أجبرت “بن سلمان ” على لملمة سجادة مهرجان البحر الأحمر.. السيول تكشف هشاشة البنية التحتية وسط مواسم الترفيه

- ‎فيعربي ودولي

شهدت مدن سعودية كبرى مثل جدة ومكة والرياض خلال الأسابيع الماضية موجات أمطار غزيرة تحولت إلى سيول جارفة، أدت إلى غرق الشوارع والمنازل وتعطل حركة المرور وتلف مئات السيارات. تسبّبت السيول والأمطار الغزيرة في إيقاف فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي بشكل مفاجئ، بعدما شهدت المدينة فيضانات أعاقت الحركة وأجبرت إدارة المهرجان على تعليق العروض والأنشطة حرصًا على سلامة الحضور.

السيول كشفت عن هشاشة البنية التحتية، وأظهرت أن رؤية 2030 تواجه تحديًا حقيقيًا في الميدان. فبينما تُقام مواسم الترفيه وتُصرف المليارات على الفعاليات، تغرق المدن في ساعات قليلة من المطر، ما يضع السلطات أمام سؤال جوهري: هل الأولوية لبناء دولة حديثة قادرة على حماية مواطنيها، أم لمواسم الغناء والرقص التي لا تصمد أمام اختبار الطبيعة؟

وكان تأثير السيول فضيحة (لبلد تعتبر نفسها متقدمة ولديها رؤية عشرية 2030) لاسيما أمام رواد المهرجان وتحولت إلى رمز لفشل الأولويات؛ فبينما تُصرف المليارات على تنظيم مهرجانات البحر الأحمر ومواسم الترفيه، تغرق جدة في ساعات قليلة من المطر، ما جعل كثيرين يصفون المشهد بأنه “تجميل خارجي لمدينة غارقة داخليًا”.

 

موجة جديدة من الغضب الشعبي، أثارها هذا التناقض بعدما اعتبر ناشطون أن النظام السعودي يفضّل استعراض صور الحداثة أمام العالم على حساب حياة المواطنين وأمنهم. وبذلك، أصبح مهرجان البحر الأحمر نفسه شاهدًا إضافيًا على الفجوة بين الواقع والادعاء، وبين البذخ في الترفيه والإهمال في البنية التحتية.

 

وانتشرت بكثافة عبر منصات التواصل الاجتماعي أثارت جدلاً واسعًا حول أولويات السلطات السعودية، التي تُتهم بالتركيز على تنظيم مواسم الترفيه والغناء والرقص وعروض الأزياء، بينما تُهمل البنية التحتية الأساسية لتصريف مياه الأمطار.

 

https://www.facebook.com/reel/831201823032018/

رؤية 2030 في مأزق
 

مراقبون اعتبروا أن ما حدث يمثل ضربة قوية لصورة “رؤية 2030″، التي تسعى لتقديم السعودية كدولة حديثة متطورة. فمشاهد الغرق في جدة والرياض ومكة، والتي انتشرت تحت وسوم مثل #امطار_جدة و#امطار_مكة و#امطار_الرياض، أظهرت أن البنية التحتية ما زالت عاجزة عن مواجهة أمطار تستمر لساعات قليلة، وهو ما يعكس فسادًا مستشريًا وسوء إدارة في تنفيذ المشاريع.

 

https://www.facebook.com/reel/872594671948816/

 

وقال ناشط بدلا مشاريع الرؤية وتهجير البشر وخسارة المليارات، صلحوا تصريف المياه!” واصفًا الإدارة بأنها “دولة همجية وقيادة فاشلة”.
 

حنان العتيبي @Dr_Utaybi “حتى هذه اللحظة، ما زال الصمت الرسمي مستمرا تجاه حادثة وفاة المواطن جراء صعقة كهربائية تسببت بها سيول جدة.”.

 

https://x.com/Dr_Utaybi/status/1999104944008548513
 

وانتقد حساب تبريرات الحكومة التي تقول إن جدة مدينة ساحلية، متسائلًا: “طيب ومكة كيف بترقعوها وهي مدينة جبلية؟” وأضاف في تعليق آخر: “من الذي أنشأ النفق بدون تصريف للمياه؟ الشعب أم الحكومة؟” مشيرًا إلى أن تحميل المسؤولية للمنازل القديمة والعشوائية مجرد هروب من الواقع.

