يتقدّم زهُران ممداني بقوة نحو ثاني أعلى منصب في أميركا، عمدة نيويورك، حتى أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عرض أن يكون مستشاراً له في حال فوزه في الانتخابات.
وتلقى ممداني تهديدا علنيا من ترامب من أجل التأثير على نتائج انتخابات نيويورك؛ بعدما وصف زهران ممداني بـ"الشيوعي"، وتوعد بقطع التمويل الفيدرالي عن المدينة، فيما يرد ممداني بثبات: "ما قاله ترامب لا أساس قانوني له، بل هو محض تهديد".
ويتصدر ممداني السباق لرئاسة بلدية نيويورك، ويُعد الأوفر حظًا للفوز بالمنصب، وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة حتى نوفمبر 2025، رغم حملات التشويه والهجمات العنصرية التي يتعرض لها من خصومه الجمهوريين.
ومع تقدم ممداني بعد فوزه الحاسم في التمهيديات كشف تراجع شعبية كومو في الولاية. كما أن موقفه من حرب غزة مقبول لدى أغلبية سكان المدينة ومعهم شباب يهود غاضبون من نتنياهو. حتى أن ترامب اتهم هؤلاء الشباب بالغباء!
وفي رأي البعض فإن ترامب “يريد” فوز ممداني 100%، لأنه يحتاج خصمًا شابًا، مهاجرًا، مسلمًا ليشعل به قاعدته الانتخابية باستمرار.
وتوجه 26 من المليارديرات اليهود في نيويورك إلى دفع نحو 22 مليون دولار لاسقاط أول مرشح مسلم لعمدة نيويورك بخلاف أموال أخري جمعتها مجموعات دعاية تابعه لهم ضده أيضا؟!
ويبدو أن هناك حالة سعار من هؤلاء المليارديرات وحملات اعلامية وعنصرية من اليهود الأثرياء لتشويه ومنع انتخاب المرشح المسلم لعمدة مدينة نيويورك (زهران ممداني) ليس بسبب ديانته (ربما أيضا) ولكن بسبب الخوف من تأثير برنامجه الاقتصادي علي البيزنس الخاص بهم، بحسب الكاتب محمد جمال عرفة.
ووفقا لتحليل المجلة تبرع هؤلاء المليارديرات لدعم حملات المعارضة، وأغرقوا موجات الأثير وصناديق بريد سكان نيويورك برسائل معادية لممداني إلا أن المفارقة كانت على حد قول البعض اتهامهم للعرب والمسلمين بالعنصرية.
ونشر محمد شهود Mohamed Shohood مقالا بعنوان "القاهرة 2013 بعيون زهران ممداني.. فتى شارع البستان وعمدة نيويورك المحتمل" ونُشر المقال على موقع Bowdoin Orient (صحيفة كلية بودوين) بعنوان “Bearded in Cairo” بتاريخ 6 أغسطس 2013.
ووصل الكاتب إلى القاهرة في 19 يونيو، قبل 11 يومًا من احتجاجات 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس محمد مرسي. واستقر في شقة قريبة من ميدان التحرير، وبدأ تجربة ثقافية ولغوية غنية، حيث التحق بدورة مكثفة لتعلم العربية.
ولم يستخدم كلمة "انقلاب" بشكل مباشر في وصف ما حدث في مصر في 3 يوليو 2013، لكنه أوحى بذلك بوضوح من خلال اللغة والسياق، وعبّر عن موقف نقدي تجاه تدخل الجيش وعزل الرئيس محمد مرسي.
وقال إن الجيش أطاح برئيس منتخب وتحول إلى رأس الدولة الفعلي، وأضاف: "وهو ليس مسارًا ديمقراطيًا كما قد يراه معظم الأميركيين."
وأشار إلى أن دافعي الضرائب الأميركيين يواصلون تمويل الجيش المصري بمليار و300 مليون دولار سنويًا، مما يربط بين الدعم الخارجي والانقلاب الضمني على المسار الديمقراطي.
ووصف المشهد السياسي بعد عزل مرسي بأنه تحالف هش قائم على رفض الإخوان فقط، وليس على مشروع سياسي متماسك، مما يعكس نقدًا ضمنيًا للشرعية السياسية لما حدث.
