عندما يبدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مزيدا من الإعجاب والتوقير لشخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فإن هذا شيء لافت حيث إن أمريكا ورؤساء البيت الأبيض هم أسوّد ما فيه فلا دين أو أخلاق أو مبادئ، وعندما سحب ترامب الكرسي لأردوغان بعد توقيعه في دفتر التشريفات بالبيت الأبيض، سبق وان فعلها مع نتنياهو مندوب "الإيباك" في تل أبيب قبل أشهر ولكن لا "إيباك" لأردوغان بل مصالح كما يبدو وراء المشهد غير المتوقع من الرجل البرتقالي.
ترامب أشار بعدها إلى هاكان فيدان وزير الخارجية وإبراهيم كالن رئيس المخابرات الحاضرين لحظتها قائلا : "أعرفهم أكثر من أي شخص آخر، إنهم أذكياء جدا، اردوغان يمتلك فريقا رائعا وافر الذكاء".
و"فيدان" سياسي تركي وعضو بارز في حزب العدالة والتنمية التركي، تولى منصب وزير الخارجية منذ 3 يونيو 2023. كان يشغل قبلها منصب رئيس الاستخبارات التركية، وأُطلق عليه لقب كاتم أسرار أردوغان.
وكما سبق لترامب أن سحب الكرسي لنتياهو سبق له أيضا أن قاطعه في رؤيته الصدام مع أنقرة قبل نحو شهرين حيث جاء نتنياهو ليشتكي لترامب من التورط المتزايد لتركيا في سوريا، فردّ ترامب بجملة قاطعة: "لديّ علاقات ممتازة مع أردوغان. أنا أحبّه جدا، وهو يحبّني. لذلك قلت لبيبي: إذا كانت لديك مشاكل مع تركيا، يمكنني مساعدتك في حلّها، لكن فقط إذا كنتم عقلانيين".
وفي مقال للكاتب اليميني الصهيوني: "هكذا خسرنا سوريا".. قال البروفيسور إيال زيسر (خبير شئون الشرق الاو سط، ونائب رئيس جامعة تل أبيب) في "“إسرائيل” اليوم": "سوريا لا تهمّ ترامب فعليا. فهو يراها "مكانا للموت والرمال المتحرّكة والنزاعات القبلية التي لا تهمّ أمريكا" (..) مسألة الأقلية الكردية في البلاد، وحتى مخاوف “إسرائيل” من تدخّل تركيا في سوريا؛ لا تزعج ترامب".
وللمفارقة التي لن يدركها السيسي ما علقت به الصحفية شيرين عرفة @shirinarafah "(هذا الرجل هو واحد من أقوى الرجال) هكذا قدم ترامب الرئيس أردوغان لفريق الإدارة الأمريكية.. -بينما لدينا حاكم آخر، حين زار البيت الأبيض في عام 2017 ، لم يجد ترامب شيئا يمتدحه فيه سوى حذائه!! " معلقة بما هو محسوس " فهل تعرف من هو هذا الحاكم يا تُرى؟؟".
https://x.com/shirinarafah/status/1971337338350698516
ورأى مراقبون أن الرئيس التركي وصل إلى عقل ترامب ومشاعره بشكل مذهل، ترامب يعود اليوم مجددا ليثني على اردوغان كما لم يُثنِ على أي زعيم آخر في العالم، في اجتماعه به الأخير في البيت الأبيض بحضور نائبه ووزير خارجيته ووزير الحرب والداهية التركي وزير الخارجية حقان فيدان، يقول ترامب عن اردوغان: "هو صديقي منذ زمن، إنه شخص محترم للغاية، ويحظى باحترام كبير في بلده وجميع أنحاء أوربا والعالم، ويحترمه بوتين وزيليسنكي والجميع يحترمونه، وأنا أحترمه جدا".
وأضاف "ترامب"، ".. لقد أسس أردوغان جيشا عظيما ونحن نتشرف به في البيت الأبيض، كما يعود إليه الفضل في إنهاء حكم الرئيس السوري السابق، وبناء على طلبه وطلب السعودية وقطر سنُنهي العقوبات الاقتصادية على سوريا، كما أنني عقدت اجتماعا جيدا للغاية مع اردوغان وقادة آخرين بالمنطقة بشأن غزة، وأعتقد أننا على وشك التوصل لاتفاق ما بشأنها".
أردوغان المنقذ
ومن سوريا كتب الأكاديمي د. أحمد رمضان @AhmedRamadan_SY مقالًا بعنوان "هل ينقذ أردوغان ترامب من أهم أزماته؟".
وعن استقبال ترامب للرئيس التركي أردوغان ودعوته له للغداء وألمح إلى أنَّ مطالبه بشراء مقاتلات أمريكية حديثة ستُجاب، وفي المقابل تمنى عليه التدخل للوساطة بين روسيا وأوكرانيا، وسلَّمه مفاتيح إنقاذ سورية، وبدا واضحاً أنَّ غزة ستكون ضمن الصفقة، بعدما ألمح إلى دوره في الإفراج عن قسٍّ أمريكي قضى عقوداً في السجن، بحسب رمضان.
