8 شهداء و142 جريحاً جراء الغارات الإسرائيلية على صنعاء

- ‎فيأخبار

استشهد ثمانية أشخاص وأصيب العشرات في حصيلة أولية للغارات التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، على عدد من المواقع في العاصمة اليمنية صنعاء. وتأتي هذه الغارات بالتزامن مع الخطاب الأسبوعي المتلفز لزعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، ومع انتشار أمني كبير لمسلحي الجماعة في شوارع صنعاء عشية ذكرى ثورة 26 سبتمبر التي حذر الحوثيون من الاحتفال بها.

 

وكتب المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي على "إكس" أن "عدد الشهداء ارتفع إلى 8 (إضافة إلى) 142 جريحا"، موضحا أن الحصيلة مرشحة للارتفاع لأن المسعفين يواصلون البحث عن ضحايا بين الركام.

 

وقال مسؤول في مستشفى الثورة الحكومي في صنعاء لـ"العربي الجديد"، إن "المستشفى ممتلئ بالجرحى وهناك الكثير منهم حالتهم حرجة". وخلال بضع دقائق من الهجوم، كانت النيران وأعمدة الدخان تتصاعد في أرجاء واسعة بالعاصمة بينما كانت كلمة زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي الأسبوعية تذاع في مآذن المساجد. ورصد "العربي الجديد" استهداف نحو 7 مناطق متفرقة، غالبيتها مناطق مكتظة بالسكان، وأبرزها غارات استهدفت مبنى في مدينة صنعاء القديمة وحي هائل بالقرب من جامعة صنعاء.

 

واستهدفت غارات مبنى الأمن القومي في مدينة صنعاء التأريخية المأهولة بالسكان. وقال أحد سكان صنعاء القديمة لـ"العربي الجديد" إن "المنازل تأثرت بشكل كبير، وتم انتشال عدد من القتلى والجرحى بجوار المبنى كان يوجد حمام بخار قديم مخصص للنساء، وكان مزدحماً أثناء الغارات".

 

كما استهدفت غارات منزلا في "حي هائل"، والذي يعد سوقا عاما يوجد فيه مطاعم شعبية ومحلات تجارية ومقاه للمقيل، في ذروة ازدحامها. ووفق مصادر محلية "طوقت قوات الأمن مكان القصف الذي أثار الرعب وسط السكان في "حي هائل" التجاري السكني والمناطق المجاورة، وكان القصف بالقرب من سور جامعة صنعاء".

 

وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأن غارات الاحتلال استهدفت منزلاً ملاصقاً لمقر الحزب الناصري في حي الرقاص السكني مرجحة سقوط شهداء في المكان. وأوضحت المصادر سماع إطلاق رصاص في الحي لمنع الناس من التوجه إلى المكان، مؤكدة أن أصوات سيارات الإسعاف لا تتوقف. كما تركز عدد من الغارات، على منطقة حدة جنوبي صنعاء وشارع الستين الجنوبي، ومنطقة باب اليمن، التي تضم مجمع وزارة الدفاع. وأفاد شهود عيان "العربي الجديد" بانفجارات عنيفة في حي التلفزيون شمالي صنعاء.

 

وبحسب بيان صادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي "شنّت عشرات الطائرات الحربية والقطع الجوية، غارات استهدفت أهدافاً تابعة لجهاز الأمن والمخابرات والجيش الحوثيين في منطقة صنعاء. ومن بين الأهداف الإسرائيلية مقر قيادة التحكم لقيادة الأركان الحوثية ومجمّعات لجهاز الأمن والمخابرات التابع للنظام الحوثي إلى جانب مديرية الإعلام العسكري ومعسكرات تم رصد وسائل قتالية وعناصر عسكريين يتبعون لنظام الحوثي داخلها".

 

وزعم جيش الاحتلال أن "الغارات جاءت في ضوء الهجمات التي يقودها نظام الحوثي ضد دولة إسرائيل والتي تشمل إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ أرض أرض نحو الأراضي الإسرائيلية". وأضاف البيان: "سيعمل الجيش الإسرائيلي بقوة ضد الهجمات الحوثية المتكررة وسينفذ عمليات هجومية إضافية قريباً ضد الحوثيين وسيبقى مصمماً على مواصلة ضرب أي تهديد على مواطني دولة إسرائيل مهما بلغت المسافة".