رؤيته للانقلاب
وفي مقاله لم يستخدم مصطلح "انقلاب" صراحة، فإن الكاتب وصف ما حدث بلغة تُفهم على أنه انقلاب عسكري على رئيس منتخب، مع نقد واضح للدور الأميركي في دعم هذا التحول.
ورغم دراسته للفصحى، اكتشف أن المصريين يتحدثون العامية، مما جعله يبدو كمن يتحدث بلغة شكسبير في لندن المعاصرة. كما أدرك أن مظهره (بشرته البنية، اسمه المسلم، لحيته) منحه حرية في التنقل، لكنه أيضًا جعله عرضة لسوء الفهم، حيث اعتُبر "إخوانيًا" بسبب لحيته.
وشهد مظاهرات ميدان التحرير قبل 30 يونيو، وتأثر بجو النشوة الجماهيرية. أدرك كيف أن الثورة تمنح صوتًا لمن لم يكن له صوت، لكنها لا تُسقط كل الحواجز، إذ لاحظ استمرار التحرش الجنسي بالنساء رغم الحشود.
وقرر تهذيب لحيته بعد أن لاحظ الربط الشعبي بين اللحية والانتماء للإخوان. رأى في ذلك تنازلًا عن رمزية التحدي، لكنه أدرك أن اللحية في مصر وأمريكا تحمل دلالات سياسية وثقافية متشابكة.
المشهد السياسي
ورأى ممداني أن الصراع في مصر ليس ثنائيًا، بل متعدد الأطراف: "تمرد"، "الفلول"، الجيش، الإخوان. لكن ما يجمعهم هو رفض الإخوان، وهو تحالف هش. كما انتقد الدعم الأمريكي المستمر للجيش المصري رغم انقلابه على المسار الديمقراطي.
وغادر القاهرة في 5 يوليو بضغط من والديه بعد عزل مرسي، ثم عاد في 21 يوليو. حيث لاحظ تغيرًا في سلوك أستاذه المؤيد للإخوان، الذي حلق لحيته خوفًا من الخطاب المعادي. كما نصحه بعدم التحدث بالعربية في الشارع حتى لا يُظن أنه سوري.
ملامح رؤيته للإخوان:
ويميز ممداني بين المظهر والانتماء فأشار إلى أن اللحية في مصر تُقرأ سياسيًا، وغالبًا ما تُربط بالإخوان، حتى لو لم يكن صاحبها منتمياً لهم ونقل عن أصدقائه المصريين بعضهم وصفوا مظهره بـ"الإخواني"، رغم أنه لم يكن كذلك، مما يعكس الحمولة الرمزية الثقيلة للمظهر الديني في السياق المصري.
وتفهم ممداني مظلومية الإخوان دون تبنٍ، فهو لا يدافع عن الإخوان كتنظيم، لكنه يُظهر تفهمًا للقلق من شيطنتهم، خاصة بعد 3 يوليو 2013.
وسجل ملاحظة من أن التحالف المناهض للإخوان ضم أطرافًا متناقضة (الجيش، الفلول، اليسار)، وأن ما يجمعهم هو فقط رفض الجماعة، وهو ما يراه أساسًا هشًا لأي شراكة سياسية.
وأشار إلى أن أستاذه المصري، الذي كان يُظهر تعاطفًا مع الإخوان، حلق لحيته خوفًا من المضايقات، وطلب من الكاتب أن يتحدث بالإنجليزية حتى لا يُظن أنه سوري أو إخواني. مما يعكس مناخًا من الخوف والقمع الرمزي، لا يقتصر على المنتمين فعليًا للجماعة، بل يشمل من يشبههم شكلاً أو لهجة.
ورفض ممداني في مقاله تصوير الصراع في مصر كصراع بين "الإخوان" و"الشعب"، ويؤكد أن المشهد أكثر تعقيدًا، ويشمل أطرافًا متعددة ومصالح متشابكة.
ورأى أن الجيش، بدعم أمريكي، أطاح بمسار ديمقراطي، حتى لو كان الإخوان طرفًا فيه، مما يطرح تساؤلات حول دور الخارج في الداخل المصري.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=24960730240261503&set=a.181363685291502
https://bowdoinorient.com/bonus/article/8376/