واعتبر رمضان أن ترامب قرر "أن يعطي الدبلوماسية المجال الأرحب لحل المعضلات التي يواجهها، بعد أن وجد نفسه محاصراً من الحلفاء والأعداء، وليس هناك من جهة تحتفظ بأوراق القوة والعلاقات مثل #تركيا والرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يستثمر صلاته بالأطراف المتخاصمة لأجل التوصل إلى حلول مستدامة".
وأشار إلى تكرار ترامب "أن التغيير في سورية قاده أردوغان ورجاله، وأنَّه رفعَ العقوبات بناء على طلبه وطلب السعودية وقطر، وأنه سيمنح القيادة السورية الفرصة كي تنجح في تحقيق برنامج إصلاحي، داعياً الرئيس #أردوغان لأخذ زمام المبادرة بوصفه الطرف الضامن.".
ونبه إلى أن "مهمة تركيا في جلب الاستقرار ستكون عسيرة، في ضوء التصعيد الروسي مع الناتو، واحتمالية عودة التصعيد الإيراني مع تل أبيب وواشنطن، واستمرار الجرح النازف في غزة، وحرب الإبادة التي يشنها نتنياهو على المدنيين الفلسطينيين." مشيرا إلى أن "نجاح تركيا في مسعاها .. نجاحٌ للعرب وسورية، وضربة لإسرائيل ونتنياهو".
القوة فيها الإجابة الشافية
ورأى المستشار العسكري ناصر الدويلة @nasser_duwailah أن سبب هذه الاحترام والاعجاب الذي أظهره ترامب للرئيس التركي سببه القوة التي تتمتع بها تركيا.
وقال "الدويلة": "..لم يدفع أردوغان فلسا واحدا لترامب و مع ذلك ابدى ترامب احتراما بالغا في لقاء أردوغان و كان يسحب الكرسي خلف اردوغان عندما نهض كأنه جرسون في مطعم فاخر وعندما غادر أردوغان البيت الأبيض ودعه ترامب إلى خارج الباب على غير العاده في البروتوكول والأغرب انه حتى عندما غادر اردوغان بسيارته وقف ترامب يودع الوفد المرافق لأردوغان واحدا واحدا وهم يغادرون بسرعه للحاق بموكب الرئيس حتى المترجمه حرص ترامب على ان يصافحها بكل احترام وقال انه من المؤسف ان أردوغان يحيط به مجموعة من الأذكياء الاكفاء وهذا غير جيد بالنسبة لأمريكا طبيعي هو يقارن نفسه بالفريق الذي يحيط به وهو محق فهم مجموعه من الاغبياء والعاهات البشرية.".
واستعرض مجموعة أسئلة كاشفة مثل: "ماذا دار بين ترامب وأردوغان الذي لم يبتسم ابتسامة مجامله في وجه ترامب او امام الكاميرات ؟ .. وما الذي جعل ترامب يعلنها بكل وضوح انه لن يسمح لنتنياهو بضم الضفه ؟.. ولماذا اخذ ترامب يطلق التباشير بان الحرب ستنتهي قريبا وسيعود الاسرى ؟.. ".
وفي الإجابات علق، "لا املك معلومات دقيقه ولكن املك بعض الحقائق التي سيكون لها تأثير قريب على مجرى الحوادث في المنطقة :
١. الاتفاق السعودي الباكستاني خصى نتنياهو و قوته النووية فصار تيسا خصيا.
٢. تركيا طورت اربعة اسلحه ستهزم الجيش الاسرائيلي في اول ست ساعات هي :
أ . منظومة صواريخ دفاع جوي حديثه .
ب. طائرات شبح بدون طيار تستطيع ضرب اي نقطه في إسرائيل بحمولة قاذفات ثقيلة.
ج . صواريخ ارض ارض ثقيله جدا وفرط صوتية.
د . أسطول من المسيرات بعيدة المدى متعددة الارتفاعات اخرجت جيش بشار من كل المعارك التي خاضتها الثورة السورية من اول ساعه وهي تستطيع تدمير جميع منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلي وجميع دروعه في مخابئها وجميع أسلحته المضادة للدبابات الحديثه التي تمثل مركز ثقل القوات البرية الاسرائيليه اليوم ذات المدى الذي يزيد على 10 كلم وهذا المدى ابعد من اي سلاح مثيل عند العرب.
الخلاصة برأي المستشار العسكري الكويتي أن "ترامب علم ان اي مواجهه تخوضها إسرائيل ستواجه ثلاث قوى إسلاميه عظيمة هي السعوديه وتركيا وباكستان وقد تختفي إسرائيل نهائيا لذلك سيخضع ترامب ويخضع نتنياهو او تزول دولته والنصر صبر ساعه".
https://x.com/nasser_duwailah/status/1971453278920572978