 

برق  @1Heroooo “#سيول_جدة تفضح الجميع بأنه ما زال هناك فساد في البلد وان البنية التحتية مجرد مناقصات من اجل اموال بطرق غير مشروعة”.

https://x.com/1Heroooo/status/1999564147814514785

 

وقال البعض إن كمية الأمطار كانت فوق المعدل الطبيعي، حيث ارتفع منسوب المياه في بعض الأحياء خلال ثلاث ساعات فقط، لكنهم شددوا على أن غياب شبكات تصريف فعالة هو السبب الرئيس في الكارثة.

https://x.com/AlMasryAlYoum/status/1999039198343708984

ولفت آخر إلى أنه “في كل دول العالم يبنون السدود لاستغلال مياه الأمطار، إلا في السعودية يصطنعون مواسم للغناء والرقص ويتركون السيول تغرق المدن.”

https://x.com/Ahrarrtv/status/1999063687265747034
 

وسخر ابو منشار @abukarsh2018 “محمد بن سلمان تعليقًا على غرق نصف السعودية:  “تحولت السيول إلى ترفيه سنوي مرتبط بموسم الأمطار وفصل الشتاء، اعتاد عليها المواطنون حتى بدأوا يستغلون هذه الفيضانات في نشاطات ترفيهية. هذا يعني أننا نرفّه الشعب مرتين: مرة بالسيول، ومرة بهيئة الترفيه”.
https://x.com/abukarsh2018/status/1999446825506603489

مهرجان البحر الأحمر

السيول ومهرجان البحر الأحمر معًا شكّلا فضيحة مزدوجة للنظام السعودي: الأولى أمام مواطنيه الذين فقدوا الثقة في قدرة الدولة على حمايتهم، والثانية أمام العالم ورواد المهرجان الذين شاهدوا بأعينهم كيف تغرق مدينة جدة في الوقت الذي تُقام فيه فعاليات بمليارات الريالات على شواطئها. هذه الصورة عززت الانتقادات بأن رؤية 2030 تواجه أزمة حقيقية، وأنها قد تنهار إذا لم تُعالج أولويات الإنفاق والفساد المستشري في مشاريع البنية التحتية.
 

وقال البعض إن السيول أجبرت المهرجان على التوقف
https://x.com/ChahinazTaher/status/1999213923728523640

 

لم تتوقف الانتقادات عند مشاهد السيول التي أغرقت جدة ومكة والرياض، بل امتدت إلى مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي أقيم مؤخرًا على شواطئ جدة. فقد تحوّل المهرجان إلى مادة للسخرية والانتقاد على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن النظام السعودي يسعى لتلميع صورته أمام العالم عبر فعاليات فنية وبذخ غير مسبوق، بينما تعجز البنية التحتية عن مواجهة أمطار استمرت لساعات قليلة.

 

رواد المهرجان أنفسهم فوجئوا بالمشاهد المتناقضة: من جهة عروض الأزياء والاحتفالات على السجادة الحمراء، ومن جهة أخرى صور وفيديوهات السيول التي غمرت شوارع المدينة وأغرقت السيارات. هذا التناقض كشف هشاشة الخطاب الرسمي الذي يروّج للحداثة والانفتاح، بينما الواقع يفضح قصورًا إداريًا وفسادًا ماليًا في أبسط الخدمات العامة.

التعليقات كشفت عن فجوة كبيرة بين الخطاب الرسمي الذي يروّج للحداثة والانفتاح، وبين الواقع الذي يعيشه المواطنون عند أول اختبار للبنية التحتية. فبينما تُصرف مليارات الريالات على مشاريع الترفيه والسياحة، تغرق المدن في ساعات قليلة من المطر، ما يثير تساؤلات حول أولويات الإنفاق العام وغياب الرقابة على المشاريع.

وقال حساب جروك @grok “.. المقطع جديد، يعود إلى سيول جدة في 9 ديسمبر 2025. تأكدت التقارير الإخبارية مثل هوليوود ريبورتر وياهو من حدوث أمطار غزيرة وفيضانات في ذلك اليوم، مع إغلاق مهرجان البحر الأحمر بسبب الطقس.”.

ويبدو أن الأزمة لم تعد مجرد مشكلة خدماتية، بل تحولت إلى قضية سياسية واجتماعية. فالمواطنون يرون أن الفساد وسوء الإدارة هما السبب الحقيقي وراء تكرار هذه الكوارث، خاصة أن جدة شهدت في سنوات سابقة كوارث مشابهة دون حلول جذرية. كما أن اعتقال الأصوات الناقدة وتغييب “أهل المعروف”، كما يصفهم البعض، يعمّق الشعور بانعدام العدالة ويزيد من الغضب الشعبي.