تحوّل وسم #قاطعوا_بيبسي إلى قضية رأي عام ونقاش واسع حول مسؤولية المشاهير في زمن الحرب، حيث بات الإعلان موقفًا سياسيًا بقدر ما هو تجاري، بعد ظهور نجم ليفربول محمد صلاح مجددًا في إعلان لشركة "بيبسي" تحت شعار "يلا نرفع العلم"، برفقة أطفاله.
هذا الظهور أثار موجة غضب على منصات التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر كثيرون أن صلاح تجاهل دعوات المقاطعة المتصاعدة تضامنًا مع غزة. المشهد الذي بدا عائليًا دافئًا للبعض، تحوّل إلى مادة للنقد اللاذع بسبب ارتباط الشركة باستثمارات مباشرة في الاقتصاد الإسرائيلي، أبرزها صفقة استحواذها عام 2018 على شركة SodaStream العاملة في المستوطنات.
انتقادات واسعة
لم تقتصر الانتقادات على النشطاء الفلسطينيين، بل امتدت إلى جمهور مصري وعربي رأى أن صلاح، رغم ثروته الضخمة وعقوده الإعلانية المتعددة، اختار أن يكون وجهًا لشركة مثيرة للجدل بدلًا من الالتزام بموقف أخلاقي. واعتبر كثيرون أن الصمت لم يعد ممكنًا، وأن الجماهير أكثر وعيًا مما يظن النجوم.
الناشطة هنا (@Hanaalexx) كتبت:
"أنا عمري ما اتكلمت عن محمد صلاح لا بالمدح ولا بالذم… لكن لما يروج لشركة داعمة لحرب الإبادة في غزة يبقى لازم يُنتقد ويُذم ويُنبذ."
الناشط خالد صافي (@KhaledSafi) شدد على أن المال سياسة والاقتصاد سلاح، معتبرًا أن ظهور صلاح يساهم في تلميع صورة شركة متورطة في دعم الاحتلال، مشيرًا إلى أن استحواذ "بيبسيكو" على "SodaStream" عام 2018 مقابل 3.2 مليار دولار يمثل استثمارًا مباشرًا في اقتصاد الاحتلال، مع أرباح سنوية تُضخ في خزينة إسرائيل عبر الضرائب.
شهادات مؤلمة من غزة
الصحفي الميداني همام الزيتونية (@hammam_gazaHB) روى تجارب شخصية جعلت مشروب بيبسي مرتبطًا لديه بفوبيا الموت، إذ وجد صناديق المشروب بجوار جثث أطفال، وفي مواقع تمركز الجيش الإسرائيلي بخانيونس ورفح، حيث ارتبط المشروب بمشاهد دامية يصعب محوها من الذاكرة.
ردود غاضبة أخرى
– حساب @GenZ002_eg خاطب صلاح: "أنت مش ناقصك حاجة… الحاجة الوحيدة اللي نقصاك إنك يبقى عندك دم."
– المهندس خالد منصور (@Eng_KMansour) تساءل: "هل يخفى عليك أن أكبر شركة داعمة لإسرائيل هي بيبسي؟"
– حساب @WeSayFreedom كتب: "محمد صلاح نفسه أصبح منتجًا داعمًا للعدو الصهيوني."
– حساب نحو الحرية (@hureyaksa) اعتبر أن غزة ليست بحاجة لموقف من صلاح، واصفًا ظهوره بأنه "تسويق لشركة داعمة للاحتلال".
– الناشطة أمل (@Am_w55) علّقت: "محمد صلاح، أنت أب قبل أن تكون نجمًا… حين تصبح العلامة شاهدًا على الجريمة، الصمت عنها موقف."
ثروة صلاح
يأتي هذا الجدل بينما يتصدر صلاح قائمة أغنى اللاعبين الأفارقة لعام 2025 بثروة تُقدَّر بـ 110 ملايين دولار، مدعومًا براتبه الأسبوعي القياسي في ليفربول (500 ألف دولار)، إضافة إلى عقود إعلانية ضخمة مع علامات كبرى مثل "أديداس" و"بيبسي"، فضلًا عن استثماراته العقارية في لندن ومشاريعه الخيرية في مصر.