كان لافتا حتى من المقربين من معسكر الثورة المضادة أن يكون محمد بن زايد أول من يزور الدوحة بأعقاب الضربة التي وجهها الطيران الحربي الصهيوني إلى مقر إقامة المفاوضين بالعاصمة القطرية، في حين لم تفعل ذلك مع تركيا (التي عاد منها المفاوضون قبل الاستهداف بساعات) أو مصر (باعتبار المتسلط السيسي الأقرب لقلب نتنياهو).
"مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية" مركز يتبع خليفة حفتر في ليبيا أبدى تعجبا من الزيارة قائلا: إن "الإمارات كانت أول من أعلن على حصار #قطر كانت ترشح ضربها و اليوم أول من تواسيها، دبلوماسية الأخوة".
أما منصة (DZ Média Global) الجزائرية على فسبوك فقالت: إن "تعليمات بن زايد بعد الهجوم الإسرائيلي على #الدوحة : واجهوا الغضب برواية “الجيش العربي” عقب الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قلب الدوحة، انعقدت غرفة الاتصالات السياسية في القصر بقيادة طحنون، التعليمات خرجت واضحة لإعلاميي بن زايد ومتحدثي النظام:
•تبنّوا رواية عبثية موحّدة تقول إن “الرد على “إسرائيل” يكون بجيش عربي مشترك”.
•هاجموا “إسرائيل” كدولة مارقة تعبث بأمن الخليج (وكأنهم ليسوا على خط اتصال مباشر معها!)
•ادعوا للوحدة الخليجية، تمهيدًا لوصول #بن_زايد في زيارة إلى الدوحة كفارس عربي بعد الجريمة.
وأوضحت أن التكليف الرسمي كان واضحًا: "اصنعوا رواية تغطّي على الفضيحة.. لكن كل من تابع التفاصيل داخل القصر يعلم أن ما يُروَّج مجرد غطاء دخاني للكارثة الحقيقية: ".
ورأى أن "الإمارات كانت على علم كامل بالعملية، صدر أمر صريح بعدم التعليق فور وقوع الغارة، ثم أُخرج بيان رسمي باهت، لم يكن لتطمين قطر، بل لتطمين تل أبيب: “كل شيء تحت السيطرة، جريمتكم لن تُفسد شيئًا، السفارة ما زالت آمنة بيننا.”".
واستند في تبريره لرؤيته أنه "كيف لا، وبن زايد شريك مباشر في التمكين الاستخباراتي للعملية: نشر منظومة رادار ELM‑2084 الإسرائيلية في بوصاصو – الصومال، فتح منصات الظفرة للربط الاستخباراتي. تعطيل الرؤية الرادارية فوق الخليج، حين عبرت المنصّة الجوية أو المسيّرة.
ثم يخرج علينا عبد الخالق وقرقاش، يرددون نداء “الجيش العربي الموحد”".
وأكد أن "السخرية ليست في الرواية، بل في من يطلقها، المنظومة التي سلّمت الرؤية لتل أبيب، تريد اليوم أن تتقمّص دور الغاضب المُقاوِم.
فأين تقع المشكلة الحقيقية؟ في غرفة التعليمات؟ أم في من لا يزال يبتلعها بصمت؟".
وعنونت "ميم ماجزاين"، " زيارة ظاهرها المواساة.. وباطنها المكر".. موجة سخرية واسعة من زيارة بن زايد إلى قطر بعد استهداف “إسرائيل” لوفد حــمــاس.
https://www.facebook.com/meemmagazine/videos/1677491156542437/
وتوقعت منصات أن يزور قطر قريبا ولي العهد السعودي، حيث ذكرت مصادر إعلامية نقلاً عن "رويترز" .
فضلا عن زيارة مرتقبة لولي عهد الأردن إلى الدوحة اذ نشرت تقارير من رويترز أن ولي عهد الأردن، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، من المتوقع أيضًا أن يتوجه إلى الدوحة اليوم.
وتأتي هذه الزيارات الخليجية الرفيعة إلى الدوحة في توقيت حساس، بعد ساعات من الهجوم “الإسرائيلي” الذي استهدف قادة من حركة حماس في العاصمة القطرية، ويرى مراقبون أن هذا الحراك الدبلوماسي يعكس تنسيق إقليمي لمواجهة التصعيد وتأكيد على دعم الوساطة القطرية في التهدئة .
حساب محمد حرصي Mohamed Ahmed Hersy علق على زيارة شيطان العرب لقطر : "دموع التماسيح وتضامن الثعلب مع الفريسة نراها جلية في زيارة محمد بن زايد إلى الدوحة بعد اعتداء الكيان الصهيوني على أرض قطر، زيارة ولقاء تضامني مع قطر، إدانة ورفض وشجب وتفاعلات أخوية كاذبة .
الواقع يؤكد عدم مصداقية المشاعر طالما وأن العلم الصهيوني يرفرف أعلى سفارة الكيان في أبو ظبي، ما يؤكد عمق ومقارنة العلاقة بين البلدين، صدق الله القائل في محكم كتابه ﴿ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
[ التوبة: 97] سورة : التوبة – ".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=23951899381177571&set=a.332058283588346
وبعد يوم من زيارة بن زايد لقطر، كان لافتا ندب عبدالفتاح السيسي وزير خارجيته بدر عبد العاطي ليس لزيارة الدوحة بل لزيارة أبوظبي لاستطلاع، ربما يتعلق بزيارة مماثلة من السيسي لقطر، لاسيما وأن المعلن من لقاء عبد العاطي و عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي مناقشة "الاعتداء “الإسرائيلي” السافر والجبان على دولة قطر " والإعراب عن "تضامنهما" الكامل مع الأشقاء في دولة قطر ومساندتها في كافة الإجراءات التي تتخذها، لحماية أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
دعاية الإعلام الغربي
وفي تقرير للوكالة الأمريكية (أسوشيتيدبرس) أشار إلى أن حكام السعودية والإمارات والقادة العرب غضبوا بسبب العدوان “الإسرائيلي” على قطر.
