مشهد مؤثر وثّق دموع أحد الفلسطينيين وهو يلمح وصول سفينة من سفن أسطول الصمود العالمي، حيث كانت سفينة "ميكينو" أول سفينة تتمكن من كسر الحصار البحري وتصل بأمان إلى شواطئ غزة، حاملة معها رسالة أمل وصمود للعالم أجمع.
وأشار مراقبون إلى أنه سواء وصلت "ميكينو" كسفينة وحيدة بين 45 سفينة أخرى أبحر عبر مياه المتوسط إلى غزة أم لم تصل، إلا أن هدف الوصول والرسالة تحققت من دول العالم الحر، ضد الاحتلال الصهيوني، وأن هذه الجرائم المستمرة على دماء الفلسطينيين لم يعد في استطاعة أيا كان تحملها، وإن عقاب المتطوعين على متنها يعد تعنتا وغطرسة من الكيان المحتل على حكومات وشعوب هؤلاء المتطوعين.
وبحسب الأناضول، دخلت سفينة "ميكينو" ضمن أسطول الصمود العالمي إلى المياه الإقليمية لقطاع غزة، حيث أظهر نظام التعقب في الموقع الإلكتروني للأسطول أن السفينة تنتظر على بعد نحو 9 أميال بحرية عن غزة، وفق ما أوردته وكالة الأناضول.
وفي تصريح للوكالة، أوضح عضو الوفد التركي في الأسطول رمضان تونج أن "ميكينو" تجاوزت الحصار ودخلت المياه الإقليمية لغزة.
وقال: "هذا يعني أن الحصار قد تم كسره فعليًا، وأريد أن أشارككم فرحة وصول سفينتنا "ميكينو" إلى غزة التي تقع تحت حصار بري وبحري هائل من قبل إسرائيل لسنوات".
وأضاف "الأهم أننا كسرنا الحصار في عقولنا، وآمل أن تقترب الأيام التي نحتضن فيها إخواننا في غزة الحرة التي كُسر فيها الحصار".
وعبر فيديوهات من الذكاء الصناعي، تخيل غزيون صور تجاوز أحرار العالم طغيان الباطل، ورفع لوحات النصر والسعادة والفرحة على الوجوه، وكأنما وصلت السفن التي تحمل السلام الحقيقي والخير الكامن في قلوب الانسانية قبل أن يدركها الطاغوت.
الناشط في مجال "فري لانسر" رمزي عبد العزيز أشار إلى أنه حتى صباح الجمعة "اختفت كل السفن عن نظام التتبع وأعلن الكيان القبض على كل من على السفن ولم تنجُ سفينة واحدة أو يتمكن ولو فرد واحد من الوصول لإخواننا حسب خارجية الكيان، وسيتم شحن الأوروبيين من حيث أتوا.
نهاية مؤلمة لتحرك سلمي مدني من أجل الإنسانية ومظاهرات مشتعلة ودعوة لإضرابات في عديد من الدول من أجل اسطول الصمود وارسال المساعدات.
وأضاف "وحسب آخر معلومات من سفينتي المراقبة لأسطول الصمود، هناك سفينة واحدة كانت بالنهاية استطاعت المرواغة، لكن لم يؤكد تمكنها من عدمه الى الوقت الحالي".
إلا أن منشوره لم يقف إلا بعد دعاء على طواغيت البشرية "اللهم عجّل بزوالهم، أصبحوا أعداءً وعلى خصومة مع غالبية سكان الكوكب وكذلك معظم دول العالم الا أمريكا والمانيا ودويلة هي أقل من أتناولها بمنشوري".
https://www.facebook.com/photo?fbid=1333467924804943&set=a.71972443951263
وصول 100%
المستشار وليد شرابي علق عبر @waleedsharaby قائلا: "#أسطول_الصمود نجح بنسبة 100% في تحقيق أهدافه.. فلم يكن الهدف إدخال بعض معلبات لاتسمن ولا تغني من جوع.. ولا التقاط صور تذكارية مع الأطفال.. ولامواساة المكلومين.. لكن الهدف كان إيقاظ ضمير العالم.. وفضح المجرمين.. وتحريك الماء الراكد في مشارق الأرض ومغاربها لنصرة فلسطين.. وكل ذلك تحقق ".
واتفق مع ما كتبه د. فايز أبو شمالة من غزة الذي سجل موقفا لأهل غزة من الأسطول مشيرا عبر @FayezShamm18239 إلى أنه "لقد وصل أبطال أسطول الصمود العالمي إلى غزة فجر اليوم، وصلوا بأرواحهم وقلوبهم وإنسانيتهم، واستقبلناهم نحن أهل غزة بالأحضان والفخر والاعتزاز. "
وجدد شكره لهم " نعم، وصل أسطول الصمود العالمي رغم الحصار الإسرائيلي، ورغم سيطرة الجيش الإسرائيلي على سفن الأسطول، فقد وصلوا، والدليل أن غزة ما زالت صامدة".
