انتقلت المتابعة المنشورة في الإعلام الصهيوني لتمركزات الجيش المصري في سيناء إلا رموز مصرية على السوشيال ميديا ترى أنه بالفعل تحقق ذلك التمركز وزادت قوته (وإن لم يتبين لمن تلك الحشود من الآليات والجنود لخدمة العميل السيسي أم للدفاع عما تبقى من عروبة وإسلام).
المتخصص في الشأن العسكري بالمعهد المصري للدراسات محمود جمال (اسما لم يشر صاحبه إن كان اسمه حقيقيا أم افتراضيا) قال إنه "..منذ توقيع كامب ديفيد وُضِعت مصر عند أقرب نقطة للاشتباك مع العدو الذي أعاد ترتيب مخططاته العدائية تجاهها. ويبدوأن تقديرات الأجهزة المصرية تقرأ هذا الواقع بوضوح وتتعاطى معه بجدية. بالذكر جدير أن العدو غير قواعد اشتباكه وأصبح يتبع سياسة ضرب العواصم والعمق لتحقيق أهدافه في الأطراف".
وأضاف جمال @mahmoud14gamal "..في أبريل الماضي، كشفت تقارير أن الجيش المصري نشر في سيناء صواريخ من طراز 9A84 و9A83، وهي جزء من منظومة الدفاع الجوي S-300VM "Antey-2500" التي تمتلكها مصر بمدى يصل إلى 350 كيلومترًا.ومؤخرًا، أشارت تقارير أخرى إلى نشر الجيش المصري أنظمة الدفاع الجوي الصينية HQ-9B في سيناء.".
وأوضح أن منظومة HQ-9B تعتمد "على صواريخ أرض–جومتقدمة بمدى يصل إلى 200 كيلومتر.. " مبينا أن "هذه الإجراءات – إن صحّت التقارير – تعني أن الدبابات والمعدات المصرية والعناصر المنتشرة في سيناء مغطاة بمظلة جوية بعيدة المدى، قائمة على أنظمة دفاعية متعددة، بقدرات متقدمة ليست بالهينة.".
وعلى نسقه قال المحلل السياسي المصري والكاتب بجريدة (الشرق الأوسط) السعودية مأمون فندي @mamoun1234 : "تحدّي مصر اليوم هو أن تمتلك خلال هذا العام ما يقرب من 20،000 طائرة مسيّرة حربية قابلة للإطلاق على دفعتين في حال وجود أي تهديد. ويجب أن تكون جميع هذه المسيرات متمركزة في المنطقة A بسيناء. وكلها مصنوعة محليا او صينيا . أما الصواريخ، فيجب أن تبلغ القدرة عشرة زَخّات يوميًّا، كلّ زَخّة تتألّف من 200 صاروخٍ، نصفها باليستيّ والنصفُ الآخر فرطُ صوتيّ. المطلوب من الآن تلافي ما حدث لحزبِ الله وما حدث في إيران. الموقف يبدو وشيكًا، ولابدّ أن تكون لمصر القدرة على توجيه الضربة الاستباقية الأولى.".
طبول حرب
ومن جانب الإعلام الصهيوني، لفت الخبير الإستراتيجي "الإسرائيلي" (أرييل كاهانا) إلى تعزيز مصر لتواجدها العسكري في المنطقة الحدودية، وأن السيسي ينتهك اتفاقية السلام الموقعة بين القاهرة وتل أبيب في سيناء.
وفي مقال له بصحيفة "يسرائيل هيوم"، علق "كاهانا" على استمرار تسليح مصر في شبه جزيرة سيناء، زاعما أن العلاقات “المتذبذبة” بين “إسرائيل” ومصر تكشف أن القاهرة تخسر مليارات الدولارات بسبب هجمات الحوثيين، ومع ذلك فإن السيسي “لا ينطق بكلمة ضد أنصار الله”، على حد قوله، معتبرا أن هذا يعكس مكانته العالمية.
وأضاف (كاهانا) أن "السيسي يغازل الصينيين وينتهك اتفاقية السلام في سيناء، زاعما وجود أنفاق لتهريب الأسلحة ومدارج للطائرات الحربية، وحذر أجهزة الأمن الإسرائيلية من خطورة الوضع، قائلا: “تجهيزات مصر ليست على رادار الاهتمام الكافي في تل أبيب”.
وصرح (كاهانا) لبرنامج “هذا الصباح” أن “مصر ليست في حالة سلام بارد بل في حرب باردة مع إسرائيل”، مضيفا: “ما دامت مصر لم تُغير مسارها، يجب حظر بيع المزيد من الغاز لها، ويجب أن نستعد للوضع الجديد الذي نواجهه”.
ونشر المحلل السياسي في صحيفة “هآرتس” (تسفي برئيل) مقالا تناول فيه التوتر المتصاعد بين مصر و”إسرائيل”، بعد تصريحات لقيادي في حركة حماس، وما تلاها من ردود رسمية مصرية، وصولاً إلى تلويح بنيامين نتنياهو بخيارات قد تمس اتفاقات استراتيجية بين الجانبين.
