في آن.".

وأشار إلى أن "عنوان المحطّة هو الفصل بين عملية التفاوض وبين إدخال المساعدات المكدّسة في العريش، كما كشفت "الأونروا"، وإلا فلا تفاوض في ظل استمرار حرب التجويع.".

وتابع: "هذا الموقف يتطلّب دعما صريحا وواضحا من مصر وقطر، بجانب تركيا، مع حشد ما تيسّر من مواقف عربية ودولية مُساندة، لقد بات واضحا، حتى لمجتمع الغُزاة أنفسهم أن معضلتهم بشقّيها (الأسرى، واستمرار حرب جيشهم العبثية في غزة)، سببها نتنياهو، وفضحه بوقف التفاوض دون الشرط إياه، سيشكّل ضغطا كبيرا عليه بدل استمرار العبث الراهن.".

وتم "سدّد الله المعنيين بالأمر، وفرّج سبحانه كرب شعبنا، وأعان هذه الأمة على غسل عارها بخذلانهم، وفي المقدّمة أنظمتها.".