ومن بين ما علق عليه تقرير الوكالة الأمريكية أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، سافر إلى قطر وعانق أميرها الحاكم، في مشهد كان من المستحيل تصوره قبل سنوات قليلة، حين كانت الإمارات والسعودية تقودان مقاطعة ضد قطر بعد اتهامها بدعم جماعات إرهابية، وهو ما نفته الدوحة بشدة، وقال الشيخ محمد إن الهجوم “الإسرائيلي” على قطر انتهك “كل القوانين والأعراف الدولية”.
وزارة الخارجية الإماراتية قالت الخميس، في بيانها: "إن أي عدوان على أي دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي، وهو تكتل يضم الإمارات وقطر، “يشكل هجوماً على إطار الأمن الجماعي الخليجي”.
وعن تخوفات قادة الخليج قالت "إن تتخلى الولايات المتحدة عن التزامها القائم منذ عقود بحمايتهم من المعتدين الإقليميين على غرار الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين أو، كما يبدو الآن، رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو".
واعتبر أن "هذه المخاوف يمكن أن تقوّض أولويات ترامب في المنطقة، بدءاً من إنهاء الحرب في غزة وتوسيع اتفاقيات أبراهام التي أرست علاقات بين “إسرائيل” وكل من الإمارات والبحرين والمغرب ، وصولاً إلى مواجهة النفوذ الصيني والروسي، ويبدو أن حلم نتنياهو بإبرام صفقات تطبيع جديدة في الخليج بات أبعد من أي وقت مضى".
ورأت أن ترامب يبدو أنه استوعب غضب قادة الخليج، فقد نأى بنفسه عن الضربة قائلاً: إنها “لا تخدم أهداف “إسرائيل” أو أميركا”، ووعد قطر بألا يتكرر الأمر، لكن دعمه “الصلب” لحكومة “إسرائيل”، التي تزداد تجاوزاً للأعراف الدولية في الحروب التي اندلعت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، يمثل مصدر قلق في الخليج.
ورأت الوكالة أن الإمارات محبطة من الضربة باعتبار أبوظبي قوة دافعة وراء اتفاقيات أبراهام عام 2020. وهي التي قادت دولاً عربية أخرى نحو تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” في اتفاقيات رعاها ترامب، واعتُبرت على نطاق واسع أكبر إنجاز في السياسة الخارجية خلال ولايته الأولى، وقد أعرب نتنياهو مراراً عن أمله في توسيع هذه الاتفاقيات حتى بعد الهجوم الأخير في قطر.
وأضافت "اسوشتيد برس" إلى أن اتفاق “إسرائيل” والإمارات ظل قائماً لعامين رغم الحروب الإقليمية، لكنه قد يصبح في خطر إذا استمرت “إسرائيل” على مسارها الحالي. الأسبوع الماضي، حذرت الإمارات “إسرائيل” من أن أي خطوة لضم الضفة الغربية المحتلة ستكون “خطاً أحمر” من دون تحديد الإجراء الذي قد تتخذه.
وألمح التقرير إلى انتفاء اسباب الاتفاق الابراهيمي قائلا: " قرار “إسرائيل” تعليق خطط الضم قبل خمس سنوات قد اعتُبر تنازلاً للإمارات خلال المحادثات التي سبقت الاتفاقيات، أما الآن، فشركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتشدد يدفعون باتجاهه بعد إشرافهم على توسع دراماتيكي في المستوطنات اليهودية.".
ولفت إلى أن ترامب ونتنياهو كانا يأملان في التوصل إلى صفقة تطبيع مماثلة مع السعودية، القوة الإقليمية وحاضنة أقدس موقعين إسلاميين. ويبدو أن إدارة بايدن كانت على وشك إبرام مثل هذه الصفقة عشية هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. لكن منذ ذلك الحين، بدا الأمر أقل احتمالاً بكثير.
وتقول السعودية: "إنها لن تطبع العلاقات مع “إسرائيل” إلا إذا فتحت الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية مستقلة في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي أراضٍ استولت عليها “إسرائيل” في حرب 1967، وكانت الحكومة الإسرائيلية الحالية ومعظم الطبقة السياسية الإسرائيلية تعارض بشدة الدولة الفلسطينية قبل الحرب، والآن تقول إنها ستكافئ حماس."
وتمسك ولي العهد السعودي بشروطه ورفع من حدة خطابه، إذ اتهم “إسرائيل” بـ”الإبادة الجماعية” في أحد تصريحاته العام الماضي، كما سعى الأمير محمد إلى توطيد العلاقات مع إيران، الخصم الإقليمي الرئيسي ل “إسرائيل”، والتي كانت السعودية نفسها ترى فيها تهديداً لعقود طويلة.
لا تزال الدول الخليجية الثلاث تملك حوافز قوية للتمسك بالصفقة الكبرى التي أبرمتها مع الولايات المتحدة بعد حرب الخليج عام 1991 – حين وافقت على استضافة قواعد أميركية والمساعدة في استقرار أسواق الطاقة مقابل الحماية العسكرية، لكن ذلك التفاهم توتر في قطر بعد هجوم شنته إيران في يونيو استهدف قاعدة عسكرية تضم قوات أميركية.
لكن الضربة الإسرائيلية تُعتبر على نطاق واسع انتهاكاً أكبر لهذه التفاهمات، وهذا قد يجعل إبرام صفقات مستقبلية أكثر صعوبة.