واصلت قوات الاحتلال الصهيوني اليوم خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار، وهاجمت مناطق متفرقة في قطاع غزة، ما أدى إلى وقوع عشرات الشهداء والمصابين.
من جانبها أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني إلى 70112 شهيدا و170986 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.
وقالت الوزارة: إن "مستشفيات القطاع استقبلت 9 شهداء جراء غارات الاحتلال خلال 24 ساعة".
دفن 15 شهيدا
في سياق متصل، قررت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الاثنين، دفن 15 شهيدا مجهولي الهوية كانت جثامينهم محتجزة لدى سلطات الاحتلال، بعد تعذر التعرف عليهم رغم محاولات الفحص.
يأتي ذلك ضمن عملية تبادل الأسرى حسب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، حيث سلم الاحتلال عشرات جثامين الشهداء مقابل تسليم المقاومة الفلسطينية جثث أسرى صهاينة.
كانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت الأربعاء الماضي تسلم جثامين 15 شهيدا عبر الصليب الأحمر ليرتفع عدد الجثامين التي تم استلامها إلى 345 جثمانا، ولم تتمكن من كشف هوية سوى 99 شهيدا منهم.
خطة ترامب
يأتي ذلك في وقت تواجه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنشر قوة استقرار دولية في قطاع غزة عراقيل متلاحقة، بعدما أبدت عدة دول تخوفها من إرسال جنود في ظل استمرار الانتهاكات الصهيونية والغارات الجوية .
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير نشرته اليوم : "رغم أن القوة الدولية تمثل الركيزة الأساسية لخطة الإدارة الأمريكية، لإرساء وقف إطلاق النار وتأمين القطاع، فإن تصاعد القصف الصهيوني خلال الأيام الماضية، دفع الدول المرشحة للمشاركة إلى إعادة حساباتها، وأثار مخاوف من التورط في اشتباكات قد تستهدف المدنيين الفلسطينيين، أو تضع القوات الدولية في مواجهة مباشرة مع الاحتلال.
وأشار التقرير إلى أن قوة الاستقرار الدولية المقرر نشرها في غزة تشكل أحد أعمدة الخطة التي أقرها مجلس الأمن الدولي في 17 نوفمبر، الماضي وتهدف إلى:
نزع السلاح داخل قطاع غزة.
تأمين الحدود ومنع تجدد القتال.
حماية المدنيين والمرافق الحيوية.
دعم جهود الإغاثة الإنسانية.
وكشفت الخطة أن القوة قد تتألف من 3 ألوية تضم ما بين 15 إلى 20 ألف جندي، بينما لا تزال قواعد الاشتباك وتفويض المهمة قيد النقاش بين الدول المشاركة.
كانت كل من إندونيسيا، أذربيجان، إيطاليا وباكستان قد أعلنت استعدادًا مبدئيًا لإرسال قوات، إلا أن بعض هذه الدول بدأت إعادة تقييم موقفها، نتيجة استمرار العمليات العسكرية الصهيونية.
20 ألف جندي
ونقلت “واشنطن بوست" عن مصدر مطلع على التخطيط الأمريكي أن القوة قد تضم ثلاث ألوية، أي نحو 15 ألف جندي، فيما قدر مصدر آخر العدد بـ20 ألف جندي، إلا أن الغموض لا يزال يحيط بتفاصيل الانتشار، وقواعد الاشتباك، والمهام الميدانية.
وأكد مسئول أمريكي أن الدعم اللوجستي والتدريب قد يستغرقان عدة أسابيع بعد تأكيد الدول المشاركة، بينما تأمل واشنطن في بدء النشر مع مطلع عام 2026، غير أن قائمة الدول المحتملة لا تزال غير ثابتة، ولا توجد التزامات مؤكدة حتى الآن.
في السياق، أوضحت وزارة الخارجية الإندونيسية أن رقم 20 ألف جندي يعكس الجاهزية العامة لقواتها لحفظ السلام، ولا يمثل التزاما مباشرا تجاه غزة.
توقف القتال بالكامل
وقدر مسؤولون أن الانتشار الأولي قد يقتصر على 1،200 جندي، يحتاجون إلى ستة أشهر ليكونوا مستعدين.
وأشار مسؤول إندونيسي آخر إلى أن عددا من الضباط أبدوا ترددا في المشاركة، خشية الانخراط في احتكاكات مسلحة مع الفصائل الفلسطينية.
أما أذربيجان، فأكدت أنها لن ترسل قوات إلا في حال توقف القتال بالكامل، ومن جانبها، قالت الحكومة الإيطالية: إنها "تدرس أفضل سبل المساهمة في القوة الدولية، مشيرة إلى استعدادها لتوسيع برامج تدريب الشرطة الفلسطينية، ودراسة المشاركة في عمليات إزالة الألغام".
وبحسب واشنطن بوست، فإن خطة غزة لا تزال في مراحلها الأولى، وتواجه حالة من الترقب الدولي وسط غياب الحماس المطلوب، مما يثير تساؤلات حول فرص تنفيذها ضمن الجدول الزمني الذي حددته إدارة ترامب.
مجلس سلام لإدارة غزة
يشار إلى أن المرحلة الثانية من خطة ترامب تشمل إنشاء مجلس سلام يتولى الإشراف على غزة لمدة عامين، إضافة إلى تشكيل لجنة فلسطينية من التكنوقراط لإدارة القطاع بشكل مدني.
لكن حتى الآن، لم يتم الإعلان رسميًا عن تشكيل المجلس، نتيجة تعقيدات التنسيق الدولي واستمرار الغارات الصهيونية، مع بقاء أجزاء واسعة من القطاع خارج السيطرة المستقرة.
وتثير الخطة العديد من التساؤلات حول أماكن انتشار القوات الدولية، خاصة في ظل هيمنة الاحتلال على أكثر من نصف القطاع رغم إعلان وقف إطلاق النار.
ومن بين أبرز التحديات:
هل ستتمركز القوات داخل مناطق سيطرة الاحتلال أم داخل المناطق النشطة لحماس؟
كيف سيتم التعامل مع أسلحة الفصائل؟
ما مدى قدرة القوة الدولية على العمل وسط غارات مستمرة؟
وتخشى الدول المساهمة من أن يصبح جنودها أهدافًا مباشرة في حال استمرار القصف الصهيوني أو اندلاع اشتباكات مفاجئة.