نتنياهو يتربص بأردوغان .. هدف ضرب تركيا وزعيمها لا تخفيه الصهيونية العالمية

- ‎فيعربي ودولي

مع أنباء أولية بقيام “إسرائيل” بتزويد قبرص اليونانية بأنظمة دفاع جوي وقدرات عسكرية متقدمة حال اندلاع مواجهة في سوريا مع تركيا يمكن لقبرص اليونانية أن تشن هجوما على قبرص التركية بالتزامن، زعم بنيامين نتنياهو أول أمس أنه في الثمانينيات نسق مع جهاز المخابرات الصهيوني ودول كبرى وزار تركيا وجلس في قاعة (ذكر اسمها) وعقد صفقة مع كبار رجال الحكم هناك على تبادل آثار عثمانية كثيرة جدا لديه على أن يأخذ حجرا واحدا عند بلدية اسطنبول يزعم نيتنياهو أنه يثبت حقا لهم في القدس.

فقال له زعماء تركيا وقتها كل شيء إلا هذا الحجر؟ قلت لماذا؟ قالوا لي لأن عمدة اسطنبول المنتخب شخص إسلامي “متطرف” وقد يفضحنا ويثير علينا الشعب التركي ويصبح موقفنا صعبا! ثم قال للجمهور الصهيو أمريكي في القاعة تعرفون طبعا من هو الإسلامي “المتطرف” الذي كان يحكم اسطنبول أيامها وضجت القاعة بالتصفيق عندما توعده بالانقلاب”.

واستعاد بنيامين نتنياهو لقاءً جمعه عام 1998 برئيس الوزراء التركي الراحل مسعود يلماز، كاشفًا أنه عرض عليه تبادل قطعة أثرية يهودية بآلاف القطع العثمانية الموجودة في المتاحف الإسرائيلية، لكن يلماز رفض بشدة، خشية رد فعل رئيس بلدية إسطنبول حينها رجب طيب أردوغان.

وعلق متحدث حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمر تشليك: “هلوسات نتنياهو الذي يظن أن القدس ملكه الخاص رغم أنها قيمة مشتركة للإنسانية، تنم عن عداء لجميع قيم الإنسانية، وهذه التصريحات تشكل جريمة إبادة جديدة ضد البشر وقيمهم من قبل التعصب المعادي للإنسانية”.
الأربعاء رد أردوغان بفخر وقال: “ظن مجرم الحرب أنه يقلل من قدري وقدر شعبي.. وأقول له القدس ميراث ٢ مليار مسلم حكمها أجدادي 4 قرون عاش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود جميعا بسلام وكرامة وحرية دينية ولم يقتلوا الأطفال ولم يدمروا المدن بل كانت معهم مدينة السلام والتعايش ومركزا من مراكز المسلمين.. ليس للظالم كرامة وليس للمعتدي سلام.. سيعود الشعب الفلسطيني سيدا وحرا ويعود الظالم مجرم الحرب خاسرا ومنهزما مثل هتلر وكل العصابات الإجرامية وقطاع الطرق في غزة والضفة ولبنان وسوريا.. قريبا سيلقى الظالم جزاءه”.

وأضاف “وستبقى القدس شجرة شامخة خضراء ولن يتنازل المسلمون في العالم عنها قيد أنملة.. أما هؤلاء المصابون بنوبات غضب مني منذ سبع وعشرين عاما وما زال دمل وقيح أدلف هتلر لم يندمل ودائما القتلة خاسرون..”.

وقال أردوغان موجهاً كلامه لنتنياهو: “نحن لسنا دولة ظهرت حديثاً على مسرح التاريخ… هناك من يحاول أن يعطينا درساً في التاريخ! لقد حكمنا لقرون في الأراضي التي جاء إليها أولئك الذين يهاجموننا قبل جيلين أو ثلاثة وكنا سيف العدالة.”

