تسريب الذكرى الأولى لسقوطه.. “الأسد” يسبّ سوريا والغوطة ويهاجم حزب الله.. من المستفيد؟!

- ‎فيعربي ودولي

ارتبط اسم بشار الأسد مجددًا بالجدل في الذكرى الأولى لسقوطه في ديسمبر 2025، ليس عبر تصريحات رسمية، بل من خلال تسريبات صوتية ومرئية ظهرت بعد عام من انهيار نظامه. هذه التسريبات تضمنت سخرية من مسؤولين وجنود، وشتائم مرتبطة بمنطقة الغوطة، ما أثار موجة واسعة من الجدل بين السوريين الذين اعتبروا أن الأسد "سقط مرة أخرى في أعين مناصريه".

لكن السؤال الأبرز: لماذا يُسمح للأسد بالتصريح من روسيا؟ ومن له مصلحة في ذلك؟ الإجابة ترتبط بالاعتبارات السياسية والإعلامية أكثر من كونها مجرد حدث شخصي.

احتفاء سعودي وتسليط إعلامي

رئيس تحرير اندبندنت عربية عضوان الأحمري، المقرّب من محمد بن سلمان، تناول الموضوع عبر قنوات سعودية، مشيرًا إلى احتفاء سعودي بالذكرى الأولى لنجاح الثورة السورية في اقتلاع الأسد. وكتب الأحمري:
"بشار الذي كان يظهر كوحش يلتهم، أظهرته لونا الشبل كساذج مغفل، استطاعت تدجينه والتلاعب به، قبل أن ينتهي دورها بخمسة أشهر فقط من نهاية عهد الأسد كاملاً."

كما أفردت قناة الحدث مساحة لتعليقات محللين على التسريب، بينهم العقيد أحمد الحمادي الذي وصف الأسد بأنه "نرجسي"، مؤكّدًا أن كل همّه كان أن يصفّق له الجيش والشعب ويدافعان عن كرسي الحكم بدمائهما.

ورقة تفاوضية بيد موسكو

بقاء الأسد في روسيا، والتصريحات التي تُنشر عنه، يمنحان موسكو ورقة تفاوضية في ملفات الشرق الأوسط. فظهوره الإعلامي يذكّر خصوم روسيا بأنها كانت الحليف الأساسي له، وأنها ما زالت قادرة على حماية حلفائها حتى بعد سقوطهم. ويرى معلقون أن السماح بتسريبات أو تصريحات محدودة قد يكون وسيلة لتوجيه الرأي العام أو اختبار ردود الفعل، دون أن تتحمل موسكو مسؤولية رسمية عنها.

سقوط معنوي وسياسي

وجود الأسد في روسيا كلاجئ سياسي لم يمنع استمرار حضوره في الإعلام، لكن هذه المرة بصورة سلبية، حيث يُستخدم كلامه كدليل على انهيار صورته. محليًا، سواء في سوريا أو لبنان، عمّقت التسريبات الفجوة بين الأسد وحلفائه السابقين، وأعطت المعارضة مادة إضافية لتأكيد سقوطه المعنوي والسياسي.

الإعلام الغربي والعربي بدوره نشر هذه التسريبات ضمن بحثه عن قصص مثيرة، فيما أعاد السوريون تداول تصريحات الأسد ومواقفه الضعيفة.

خلفية السقوط والتسريبات

سقط النظام الأسدي في ديسمبر 2024، بعد أكثر من 50 عامًا من سيطرة عائلته على سوريا، حيث دخلت المعارضة دمشق وفرّ الأسد إلى روسيا حيث حصل على اللجوء.

وفي ديسمبر 2025، بثّت قنوات العربية والحدث تسجيلات مسربة للأسد وهو يقود سيارته برفقة مستشارته الإعلامية السابقة لونا الشبل (التي توفيت قبل نجاح الثورة). تضمنت التسجيلات شتائم قاسية مرتبطة بالغوطة، في إشارة إلى الهجوم الكيميائي عام 2013، وسخرية من مسؤولين في نظامه، ومن جنوده، وحتى من بعض أفراد عائلته.

أبرز ما ورد في التسريبات

  • قال الأسد: "يلعن أبو الغوطة"، مضيفًا لفريقه: "سندخل سقبا وكأني لا أعلم أنها تحررت."
  • سخر مع لونا الشبل من جنود ظهروا وهم يقبّلون يده في لقاءات سابقة.
  • قال للأسد إنه لا يشعر بشيء عند رؤية صوره في الشوارع.
  • سخرت لونا الشبل من وزير الداخلية: "شو مبسوط وزير الداخلية بالشرطة تبعه، وكل شوية ينزلوله خبر على الفيس."
  • قال الأسد عن الوضع في سوريا: "لا أشعر بالخجل فقط؛ بل بالقرف."
  • سخرت لونا من اللواء سهيل الحسن: "مو فاضي، حاطط رجله على جبل قاسيون وعم يتصوّر، ومعه مرافقون روس."
  • وفي مقطع آخر، قال الأسد ساخرًا من اسم عائلته: "يجب تغييره باسم حيوان آخر."

لاجئ سياسي، تُستخدم كورقة ضغط

السماح للأسد بالتصريح من روسيا ليس دعمًا سياسيًا مباشرًا، بل أقرب إلى إدارة مدروسة لصورته كلاجئ سياسي، تُستخدم كورقة ضغط أو مادة إعلامية. المستفيدون هم:

  • روسيا: التي تُظهر قدرتها على التحكم بالمشهد السوري حتى بعد سقوط النظام.
  • الإعلام: الذي يستثمر في الجدل ويبحث عن قصص مثيرة.
  • خصوم الأسد: الذين يوظفون هذه التصريحات لإضعاف إرثه وتأكيد سقوطه المعنوي والسياسي.