قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس إنه ينبغي إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة يوم الاثنين أو الثلاثاء من الأسبوع المقبل، وإنه يأمل حضور مراسم في مصر لتوقيع اتفاق يشمل هذه الخطوة إلى جانب وقف إطلاق النار في غزة. وقال ترامب إن المفاوضات خلال الأيام الماضية أدت إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
وأضاف ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: "سيعود الرهائن الاثنين أو الثلاثاء. سأكون هناك على الأرجح. آمل بأن أكون هناك. نخطط للمغادرة في وقت ما يوم الأحد، وأتطلع لذلك"، مشددا على أنه "لن يُجبر أحدا على مغادرة غزة".
وافتتح ترامب اجتماعا لإدارته في البيت الأبيض بمناقشة اتفاق تسنى التوصل إليه أمس الأربعاء، وسيتم بموجبه تحرير المحتجزين الإسرائيليين في المرحلة الأولى من خطة أوسع نطاقا بشأن غزة. وعبر عن اعتقاده بأن ذلك سيؤدي إلى "سلام دائم".
وأضاف ترامب أن الخطة تقضي بإعادة بناء غزة تدريجيا، في إشارة إلى خطط إعادة إعمار القطاع الفلسطيني. ولم يُقدم أي تفاصيل. ومن المتوقع أن تفرج حماس عن المحتجزين العشرين الأحياء دفعة واحدة، بعد 72 ساعة من بدء وقف إطلاق النار. وقال ترامب: "سنستعيد الرهائن يوم الثلاثاء.. الاثنين أو الثلاثاء، وسيكون ذلك يوما مليئا بالفرح". وأضاف أنه سيحاول التوجه إلى الشرق الأوسط لحضور حفل توقيع الاتفاق في مصر. ويبذل البيت الأبيض قصارى جهده لوضع تفاصيل الزيارة التي رُتبت على عجل. وبينما لا تزال هناك تساؤلات حيال ما سيحدث في المنطقة على المدى الطويل، قال ترامب إنه يأمل أن يؤدي ذلك إلى "سلام دائم".
وفي تصريح لاحق، كشف ترامب أن المرحلة المقبلة من الاتفاق بشأن غزة ستشهد نزع السلاح، قائلاً: "سيكون هناك نزع سلاح وانسحاب بعد إطلاق سراح الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين). وأعلن أنه سيلتزم "بما هو متفق عليه بشأن حل الدولتين"، من دون أن يوضح إن كان هذا الالتزام يشمل أيضاً الاحتلال الإسرائيلي. وأردف: "سنؤسس شيئاً في غزة يمكن للناس العيش فيه".
وفي وقت سابق، ذكر ترامب أنه قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مكالمة هاتفيه معه عقب الاتفاق على المرحلة الأولى من اتفاق السلام، اليوم الخميس، إنه "لا يمكن أن تحارب العالم"، معبراً عن امتنانه للدول التي ساعدت في الوصول إلى هذا الاتفاق.
من ناحية أخرى، اعتبر ترامب أن "الهجوم على إيران كان مهماً للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة"، في إشارة إلى المشاركة الأميركية في الحرب الإسرائيلية على إيران في يونيو/ حزيران الماضي، وقصفها منشآت نووية محصنة. وشدد على أن إيران "لن يمكنها الحصول على سلاح نووي"، مضيفاً: "إيران أبلغتنا بأنها تريد السلام ونود أن نراهم قادرين على بناء بلدهم".
وقال ترامب في تصريحات هاتفية لشبكة فوكس نيوز عقب إعلان التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس: "سنحصل على السلام، وخلال فترة، أعتقد أن إيران ستكون جزءاً فعلياً من معادلة السلام".
وأرجع ترامب الاتفاق إلى "الموهبة" وإلى "درجة من الحظ" في التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وحركة حماس، وقال في هذا السياق: "لقد تضافرت جهود دول العالم أجمع حول هذا الاتفاق. دول كثيرة لم تكن لتخطر على بال أحد". ووصف ترامب إيران الآن بأنها "مختلفة"، فاتحاً الباب لاتفاق معها، وقال: "لقد باركوا الصفقة، هذا شيء هائل. سنحصل على السلام، وبالمناسبة أعتقد أن إيران ستكون جزءاً من اتفاق السلام بأكمله".
وبشأن توقعه لمستقبل غزة، أوضح أنه "سيكون هناك سلام في قطاع غزة، وسيكون أكثر أماناً بكثير ومكاناً سيعاد بناؤه. ستساعد دول بالمنطقة في إعادة بنائه"، وعبر عن ثقته بأنه سيكون هناك سلام في الشرق الأوسط، مضيفاً أن "مجلس السلام سيكون قوياً"، وستكون له "علاقة كبيرة بالوضع في غزة بأكمله وسيتم الاعتناء بالناس وسيكون مكاناً مختلفاً"، وتوقع أن يُفرَج عن المحتجزين بحلول يوم الاثنين المقبل.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس إن ترامب الذي أعلن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يجب أن يُمنح جائزة نوبل للسلام. وجاء في منشور على الحساب الرسمي لديوان نتنياهو على منصة إكس: "امنحوا دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام فهو يستحقها". من جانبه، أبدى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الخميس التزام إسرائيل بخطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة. وقال ساعر، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز رداً على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستنسحب من القطاع: "نحن ملتزمون بخطة ترامب".
وأعلن الرئيس الأميركي، اليوم الخميس، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، وذلك بعد يومين من المفاوضات في مدينة شرم الشيخ برعاية مصرية وقطرية وأميركية وتركية. وكتب ترامب على حسابه في منصة "تروث سوشال": "يسعدني أن أعلن أن إسرائيل وحماس وقّعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام"، مضيفاً أن الاتفاق "يعني إطلاق سراح جميع الرهائن قريباً جداً، وسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه في خطوات أولى نحو سلام قوي ودائم".