افتراض صهيوني
وعن الافتراضات الصهيونية العابرة، طرح موقع JDN الإخباري الصهيوني، (محسوب على اليمين المتشدد)، تقريرا عن استعداد الجيش "الإسرائيلي" لاحتمالية قيام المصريين بعملية عسكرية واسعة في النقب؟ ولماذا لا يوجد أي رد في مواجهة ما وصفه بانتهاكات اتفاقية السلام؟ ومن هوحليف “إسرائيل” الذي يقف بجانب المصريين؟”
وهذا التقرير جاء بالتزامن مع توجيه رئيس الاحتلال نتنياهو بعدم تنفيذ اتفاقية جديدة لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر إلا بموافقته، في خطوة جاءت على خلفية تقارير عن انتهاك القاهرة الملحق الأمني لمعاهدة السلام التي وقعتها مع تل أبيب في واشنطن في 26 مارس 1979.
ورأى (موقع JDN الإخباري) أن "مصر تهيئ الأرضية لحرب مع إسرائيل، إذ يضاعف الجيش المصري قواته في سيناء التي تجاوزت 80 ألف مقاتل، ويطور قدراته ضد "إسرائيل"، مشيرا إلى أن معظم التحركات المصرية “تخالف اتفاقية السلام”.
وعلق المحلل "الإسرائيلي" (بن تسيون ميكلس) على صور أقمار صناعية وصفها بـ”المقلقة”، قال إنها تُظهر بناء مصر شبكة أنفاق جديدة في سيناء خلال الأشهر الأخيرة، قرب محطة رادار كبيرة أقيمت هناك عام 2019.
(موقع JDN) زعم أن مصر تمتلك أكثر من 3 فرق مدرعة في سيناء، بينما على الجانب الإسرائيلي لا توجد سوى بضع عشرات من الدبابات. مضيفا أن القاهرة ضاعفت في السنوات الأخيرة عدد قواتها في سيناء 4 مرات، وبنت مطارات وميناء عسكريا، إلى جانب حفر أنفاق ومخابئ ضخمة لتخزين الأسلحة.
صحيفة بريطانية
مصدر عسكري رفيع كشف لصحيفة (ميدل إيست آي) أن الجيش المصري رفع مستوى انتشاره في شمال سيناء إلى درجة غير مسبوقة منذ سنوات، في ظل تنامي المخاوف من أن يؤدي مخطط “إسرائيل” لاحتلال قطاع غزة إلى دفع الفلسطينيين نحوالحدود المصرية.
وقال المصدر إن عشرات الآلاف من الجنود باتوا يتمركزون في شمال سيناء، أي ما يقارب ضعف العدد المسموح به وفق معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979، مؤكدا أن هذه التعبئة جاءت “بأوامر مباشرة من السيسي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، عقب اجتماع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الأمن القومي”.
خداع إعلامي
الكاتب المصري (جمال سلطان) @GamalSultan1 علق ما تردد في الجانب المصري من إعلام المتحدة والجانب الآخر قائلا: "قناعتي الشخصية، أن ما يتم الترويج له في الإعلام الرسمي المصري وتصريحات بعض المسؤولين عن استعداد مصر للمواجهة وتعرضها لمخاطر مشروعات إعادة تشكيل المنطقة، وأخبار تسخين عضلاتها العسكرية، هومحض خداع إعلامي، اشتغاله بالتعبير الشعبي، ومجرد تجارة بالجرح الفلسطيني النازف".
واعتبر مثل هذا التسخين ".. محاولة استثمار الأحداث لدعم وتقوية النظام المرتبك والمفتقر لأي مشروع وطني أومعنى لبقائه، أعطوني دليلا واحدا على أن هذا النظام يعد الوطن والشعب للتوحد أمام خطر تاريخي، دليلا واحدا فقط، بل كل ما يفعله حاليا المزيد من قهر الشعب وإذلاله واستباحته وإفقاره وتجويعه واعتقال عقلائه ونشطائه وإصراره على استمرار سجن عشرات الآلاف من معارضيه وتعميق الانقسام في الوطن، وتحويل المصري إلى إنسان درجة ثانية في وطنه بعد الأجنبي، من يفعل ذلك يستحيل أن يكون في طور إعداد شعبه وبلده لمواجهة خطر خارجي كبير وحقيقي".
وأعادتنا الكاتبة (شيرين عرفة) @shirinarafah إلى ما نشر في صحيفة “إسرائيل اليوم” في (أغسطس) 2013 عندما كتب الصحفي والإعلامي الإسرائيلي الشهير “دان مرغليت” (والذي رحل منذ أسابيع قليلة)، "نحن سنبكي دماً لأجيال إن سمحنا بفشل الانقلاب في مصر وعودة الإخوان للحكم وأوضح "مرغليت" الذي كان يعد من أقرب المقربين لـ نتنياهو : إن السيسي يُمعن في القتل لأنه يدرك مغزى فشله، وعلينا التجنُّد لإنجاح حكمه، فهي قصة حياة أوموت، ليس له وحده، بل لنا أيضا.
(وقد ترجم المقال إلى العربية ، الباحث والصحفي الفلسطيني "صالح النعامي")..
وأضافت أن ".. ما تروّنه في الإعلام المصري الآن، فهووصلة تهريج ماجن … لا يستحق التعليق عليه".