شنّ الاحتلال الإسرائيلي، عند منتصف الليلة، غارات جوية مكثّفة على سورية استهدفت عدة مواقع عسكرية في ريفي حمص واللاذقية، باستخدام صواريخ شديدة الانفجار. وقالت مصادر ميدانية إن غارتين استهدفتا كلية الدفاع الجوي قرب قرية مسكنة القريبة من منطقة الأوراس جنوب شرق مدينة حمص. وأكدت المصادر أن سيارات إسعاف شوهدت وهي تتجه إلى موقع الاستهداف، وسط أنباء عن سقوط جرحى في صفوف الجيش السوري نتيجة القصف.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر صحفية بأن سلاح الجو الإسرائيلي شنّ غارتين أخريين على موقع للجيش السوري في منطقة سقوبين بريف محافظة اللاذقية شمال غرب البلاد. وأشارت المصادر إلى اندلاع حرائق داخل الموقع العسكري المستهدف، يُرجَّح أنها ناجمة عن احتراق مستودعات ذخيرة نتيجة القصف.
من جانبها، أعربت الخارجية السورية عن "إدانتها الشديدة للعدوان الجوي، في انتهاك فاضح للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة". وأكدت في بيان، أن "هذه الاعتداءات تمثل خرقًا صارخا لسيادة الجمهورية العربية السورية، وتهديدًا مباشراً لأمنها واستقرارها الإقليمي، وتندرج ضمن سلسلة التصعيدات العدوانية التي تنتهجها إسرائيل ضد الأراضي السورية".
وأعربت الخارجية عن رفض سورية "بشكل قاطع أي محاولات للنيل من سيادتها أو المساس بأمنها الوطني"، داعية المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ موقف واضح وحازم يضع حدا لهذه الاعتداءات المتكررة، ويضمن احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها.
وتأتي هذه الضربات الجوية في إطار سلسلة عمليات عسكرية إسرائيلية متواصلة منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول من العام الفائت 2024. وخلال الأشهر الماضية، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي مئات الغارات الجوية التي استهدفت البنية العسكرية السورية بشكل شبه كامل، ما أدى إلى تدمير معظم المطارات العسكرية، وعلى رأسها مطار "T4"، ومطار "الشعيرات"، ومطار تدمر العسكري في ريف حمص الشرقي، إضافة إلى مطار حماة العسكري، ومطار النيرب العسكري في حلب.
كما طاولت الضربات الإسرائيلية مراكز البحوث العلمية في دمشق واللاذقية وحمص وحلب، فضلاً عن مستودعات الصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، وأنظمة الدفاع الجوي، إلى جانب إلحاق أضرار جسيمة بالأسطول الحربي السوري في ميناءي اللاذقية وطرطوس.