وظهر بحسب مراقبين أن نيتنياهو أراد أن يذم أردوغان فمدحه من حيث لا يريد كما ذكرت الصحف الصهيونية، بحسب ما سجل د. رضوان جاب الله.
https://www.facebook.com/reel/1242564800891593/?s=single_unit&__cft__[0]=AZXBWXGZQ_U4fXNFOVflD32TdkqJcmsCAwg58MF7xFxhCbVKIrX3lO1Nvzk8PLqbP8VX23empHoIR6AYzKxAkbq_m5OkgaIMUDrR1F-OFwOsHq8g1P8Ja90Frb5kD9q97tmCKH3tKOaL8pJ_Spd3p6DFsYgA98SX_SiXh_6YbD-79A&__tn__=H-R

أما المستشار العسكري الكويتي ناصر الدويلة عبر (إكس) فنقل توابع للحديث على لسان نتنياهو في استعراضه لموقف تركيا في عهد أردوغان:  “القدس كانت مدينة يهودية قبل 2700 عام “.
“والآن، بعد ألفي عام، استعدنا مدينتنا. استعدنا استقلالنا. أسسنا دولة ذات سيادة؛ أنشأنا جيشاً؛ وبنينا بلداً لا مثيل له في العالم”.

“هذه مدينتنا يا سيد أردوغان. ليست مدينتكم، بل مدينتنا. وستبقى دائماً مدينتنا. ولن تُقسّم مرة أخرى”.

“ولهذا السبب أنا أُقدّر كثيراً القيادة التي أظهرها الرئيس ترامب في هذا الملف. لقد اعترف بالقدس عاصمة لنا؛ وفعل ما ينبغي على كل زعيم في العالم أن يفعله، ثم نقل السفارة الأميركية إلى هنا”.

“لقد فعل ما هو بديهي، لكنه فعله رغم كل تلك الحكومات ومكاتب الخارجية والخبراء الذين قالوا له: لا يمكنك أن تفعل هذا”.انتهى

وعلق “الدويلة” @nasser_duwailah ، “هكذا أنهى نتنياهو حلم الدولتين وخرافة المبادرة العربية وأن الاستمرار في طرح هذه المبادرة وتكرار طرحها في كل مناسبة ضياع للهيبة ونقص في القيمة فتوقفوا عن طرح المبادرات واستعدوا للقاء العدو الذي جاءكم وهو يتمسك بعقيدة “إسرائيل” الكبرى التي رسمها على علمه بخطين أزرقين منذ اليوم الاول للإعلان عن قيام دولة الصهاينه وهو يستعد  اليوم بعد القضاء على شعب غزة للتوجه للكويت وللمدينه المنورة  فما الذي سيردع نتنياهو التمسك بالمبادرة العربية ام الضغط على زناد المدافع.”.

ردود تركية

ومن بين من رد على رئيس حكومة الاحتلال أحمد داوود أوغلو عبر منصة X وقال له: “‏أيها الجاهل نتنياهو !”.. أنت لا تعرف معنى القدس الشريف ولا تاريخه!”.

وأضاف “أنت لست حتى مدركًا لما يعنيه القدس الشريف حتى في لغتك ! أنت قاتل حولت “مدينة السلام” إلى “مدينة الدم والإبادة الجماعية”!

وأردف، “لو كنت تعرف تاريخ هذه المدينة، لعلمت أن فترات السلام فيها كانت تلك التي التقت فيها مع الإسلام! القدس، التي عانت من مذابح بابل وروما والنفي، شهدت فترات السلام في عصور الإسلام الطويلة من عمر بن الخطاب إلى صلاح الدين الأيوبي، ومن ياووز سلطان سليم إلى السلطان عبد الحميد. حتى اليهود لم يتسن لهم العيش بسلام في القدس إلا في تلك الحقب !..”.

وأكمل، “نحن على درب إبراهيم وأنت على درب نمرود، نحن على درب موسى وأنت على درب فرعون، نحن على درب داوود وأنت على درب جالوت!”.

واعتبر أن “كل أم تحتضنها هذه الأرض تحمل في رحمها صلاح الدين.. ستمحى أنت وسادتك الذين تستند عليهم بكبرياء ! أبناء غزة، فلسطين، الأناضول، بلاد الرافدين، الحجاز، مصر، النيل، دجلة والفرات سيتكاتفون ليطهروا القدس الشريف التي هي شقيقة مكة والمدينة وإسطنبول ودمشق وبغداد والقاهرة من أمثالك الذين يرتكبون الإبادة الجماعية ، وسيعيدونها “مدينة السلام”.”.

