بعد دعوة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي من المصريين التبرع لإعادة إعمار غزة، تفاعل ناشطون ومراقبون على منصة إكس يحاولون كشف السبب وراء الدعوة التي تأخرت منه على مدى عامين لم يطلب فيهما التبرع رسميا لغزة، وكان حديثه عن صعوبة إدخال المساعدات وحديث رئيس الحكومة عن تلف المساعدات المتراكمة في العريش وإعدامها مما كلف الخزينة مصاريف الإعدام.
وتزامنت الدعوة مع ضغوط اقتصادية داخلية حيث جاءت دعوة السيسي مباشرة بعد إعلان رفع أسعار الوقود في مصر، ما أثار جدلاً واسعاً بين المواطنين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة. البعض رأى أن توقيت الدعوة غير مناسب، خاصة أن المصريين يواجهون تحديات اقتصادية كبيرة.
وأشار إلى أن التحضير لمؤتمر دولي فيها الدعوة بالتزامن مع إعلان مصر عن استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في نوفمبر 2025، ما يشير إلى رغبة في تنسيق الجهود الشعبية مع التحركات الدولية أو اعتباره بوابة للمساعدات (كله بثمنه 35 ألف دولار للشاحنة التجارية و25ألف دولار لشاحنة المساعدات بحسب تقرير الجارديان)
وأثارت الدعوة انقساماً في الرأي العام المصري، بين من اعتبرها واجباً إنسانياً، ومن رأى أنها عبء إضافي على المواطنين في ظل الأزمة الاقتصادية.
ولم تكن هناك آلية وطنية منظمة لجمع التبرعات من المواطنين، وهو ما دفع السيسي الآن لتكليف الحكومة بإنشائها، مما يفسر جزئياً غياب الدعوة في السابق.
وجاءت الدعوة في لحظة حساسة، تجمع بين التحديات الاقتصادية الداخلية والرغبة في تأكيد الدور المصري الإقليمي والإنساني.
البعض يراها محاولة لإشراك الشعب في قضية قومية، وآخرون يرون أنها جاءت متأخرة أو غير مناسبة.
وذكرّت فدوى بركات بالمساعدات التالفة وقالت عبر @FadwaBarak38586: "يتجرأ على إدخالها و أتلفت بسبب المدة و لأسباب أخرى كان ممكنا أن تشبع الشعب المصري كله قبل شعب غزة، و هذه أعمال ليست للعبيد بغض النظر من هم لك".
https://x.com/FadwaBarak38586/status/1980646696972611699
كيف تلقت اللجان الدعوة
والدعوة للتبرع لإعادة إعمار غزة جاءت بعد عامين من الحرب، ويبدو أن توقيتها مرتبط بتطورات اقتصادية داخلية في مصر وظروف سياسية إقليمية، وليس فقط بالأوضاع في غزة، إلا أنه رغم الأسباب المحتملة لتأخر الدعوة هو التخلي عن الدعوة حيث تسلط إعلاميو المتحدة بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية @aawsat_News إلى انتقاد الدعوة بحجة ما قاله الذراع الإعلامي المحلي وهو ينتقد دعوة السيسي، قائلاً :إن "دخل المواطن المصري أقل بكثير من دخل المواطن الغزاوي".
وتلقفت اللجان مثل "السوبي" و"سمية عسلة" الدعوة وقال سلوى السوبي إن "بس المهم تعرفوا ليه السيسي طالب بالتبرع لغزة علشان يقطع خط التبرع.. لحرامية حماس الإخوانجية".
وقالت @ssherin_soliman أن "المصري أولى من الفلسطيني.. من السوري.. من السوداني.. من اليمني.. من الليبي.. أولى من كل جنسيات العالم." والسبب برأيه اللجنة لخصه الهاشتاج #ارفض_التبرع_لإعمار_غزة_من_جيوب_المصريين_الغلابة.
حتى إن بعض اللجان نسب 700 ألف طن دخل للقطاع على مدى عامين لتبرعات جميعات السيسي؟! وادعى أن "الدولة كانت تتحرك على المستوى الرسمي دون دعوة شعبية للتبرع."؟!