وأضاف، "غزة صامدة بهمتكم، وصادمة بتضامنكم، وصامدة بإرادتكم وإنسانيتكم، وأنتم تمثلون أكثر من 40 دولة، بل تمثلون الإنسانية كلها، وتمثلون شعوب الأرض التي عافت العفن الإسرائيلي، وملت من الإرهاب الصهيوني..".
https://x.com/FayezShamm18239/status/1973695693186318709
حساب فاطمئن قالت: "قافلة الصمود كان من أهدافها توصل أكل حتى لو بكميات مش كبيرة، لكن مقدروش يوصلوا، بسببها و بسبب قربها، انسحبت قوات الخنازير البحرية اللي كانت بتنشن على أي صياد يحاول يصطاد، و قدروا الصيادين يدخلوا يصطادوا صيد كبير نيّم بطون جعانة شبعانة أخيرا
وصلت القافلة، و إن لم تصل.".
الكاتب أحمد دعدوش نقل صورة للمشهد بعد اعتقال نحو 400 ناشط ومتطوع عالمي منهم عربا عبر فيسبوك وهو "وزير الأمن القومي الإرهابي أيتمار بن غفير سارع إلى ميناء أسدود ليستعرض قوته أمام ناشطي أسطول الصمود، والذين لم يقصّروا في الهتاف ضده".
وتساءل: "لماذا لم يتجرأ حاكم أي دولة على تحريك سفينة مساعدات واحدة وعليها وفد رسمي لإعلان التضامن مع المدنيين المحاصَرين؟"
وأوضح أنه "في 2012 أرسل الرئيس الشهيد محمد مرسي رئيس الوزراء المصري هشام قنديل إلى غزة وهي تُقصف، فاضطر الإرهابي نتنياهو إلى وقف القصف، واليوم تستمر الإبادة منذ سنتين بلا أي تحرك مصري أو عربي يُذكر! والمقصود بالتحرك هنا هو تحريك أسطول أو زيارة مسؤول رسمي إلى مخيمات غزة وليس تحريك الجيوش ولا دعم المقاومة".
وتابع: "من المؤسف أن تركيا نفسها التي حرّكت في 2010 أسطول الحرية تعرقل الآن إرسال أسطول مماثل من قبل منظمات تركية، بدلا من أن تبادر الحكومة بنفسها لإرسال الأسطول وبمهمة رسمية. في 2010 استشهد عشرة أتراك على متن سفينة "مافي مرمرة" واندلعت أزمة دبلوماسية، ثم انتهت باعتذار الاحتلال من تركيا، فهل تخشى تركيا الآن اندلاع حرب إذا اعتدى الإرهابيون على أسطول تركي؟".
وتساءل مجددا "هل بات الجميع يخشى مصير إيران وحزب الله؟ وهل يُعقل أن جماعة الحوثي هي الجهة الرسمية الوحيدة التي ما زالت تتجرأ على التحدي عسكريا؟!".
واعتبر أن ما يحدث أمام العنت الصهيوأمريكي "..الخذلان الرسمي .. لحكومات المنطقة هو الذي سيهدد العروش وليس العكس، فالشعوب الغاضبة لم تعد تحترم حكامها، وإنقاذ غزة لم يعد مسألة إنسانية فقط، بل شعوب العالم كلها تتساءل لماذا يُعربد بضعة إرهابيين ولا يجرؤ أحد على التفكير في فك الحصار عن المدنيين فضلا عن تحريك الجيوش لصدّهم؟!
إلى أعماق القلوب
وعن رسالة المتطوعين والناشطين قال الصحفي أحمد سالم: " نعم؛ لقد وصلوا بالفعل.. وصلوا إلى أعماق قلوبنا وتركوا أثرًا لا يُمحى، لم يكسروا الحصار، لكنهم حطموا صمت العالم، وأشعلوا فينا شعورًا بالدفء والأمل، وجعلونا ندرك أن أهل عْرْة ليسوا وحدهم، وأن هناك من يفكر بهم، ويدعمهم، ويشاركهم نبض حياتهم وأحلامهم… إنهم متطوعي أسطول كسر الحصار وإغاثة القطاع.".