وفي إجابة مفحمة تم “أتسأل متى ! نجيبك بصوت عاكف الذي هدر من الأناضول المحتلة: ربما غدًا، وربما أقرب من الغد!” “.

السلاح التركي يستعد
وتساءلت تقارير عن تسريب قناة تركية مقرّبة من الرئيس أردوغان قائمة حساسة تشمل: مفاعل ديمونا النووي، قواعد النقب ورمات دافيد، مقر “الكيريا” بتل أبيب، موانئ حيفا وأسدود وإيلات، ومنصات غاز المتوسط.

ورأت أن التسريب رسالة ردع واضحة: أنقرة لن تكتفي بالخطاب السياسي، بل تلوّح بخيارات عسكرية ضد الاحتلال. وأن الخطوة تأتي بعد تراجع تل أبيب عن تنفيذ اغتيالات في تركيا، خوفًا من صدام مباشر مع عضو بارز في الناتو.

ووصف أردوغان حكومة نتنياهو بـ”العقلية الإرهـابيـة” ويؤكد وقف التعامل التجاري مع “إسرائيل”، داعيًا إلى حصارها اقتصاديًا ودعم نضال الفلسطينيين.

افتكاس تاريخ!
يُشار إلى أن تصريحات نتنياهو كانت الثلاثاء، عندما افتتح بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، ما يُسمى “طريق الحجاج”. وهو نفق “أثري” يمتد أسفل البلدة القديمة (المسلمين) بالقدس، من حي وادي حلوة حتى منطقة حائط البراق غربي المسجد الأقصى.

ويحاول الصهيوني الادعاء أن طريق الحج إلى الهيكل ليس مجرد مسار أثري؛ بل سردية توظف الماضي لإعادة تشكيل الحاضر في القدس الشرقية، وسط غياب دليل أثري مباشر على “هيكل سليمان” داخل ساحة الحرم، بالمخالفة لقرارات دولية ثابتة تنص على أصالة الموقع وسلامته وحقوق سكانه الفلسطينيين.

وافتتاح المشروع الاستيطاني بعد أكثر من 5 أعوام على افتتاح مرحلته الأولى، الذي شهد أيضًا حضورًا أمريكيًا بارزًا، في الوقت الذي وصف فيه الفلسطينيون الوجود الأمريكي في افتتاح المشروع بأنه عمل عدائي، معتبرين أن الأنشطة الاستيطانية في القدس الشرقية وفي بلدة سلوان تهدف إلى تثبيت السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة منذ 1967.

وقال بنيامين كيدار، أستاذ التاريخ في الجامعة العبرية ورئيس مجلس إدارة سلطة الآثار الإسرائيلية: “لا نعرف شيئًا عن الهيكل الأول، لعدم وجود أي آثار لبقاياه المادية”.

ورفض ائتلاف “إسرائيلي” معارض مشروع إنشاء تلفريك في القدس الشرقية، واصفًا إياه بـ”ضربة مصيرية” للمشهد التاريخي، بينما قالت هاجيت عوفران من منظمة “السلام الآن” الصهيونية: “ما تبقى الآن هو النضال العام لوقف هذا المشروع المجنون”.

وتكلف المشروع 200 مليون شيكل، (57 مليون دولار) في 2019، لنقل الزائرين من غربي مدينة القدس إلى قطاعها الشرقي الذي ضمته حكومة الكيان الصهيوني واعلنت نقل العاصمة للقدس.

وبحسب “صحيح مصر” يرتبط “طريق الحجاج” بخطط لتحويل منطقة سلوان ومحيط البلدة القديمة إلى ما يُشبه المتحف السياحي المفتوح، وفي سبيل ذلك تستولي إسرائيل، سواء بالرضا أو عنوة، على منازل الفلسطينيين، وتحولها إلى مواقع جذب سياحي تُديرها منظمات استيطانية مثل جمعية “إلعاد”.

ورصدت تقارير أممية وحقوقية أن الآثار والسياحة تُستخدم كأدوات لشرعنة الاستيطان وتغيير المشهد الديموغرافي حول البلدة القديمة و”الحوض المقدس”. فبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا)، استولت منظمات استيطانية، بدعم من السلطات، على ممتلكات فلسطينية، خصوصًا في سلوان والشيخ جراح، ما أدى إلى إخلاء وتشريد العائلات.

