من لقاءات السيسي ونتياهو إلي زيارة رئيس المخابرات ..فصول جديدة من التحالف مع الكيان الصهيونى

- ‎فيتقارير

من لقاءات السيسي ونتنياهو إلى زيارة رئيس المخابرات لتل أبيب — فصول جديدة من التحالف بين نظام السيسي والكيان الصهيوني

 

 في مشهد يكشف عمق التحالف المتنامي بين نظام عبد الفتاح السيسي والكيان الصهيوني، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن لقاء جمع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو برئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد في تل أبيب، لبحث ما وصفته بـ"تعزيز التعاون الثنائي ودعم خطة ترامب بشأن غزة".

 

 الزيارة التي جاءت بعد أيام من تصريحات أمريكية حول إعادة ترتيب الوضع في القطاع، تمثل حلقة جديدة في مسلسل التطبيع والتنسيق الأمني بين القاهرة وتل أبيب، والذي بلغ ذروته خلال السنوات الأخيرة، بعدما تجاوز اللقاءات السرية إلى تعاون اقتصادي وأمني معلن، شمل مرور شحنات السلاح الإسرائيلي عبر قناة السويس، ومدّ الاحتلال بالغذاء والمواد الزراعية حتى في أوج عدوانه على غزة.

 علاقات تتعمق رغم الدم الفلسطيني منذ انقلاب السيسي في 2013، تكررت لقاءاته مع نتنياهو سراً وعلناً — في نيويورك، وشرم الشيخ، والعلمين — وسط تكتم مصري رسمي يقابله احتفاء من حكومة الاحتلال التي اعتبرت السيسي "كنزاً استراتيجياً" جديداً بعد مبارك.

 

وخلال العدوان الأخير على غزة، التزمت القاهرة الصمت تجاه المجازر التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في الوقت الذي فتحت فيه أجواءها وموانئها أمام شحنات تمرّ للكيان الصهيوني.

 

 رشاد في تل أبيب: تثبيت الهدنة أم شرعنة الاحتلال؟ اللواء حسن رشاد، الذي وصل اليوم إلى الأراضي المحتلة، يجري مباحثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين حول ما تصفه القاهرة بـ"تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية"، وهي الصيغة التي اعتاد النظام استخدامها لتغطية دوره الحقيقي في حفظ أمن الاحتلال وضبط المقاومة الفلسطينية داخل غزة وسيناء.

 

 وبحسب ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" الموالية للنظام، تأتي الزيارة في إطار "تحرك مصري واسع لتثبيت اتفاق الهدنة"، بوساطة مشتركة من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، بعد حرب مدمّرة استمرت أكثر من عامين.

 

 إلا أن محللين يرون أن تحركات المخابرات المصرية باتت تُدار ضمن أجندة أمريكية – إسرائيلية تهدف إلى فرض ترتيبات جديدة في غزة تُقصي المقاومة وتُكرّس السيطرة الأمنية الإسرائيلية من خلف الستار.

 مؤشرات على تنسيق ثلاثي المصادر العبرية كشفت أن رئيس المخابرات المصرية سيلتقي أيضاً المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لبحث آليات تنفيذ مقترح ترامب بشأن "إعادة إعمار غزة" وبدء مسار تفاوضي جديد بين الاحتلال والفلسطينيين، في إطار ترتيبات ما بعد الحرب.

 

هذه اللقاءات تكشف عن مرحلة جديدة من التنسيق الثلاثي بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن، حيث يسعى السيسي إلى تثبيت نفسه كوسيط لا غنى عنه في الملف الفلسطيني، رغم تورطه في حصار غزة وتشديد الخناق على سكانها لعقد كامل.

خلاصة المشهد بينما يروّج الإعلام الرسمي المصري لخطاب "الوساطة والسلام"، تتسارع الخطوات الواقعية نحو شراكة أمنية واقتصادية كاملة مع الاحتلال، تُفرّغ الموقف المصري التاريخي من معناه، وتحول النظام الحالي إلى شريك فعلي في تثبيت الاحتلال لا في مقاومته.

 فمن مقابلات السيسي المتكررة مع نتنياهو، إلى زيارة رئيس مخابراته لتل أبيب، تتضح ملامح تحالف وظيفي يخدم الكيان الصهيوني في حصار غزة وتطويق المقاومة، مقابل دعم غربي لبقاء النظام وتجاهل سجله الأسود في القمع وحقوق الإنسان.