 

وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أوعز بالعدوان على اليمن من طائرة "جناح صهيون" المتّجه على متنها إلى نيويورك. من جهته، أقرّ وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالهجوم على صنعاء وقال، في بيان، اليوم الخميس: "وجهنا الآن ضربة قوية إلى أهداف إرهابية متعددة تابعة لتنظيم الحوثيين في صنعاء". وأضاف: "قام الجيش الإسرائيلي بمهاجمة عدد من المعسكرات العسكرية، من بينها معسكر هيئة الأركان الحوثية، حيث تم القضاء على عشرات من عناصر الإرهاب الحوثيين، وتدمير مخازن للطائرات المسيّرة والأسلحة والذخيرة. كما وعدت بالأمس، من يعتدِ علينا فسيتلقى ضربة مضاعفة".

 

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله إن الهجوم على صنعاء استهدف غرفة سيطرة تابعة لقيادة الأركان التابعة للحوثيين ومخازن أسلحة، كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجوم مشترك من البحر والجو واستهدف قادة ومقار عسكرية للحوثيين في صنعاء. ويعتبر هذا العدوان الأكبر الذي ينفذه سلاح الجو الإسرائيلي على صنعاء حتى اليوم، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية عن مصادر عسكرية وأمنية، مع أكثر من 20 طائرة، بالإضافة إلى قطع جوية أخرى، إذ تم تنفيذ عمليات تزوّد بالوقود جواً خلال الطريق، فضلاً عن إلقاء نحو 65 ذخيرة على أهداف تابعة للحوثيين.

 

ونقلت عن مصدر أمني قوله إنّ غارة استهدفت مقر قيادة هيئة الأركان الحوثية، ومعسكرات تحتوي على وسائل قتالية وعناصر مسلحة. بالإضافة إلى ذلك، تم استهداف مقر الأمن والاستخبارات التابع للحوثيين في صنعاء. وهذه هي الضربة الخامسة عشرة، على الأقل، التي تنفذها إسرائيل في اليمن، على بعد أكثر من 2000 كيلومتر.

ونفى مصدر عسكري بوزارة دفاع الحوثيين في صنعاء صحة الإدعاءات الإسرائيلية باستهداف القيادة والسيطرة. وقال إن "الهجوم الفاشل للعدو استهدف مباني سكنية وأعيانا مدنية"، مضيفا: "هذا العدوان لن يؤثر على عملياتنا العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني"، وفق ما نقلت وكالة "سبأ" النسخة التابعة للحوثيين.

 

وكانت جماعة الحوثيين قد أعلنت، أمس الأربعاء، تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفتا منطقتي أم الرشراش (إيلات) وبئر السبع جنوبي فلسطين المحتلة بعدد من الطائرات المسيرة. وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، الأربعاء، إن "سلاح الجو المسيّر نفذ عملية عسكرية نوعية بطائرتين مسيّرتين على هدفين للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة، وإن العملية النوعية حققت هدفها بنجاح، وفشلت المنظومات الاعتراضية للعدو في التصدي لها، وتُعد الثانية خلال الـ24 ساعة الماضية".

 

وأصيب 50 شخصاً بينهم 3 بحالة خطرة، الأربعاء، جراء سقوط طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن قرب فندق في مدينة إيلات بحسب الإسعاف الإسرائيلي. وقالت وسائل إعلام عبرية إنّ صاروخين اعتراضيين أُطلقا على الطائرة المسيّرة لكنهما فشلا في اعتراضها، قبيل انفجارها في الموقع المستهدف. وأقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بفشله في اعتراض المسيّرة، موضحاً، في بيان، أنه "في أعقاب الإنذارات التي فُعّلت في إيلات قبل وقت قصير، سقطت مسيّرة أطلقت من اليمن في منطقة إيلات. نُفِّذَت محاولات اعتراض، وتعمل قوات الإنقاذ والإسعاف في المنطقة التي ورد منها بلاغ عن سقوط المسيّرة".

 

وتصاعدت في الأسابيع الأخيرة محاولات الحوثيين لشن هجمات على جنوب إسرائيل بالمسيّرات والصواريخ، خصوصاً نحو منطقة إيلات ومطار رامون. ويوم الأحد قبل الماضي، اعترض جيش الاحتلال مسيّرة فوق منطقة وادي عربة، علماً بأنّ مسيّرات أخرى أطلقت نحو المنطقة في الفترة نفسها. وقبل ذلك بأسبوع، نجحت مُسيّرة يمنية في اختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية، وأصابت قاعة المسافرين في مطار رامون، ما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح نتيجة الانفجار.