وأوضح تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي في أغسطس الماضي، أن ما يتجاوز 233 ألف مستوطن إسرائيلي يقيمون في القدس الشرقية بنهاية عام 2024، من إجمالي نحو 503.7 ألف مستوطن في الضفة الغربية المحتلة، ليصبح مجموع المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية أكثر من 737 ألف مستوطن.

ويوجد في القدس الشرقية نحو 14 مستوطنة إسرائيلية، بالمخالفة لقرارات الأمم المتحدة، وفقًا لمعهد التفاهم في الشرق الأوسط IMEU.

الموقف الدولي وحماية التراث

تُقرر اليونسكو سنويًا إبقاء “البلدة القديمة وأسوارها” على قائمة التراث المُعرّض للخطر، محذّرة من الحفريات غير القانونية التي تنفذها جهات استيطانية، مع التأكيد أن هذه القرارات لا تمسّ الوضع القانوني الدولي للقدس.

وإلى جانب قرارات اليونسكو، صدر عن مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2334 بتاريخ 23 ديسمبر 2016، الذي نصّ بوضوح على أن المستوطنات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ليس لها أي شرعية قانونية وتشكل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”، كما طالب بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية فورًا.

كما ترى منظمات حقوقية دولية أن هذه السياسات جزء من نمط تمييز ممنهج ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية، يتجلى في الإخلاء القسري والقيود على البناء والخدمات، إلى جانب تحويل التراث والسياحة إلى أدوات سياسية واقتصادية للاستيطان.

التوافق الامريكي

السفير الأمريكي لدى كيان العدو مايك هاكابي (صهيوني يهودي) اعتبر أن الولايات المتحدة لديها حلفاء ولها أصدقاء، لكن “إسرائيل” هي شريكها الحقيقي الوحيد، مشددا على أن “الولايات المتحدة ترى القدس عاصمة أبدية وغير قابلة للتقسيم للدولة اليهودية”.

وعن رد فعل واشنطن إذا اتخذت “إسرائيل” خطوات نحو ضم الضفة الغربية المحتلة، قال السفير هاكابي: “نحن نحترم “إسرائيل” كدولة ذات سيادة.. لن نُملي على “إسرائيل” ما يمكنها فعله وما لا يمكنها فعله، تماما كما لا نتوقع من “إسرائيل” أن تُملي علينا ما يمكننا فعله وما لا يمكننا فعله”.

وأضاف، “أحيانًا قد يختلفون (الحكومة الإسرائيلية) مع رأي الولايات المتحدة، هذا حقهم، فهم دولة ذات سيادة، ولديهم كل الأسس ليقولوا إننا لا نتفق، نحن نحترم شريكنا”.

وتبنى هاكابي إقرار الكنيست في يوليو الماضي، مشروع قانون يدعم فرض السيادة على الضفة الغربية التي تحتل “إسرائيل” أجزاء منها، ويتواجد فيها حوالي 700 ألف مستوطن قائلا: “مصطلح الضفة الغربية، غير دقيق ومنفصل عن السياق التاريخي.. الضفة الغربية مصطلح حديث وغامض جدا، والأدق أن نطلق عليها يهودا والسامرة (المسمى الإسرائيلي للضفة للغربية)، وهو مصطلح تعود بداياته إلى قبل ألفي أو ثلاثة آلاف عام”.

وعن تأييد واشنطن لبقية المسارات ومنها “اعتراف دولي أحادي محتمل بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة”، قلل “هاكابي” من الطرح وقال: “واشنطن تدعو الحكومات إلى الامتناع عن هذا المسار”، مدعيا أن “الاعتراف بدولة فلسطينية يُخلّ باتفاقيات أوسلو”.

وقال: “نحن لا نختلف فقط، بل ندعو بشدة الدول إلى عدم القيام بذلك، أولًا، هذا يخرق اتفاقيات أوسلو، هذا لن يؤدي إلى أي مكان، هذا لن يخلق دولة فلسطينية”.