مسؤولو أسطول الصمود يتوقعون هجوما صهيونيا على القوارب .. وفي مصر لم تبحر أشرعتهم بأمر الجيش

- ‎فيتقارير

أكد نزار بيراوي رئيس لجنة كسر الحصار عن غزة في تصريحات متلفزة، أنه من المتوقع أن تهاجم القوات الإسرائيلية هذه السفن، مضيفًا “لو هناك عقلاء في دولة الاحتلال فسيوقفون أي هجوم مُتوقّع، ويجب أن يفكروا قبل أن يمارسوا العنف ضد هذه السفن”.

وقال "بيراوي" كأحد مسؤولي أسطول الصمود الدولي الذي انطلق مساء السبت من ميناء سيدي بوسعيد التونسي: “كان هناك تحدٍ آخر وهو أن تخرج هذه السفن من أماكنها، ونحن مستبشرون خيرا، إذ إن بعضها تحرك من إسبانيا وأخرى من إيطاليا وصولًا إلى تونس“، متمنيًا أن تواصل السفن طريقها حتى تصل إلى وجهتها المقصودة"، لافتا إلى أن عامل الطقس والأجواء المتقلبة قد تمثّل كذلك تحديًا، لكن اللجنة القائمة على التنظيم وضعت هذه العوائق أمام نصب أعينها بشكل كامل، ووجدت لها حلولا مناسبة.

واعتبر بيراوي أن وصول “أسطول الصمود العالمي” إلى الخاتمة هو التحدي الأصعب على الإطلاق، أي الوصول إلى قطاع غزة وسواحل فلسطين، موضحًا أن هذا العدد الكبير من السفن قد يسبب إرباكًا للاحتلال الإسرائيلي وهو ما يهدد وصولها بأمان.

وفي لقائه مع قناة الجزيرة مباشر أضاف، “هذه المرة ليست سفينة واحدة أو اثنتين، وإنما عشرات السفن، وتختلف عما حدث مع سفينة "مافي مرمرة" في عام 2010 والتي كانت تقود 7 سفن، لكن الآن هناك عشرات السفن، وبشكل عام يتعامل الاحتلال معها بعنجهية وعقلية القرصنة في المياه الدولية”، مطالبا "المجتمع الدولي بضرورة حماية هذه السفن ومن عليها، وألا ينتظروا حتى تقع الجريمة، قائلا: “على الدول التي تجمعها علاقات مع إسرائيل أن تبادر للضغط عليها حتى لا تهاجم هذه السفن”.

وأوضح أن "عدد السفن الكبير قد يولّد الرغبة في القتل من قِبل الاحتلال، لافتًا إلى أنها تحمل مساعدات رمزية وتتسع السفينة لعشرة أشخاص أو15 والكبيرة منها تتسع لـ20، وأن من عليها يمثلون حركات شعبية من كافة شرائح المجتمع، وجميعهم مدنيون".

ما زلنا على البر

وفي مبادرة مصرية أفسحت مجموعة أحزاب ينتمون لليسار والناصريين، من خلال مقراتهم مساحة ل"أسطول الصمود المصري" و"حملة تبرعات شعبية لغزة" ضمن تضامنهم مع أهالي قطاع غزة المحاصر منذ سنوات.

وتنوّعت المساهمات بين مواد غذائية، أدوية، ومستحضرات طبية، في خطوة تهدف لدعم صمود الشعب الفلسطيني، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وأزمة إنسانية خانقة.

وفي تصريحات صحفية قال أعضاء بالأسطول: إنه "حال تعطل الأسطول البحري، بسبب عدم منح القاهرة التصاريح اللازمة، ما يعني الانضمام من نشطاء مصر للأسطول، فإن كامل التبرعات ستُنقل مباشرة إلى اللجنة الشعبية لدعم فلسطين، والتي تشرف بدورها على قوافل مساعدات برية، بالتنسيق مع وكالة الأونروا والهلال الأحمر المصري.

وأشار العضو الذي فضل عدم ذكر اسمه ضمن تصريحاته الصحفية، إلى أن مباحثات تُجرى حالياً مع مجموعة من أصحاب المراكب المصرية الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة في الأسطول المتجه إلى غزة، وأن المباحثات التي يعنيها تتعلق ب"الجوانب الفنية المتعلقة بالطواقم البحرية والصيانة ووسائل الاتصال اللازمة للإبحار، بانتظار موافقة خفر السواحل المصرية لإصدار التصاريح النهائية".

ويأتي هذا الحراك المصري بالتوازي مع تحرك أسطول الصمود العالمي، الذي يضم أكثر من 36 سفينة ويشارك فيه ما بين 500 و700 ناشط من مختلف الجنسيات، يمثلون أكثر من 40 دولة.
 

والسبت، 13 سبتمبر الجاري تأخرت عدة سفن وقوارب تابعة لأسطول الصمود العالمي، بسبب سوء الأحوال الجوية، قبل انطلاقه باتجاه غزة.

 ويشارك في القافلة ناشطون بارزون من بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، وعمدة برشلونة السابقة، دا كولاو.

 

وقال المنظمون: إن "الأسطول تعرّض لهجمات من طائرات مسيرة الأسبوع الماضي، ألقت مقذوفات تسببت في نشوب حرائق على متن بعض القوارب".

 

والخميس الماضي، انتقلت سفن الأسطول إلى مدينة بنزرت شمالي تونس، لكن عددًا من القوارب التونسية لم تتمكن من مواصلة الرحلة؛ بسبب أعطال تقنية حالت دون وصولها من ميناء سيدي بوسعيد القريب من العاصمة.

واستنكرت تنسيقية العمل التونسية من أجل فلسطين اعتداء قوات الأمن على المعتصمين أمام السفارة الأمريكية، ودعت إلى تصعيد النضال الجماهيري أمام السفارات الأمريكية.

وكان الأسطول أرجأ إبحاره من تونس نحو غزة إلى الخميس بسبب سوء الطقس وتأخر التجهيزات، وسط قلق أمني بعد تعرضه لهجمات بمسيّرات، وسيتجه أولًا إلى ميناء بنزرت قبل مواصلة رحلته.

 

وقد وصل الأسطول بالفعل إلى ميناء بنزرت في تونس قادماً من سيدي بوسعيد، بعدما واجه ظروفاً جوية صعبة في البحر المتوسط، على أن تلتحق به لاحقاً قوارب من إيطاليا وإسبانيا، إضافة إلى سفينة مصرية حصلت على إذن خاص من القاهرة.

 

ويشارك في هذه الرحلة الدولية نشطاء حقوق إنسان، وأطباء، وإعلاميون متخصصون في توثيق الانتهاكات، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ ما يزيد عن 17 عاماً، ولإيصال رسالة تضامن عالمي مع معاناة الفلسطينيين.

 

وأسطول الصمود العالمي امتداداً للتحركات الشعبية والمدنية في العالم وفي المنطقة دعماً لفلسطين، إذ يرى مراقبون أنّ هذه المبادرة تمثل خطوة جديدة لإحياء روح المقاومة المدنية في مواجهة الحصار، وإبراز الدور غير الرسمي إلى جانب الجهود الدولية لكسر عزلة غزة.