العب غيرها
وعلى النقيض حذر مراقبون من البؤرة المعدومة للتوصل لعاطفة المصريين واستدرار أموالهم لصالح الصندوق المبهم "تحيا مصر" وكتب حساب @AdasaMasr "السيسي بيلعبها صح: يحاصر غزة، يرفع البنزين، وبعدين يقول للشعب “اتبرعوا”! 😂.. بقى اللي واقف على الباب ماسك المفتاح هو نفسه اللي بيطلب التبرع للمفتاح، سياسة جديدة اسمها “خنق وبعدها ترميم”!".
https://x.com/AdasaMasr/status/1980993036932038866
وقال الكبير أوي @3abersabel75: "إحنا مع التبرع لغزة، ولكن ليس من خلال عصابة السيسي والأربعين حرامي".
https://x.com/3abersabel75/status/1981011524228710801
وأوضح الكاتب نظام المهداوي – @NezamMahdawi أنه ".. حين يرفع #السيسي سعر البنزين على مواطنيه الذين يعانون الأمرَّين، ثم يخرج بعد أيام ليطالبهم بالتبرع لإعادة بناء #غزة، فذلك ليس أمرًا عشوائيًا أو مصادفة، بل له دلالات في علم النفس السياسي.
1. المستوى الاستراتيجي – التحكم في الغضب الداخلي
وتحت هذا البند لفت إلى ان النظام يعيش "في توترٍ دائم مع الشارع بسبب الأوضاع الاقتصادية الخانقة، وفي مثل هذه الحالات، تلجأ الأنظمة السلطوية إلى تحويل وجهة الغضب من الداخل إلى الخارج أو إلى طرفٍ ثالث.".
وأبان أنه "عندما يمنع النظام المساعدات عن غزة، ثم يفتح الباب لما يسميه «تبرعات الإعمار»، فهو يفرّغ الغضب الشعبي في اتجاهٍ آخر: فالمواطن المصري البسيط يرى أن الفلسطينيين سببٌ إضافيٌّ لأزماته، لا أن النظام هو السبب، وهكذا تُنشأ فجوة وجدانية بين شعبين كانا حليفين في الضمير العام.".
واعتبر أن ذلك "..تكتيك نفسيٌّ متعمَّد لإعادة توجيه المشاعر؛ فالنظام يعلم أن «العدو الخارجي يوحّد الشعوب»، أما «الجار المرهق» فيقسّمها، وهو يختار الثانية لأنها تخدم استقراره الداخلي.".
2. المستوى الرمزي – تزييف صورة البطولة
ورأى مهداوي أنه "حين يُحاصر النظامُ غزة، ثم يظهر لاحقًا في صورة «الوسيط الرحيم» أو «باني الإعمار»، فهذه محاولة لترميم صورته أمام الخارج، لا الداخل".
ورأى أن الرسالة الموجَّهة إلى واشنطن وتل أبيب واضحة من السيسي "أنا الممسك بالمفتاح الأمني لغزة، وأنا الوحيد القادر على إعادة إعمارها، ولا يمكن تجاوزي".
وأشار إلى أن السيسي يرى "أن إعادة إعمار غزة ستدر عليه مليارات الدولارات، وأن هناك ثمنًا يجب دفعه له مقابل إرسال جيشه إلى القطاع وترؤسه لقوةٍ مكوّنةٍ من عدة جيوشٍ إسلامية.. ".
وأكد أنه بهذا الشكل ".. يصبح أكبر خائني غزة والمتآمرين عليها هو أكبر المستفيدين منها." مشددا على أن "وقف إطلاق النار منح السيسي دفعةً دوليةً بعد انحسار دور #مصر، وهو لا يريد بعد الحرب أن يحتكر إعادة الإعمار أحدٌ سواه عن طريق العرجاني وشركاتٍ تابعةٍ للجيش المصري.".
https://twitter.com/NezamMahdawi/status/1980315813866246556