شهدت أسعار اللذهب فى الأسواق العالمية والمحلية ارتفاعا تاريخيا قبل ساعات من اجتماع الفيدرالي الأمريكي وتوقعات خفض الفائدة، مدعومة بضعف الدولار وتراجع عوائد السندات، مما جعل التداولات على الذهب في أعلى مستوى لها.
وقفز سعر الذهب في مستهل التعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 3،651.38 دولار للأونصة فيما زادت عقود الذهب الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتسجل 3،690.90 دولار.
وقال تيم ووترر، كبير محللي الأسواق في شركة KCM Trade: من المرجح أن نشهد مزيدًا من الصعود في أسعار الذهب من هذه المستويات، شريطة أن يلبي البنك المركزي الأمريكي توقعات الأسواق بشأن تنفيذ سلسلة من الخفض في أسعار الفائدة .
وتراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى في نحو سبعة أسابيع أمام العملات المنافسة، مما جعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى، بينما هبط العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر.
ومحليًا، سجل سعر جرام الذهب عيار 24 مبلغ 5600 جنيه وسجل سعر الذهب عيار 21 اليوم 4900 جنيه، ومع إضافة سعر المصنعية يتخطى سعر الجرام مبلغ 5000 جنيه للمرة الأولى منذ أكثر من عام.
واستقر سعر الذهب عيار 18 اليوم للبيع عند 4200 جنيه وسجل سعر الجنيه الذهب 39،200 جنيه.
الفيدرالي الأمريكي
من جانبه قال عبدالعال يوسف سليمة ، نائب رئيس شعبة الذهب وعضو الغرفة التجارية بمحافظة كفر الشيخ، ان قرار الاحتياطي الفيدرالي (الفيدرالي الأمريكي) عبارة عن قرار يتعلق بمقدار الفائدة، موضحا أن هناك ثلاث سيناريوهات متعلقة بهذا القرار؛ السيناريو الأول وهو تثبيت حجم الفائدة، وهذا السيناريو لا يؤثر غالبًا على سعر الذهب أو مستوى الإقبال عليه، والسيناريو الثاني هو زيادة الفائدة، وهذا السيناريو يؤثر سلبًا على أسعار الذهب لأنه يقلل السعر، ويؤدي إلى انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن، أما السيناريو الثالث والأخير هو تقليل الفائدة، هذا السيناريو يؤثر بشكل إيجابي على الذهب، حيث تزداد الأسعار نتيجة زيادة الإقبال على الشراء،.
فيما يتعلق بالقرار الفيدرالي الأمريكي المرتقب؛ توقع سليمة فى تصريحات صحفية أن تنخفض أسعار الفائدة، وبالتالي سيمثل ذلك دفعة قوية للذهب، وسيكون أكثر جاذبية للمستثمرين، كما أن هذا النشاط غالبًا ما يرفع الطلب على الذهب من قبل المستثمرين، وصناديق التحوط، وحتى بعض البنوك المركزية.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يقترب سعر أونصة الذهب من 4 آلاف دولار بنهاية عام 2025، إلا أنه لن يصل إلى الرقم ذاته، بمعنى آخر؛ إن الاحتمال الأقرب للتحقيق هو أن الأونصة ستسجل بنهاية العام ما بين 3600 إلى 3800 دولار، لكن من الصعب أن تصل إلى 4000 دولار رغم أن هذا ليس مستحيلا في نهاية العام.
ملاذ آمنً
وأوضح سليمة أنه في الربع الأول لعام 2025 تراوح سعر أونصة الذهب ما بين 2700 إلى 2900 دولار، ثم ارتفعت الأسعار في الربع الثاني من العام ذاته لتتراوح ما بين 3250 إلى 3400 دولار، أي بزيادة حوالى 15% مقارنة بالربع الأول، وفي الربع الثالث من العام تراوح سعر الأونصة ما بين 3300 إلى 3400، أي استقرار الأسعار مقارنة بالربع الثاني.
وأكد أن الذهب سيبقى ملاذًا آمنًا للدول لا سيما في فترات الأزمات والحروب، فدول مثل الصين والهند وتركيا تجعل من الذهب احتياطي بديل، حيث تجاوز الذهب ثاني أصل احتياطي بعد اليورو، مشيرا إلى أن هناك العديد من الدراسات الأكاديمية ما زالت تدعم بشدة الذهب كـ" تحوّط" قوي للدول خلال الأزمات العالمية، فالذهب ما زال – وسيظل – خيارًا موثوقًا، وملاذًا آمنًا لجميع الدول، والمؤسسات، والأفراد .
خسائر النفط
وقال الدكتور أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة VI Markets مصر، إن أسعار النفط تواصل خسائرها مع ترقب اجتماع “أوبك بلس” ، وسط توقعات قوية بزيادة الإنتاج خلال شهر أكتوبر المقبل، وهو ما يضغط على الأسعار في ظل تباطؤ الطلب العالمي.
وتوقع معطي فى تصريحات صحفية أن تتحرك أسعار الخام في نطاق يتراوح بين 55 و75 دولارًا للبرميل خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية قد تلجأ لزيادة السحب من المخزونات الاستراتيجية لدعم السوق وخفض التضخم المحلي.
وأوضح أن أسعار الذهب في المقابل ارتفعت لمستويات قياسية جديدة تجاوزت 3,546 دولارًا للأوقية، مدعومة بمخاوف الأسواق العالمية من التوترات التجارية والسياسية، إلى جانب تصاعد الديون الأمريكية والعجز التجاري.
وأكد معطى أن العامل الأساسي وراء صعود الذهب ليس فقط توقعات خفض الفائدة الأمريكية، بل القلق المستمر من تباطؤ الاقتصاد العالمي، متوقعًا أن يواصل المعدن الأصفر صعوده حتى مستوى 4,000 دولار للأوقية خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أصول دفاعية
وأشار إلى أن سوق السندات العالمية، شهدت موجة بيع مكثفة انعكست في ارتفاع العوائد، بسبب المخاوف من الدخول في مرحلة “الركود التضخمي” عالميًا.
وأضاف معطي أن تراجع الثقة في الاقتصادات الكبرى مثل بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب بروز تحالفات اقتصادية جديدة بقيادة الصين، أدى إلى عزوف المستثمرين عن السندات وتفضيلهم الملاذات الآمنة مثل الذهب .
وشدد على أن كلمة “المخاوف” هي المحرك الرئيسي للأسواق حاليًا، لافتًا إلى أن تلك المخاوف تدفع المستثمرين لإعادة هيكلة محافظهم والاتجاه نحو الأصول الدفاعية، وهو ما يعزز من احتمالات استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الأشهر المقبلة.