الأوربيون لن يصمتوا كما نحن
أما الكاتب على فيسبوك تامر شيرين شوقي فكتب "إذا كنت تظن أن هدف أسطول الصمود هو الوصول إلى غزة، فأنت مخطئ و حتى لو كان قد وصل"، متسائلا : "ما حجم المساعدات التي يحملها اسطول مكون من مراكب صغيرة ل ٢ مليون مشرد؟ ليس الهدف هو الوصول حتى و إن كنا نتمناه.. الهدف هو ما يحدث حاليا.. الهدف أن يتدخل العدو بكل غلظة و قوة ضد سفن الأسطول.. "
وقال: "أغلب من على تلك السفن أوروبيون.. هؤلاء لهم حقوق و أصوات لا نعرفها في بلادنا.. ستنقلب أوروبا كاملة غدا على كيان العدو.. و ستشهد أوروبا مظاهرات و إضرابات و مؤتمرات منددة بالعدو و أفعال العدو في غزة.. ستنتفض اوروبا غدا و بعد غد و سأذكركم.. وقع العدو في شر أعماله..".
وأضاف "و جاء هجوم العدو على الأسطول و منعه و اعتقال أفراده في وقت رائع جدا تستطيع معه المقاومة الفلسطينية أن ترفض الخطة الأمريكية المذلة للسلام، و ستجد في أوروبا و من داخل أمريكا نفسها من يؤيد وجهة النظر الفلسطينية..".
ورأى أنه "طوال عامين من التضحيات و الدماء و الشهداء استطاعت فلسطين تغيير الرأي العام العالمي و إظهار حقيقة العدو و بشاعة الاحتلال، يقولون في الأمثال: من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم، و العدو عاشر العرب ٧٧ عاما حتى صار مثلهم في الغباء، كل يوم نقطع خطوة جديدة و لو قصيرة و لو مكلفة و لو ثمنها دماء الشهداء نحو فلسطين الحرة.. سننتصر…طال الوقت أم قصر .. شكرا أسطول الصمود عشتم و عاشت فلسطين ".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=780782868117235&set=a.104520735743455
واتفق معه هاني صبحي Hany Sobhy قائلا: "سيدنا نوح مبناش سفينة للحرب والاحتلال، وكل من صدّق دعوته مكانش في نيته أثناء الصعود على ضهر السفينة الغزو والاستعمار، السفينة كانت في حد ذاتها طوق النجاة، والكنز كان في الرحلة نفسها مش مكافأة وقت الوصول".
أسطول الصمود وصل وحقق هدفه قبل حتى محركاته ما تدور وتنطلق، سفينة نوح تحولت لأسطول من السفن يحمل على سطحه ضمير الإنسانية ممثلا في أنضف وأنزه وأجمل بشر محملين برسالة حق وانحياز لأعدل وأنصع قضية إنسانية، ورسالة دعم وتضامن غير مشروط لأطهر بقعة وأشرف شعب ضد أقذر فئة بشرية عرفها التاريخ..".
وأضاف، "سفينة نوح الجديدة لم تأتِ لإشباع كل جائع، أو إنقاذ كل مشرد ونازح ، أو صد عدوان حقير ودموي وعنصري ، لكن المؤكد أن صيحاتها سمعتها الأرض من أقصاها لأقصاها: غزة لن تبقى وحدها، غزة لن تموت، غزة لن تكون منتجعات سياحية ومشاريع عقارية واستثمارية لرأسمالية قذرة منحطة لا تتورع عن تشييد الفنادق والشواطئ الخلابة فوق عظام وجماجم الأبرياء، لن نشكركم أعزائي ركاب أسطول الصمود.. إحنا أصغر وأدنى من إننا حتى نوجه لكم الشكر".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=122145976400644977&set=a.122096735360644977
وأعربت دول منها بريطانيا وأستراليا وماليزيا، عن قلقها من اعتراض "إسرائيل" للأسطول، ودعت إلى ضمان وصول المساعدات إلى القطاع دون عرقلة.
وضم الأسطول أكثر من 443 متطوعاً من 47 دولة محتجزون بشكل غير قانوني بعد اعتراض الأسطول من قبل الاحتلال وتعرض المشاركون
لهجوم بمدافع المياه ورش بمياه عادمة والتشويش على اتصالاتهم
وعلى متن القوارب نحو 500 ناشط وصحفي:
تركيا 56
إسبانيا 49
إيطاليا 48
فرنسا 33
تونس 28
ماليزيا 27
اليونان 26
الولايات المتحدة الأمريكية 22
ألمانيا 19
سويسرا 19
الجزائر 17
أيرلندا 16
بريطانيا العظمى 15
البرازيل 14
السويد 10
هولندا 10
الكويت 3
مصر صحفيتان