فضيحة إبستين يبدو أنها لا تتوقف على وزير الإعلام الكويتي السابق، أو المسؤول الأمني القطري، أو سلطان بن سليم الثري الإماراتي والمقرب من قصور دبي وأبوظبي، بل وصلت لصور ما خفي أعظم كالتي مع ولي العهد السعودي مع ترويج أن الذكاء الاصطناعي وراءها ما يشي ضمنا أن فيها ما يشين هذه النخب في المواقع الأشد حساسية خليجيا.
إدارة ترامب رضخت أخيرًا لمطالب الكونجرس بالكشف عن جديد الصور عشرات الصور والملفات، ووقّع ترامب (المتورط هو أيضا) على قانون يتيح نشرها، (مع العلم أن فضائحه المخلة بالشرف معروفه لدى الناخب الأمريكي قبل وصوله لسدة البيت الأبيض) لكن المخاوف قائمة من أن المدعية العامة بام بوندي @unbounded000 قد تحجب أجزاء بذريعة "المصلحة العامة"، ما سيشعل موجة جديدة من الضغوط من الضحايا والرأي العام. هذا التردد يعكس حجم الحرج الذي تسببه الوثائق، إذ أن ما يظهر ليس مجرد تجاوزات فردية، بل منظومة ابتزاز ممنهج.
ما يتكشف يومًا بعد يوم هو أن إبستين لم يكن مجرد رجل أعمال منحرف، بل أداة في يد أجهزة استخباراتية وظّفته لإخضاع النخب عبر فضائح أخلاقية. الجزيرة التي امتلكها، والرحلات الجوية الخاصة، واللقاءات السرية، كلها كانت جزءًا من مصيدة محكمة الإعداد. الهدف لم يكن المتعة الشخصية فقط، بل ضمان ولاء شخصيات مؤثرة عبر التلويث والابتزاز.
ملفات تهزّ النخب
منذ انتحار جيفري إبستين عام 2019 – أو مقتله كما يرجّح كثيرون – ظل ملفه مثار جدل عالمي، لكن ما يجري اليوم من نشر صور ووثائق جديدة يفتح الباب على مصراعيه أمام واحدة من أعقد الفضائح التي عرفتها النخب السياسية والمالية والإعلامية في الغرب. ما يُسمّى بـ"صندوق إبستين القذر" لم يعد مجرد شائعات، بل تحول إلى كرة ثلج تكبر يومًا بعد يوم، تكشف المستور عن شبكة علاقات متشابكة تضم رؤساء وأمراء، مليارديرات، إعلاميين، ومفكرين، جميعهم ارتبطوا بشكل أو بآخر بالرجل المدان بجرائم الاتجار بالقاصرات واستغلال الأطفال.
من بيل جيتس وتشومسكي إلى محمد بن سلمان
ونشرت الناشطة الفلسطينية الأمريكية سمر جراح صورة أثارت جدلاً واسعًا قبل أن يُجمع على صحتها، مؤكدة أن النقاش لا يجب أن ينحصر في "دين" أو "لون" إبستين، بل في جرائمه وعلاقاته بالكيان الصهيوني.
وعبر @SamarDJarrah عن دور مؤامراتي وراء إبستين الصهيوني وكيف أنه لا أحد يتحدث عن " ديانة" او "لون" تاجر الأطفال والقاصرات والمغتصب ابستين ولا عن علاقته بالكيان.
https://x.com/SamarDJarrah/status/2002740171767451809
وأشار الباحث الأكاديمي د.عبدالله العودة إلى صورة جديدة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع إبستين، معتبرًا أن الإعلام الرسمي سيحاول إنكارها بادعاء أنها من صنع الذكاء الاصطناعي.
وعبر @aalodah أشار إلى أن الصورة "حميمية جديدة مع مغتصب الأطفال والمدان بجرائم الاتجار بالصغار جيفري ابستين..".
https://x.com/aalodah/status/2002391927669276750
وقالت عائشة السيد وعبر @aishaalsayed9 إن الديمقراطيين في الكونجرس نشروا 68 صورة جديدة من عقار إبستين، تضمنت بيل جيتس، الكاتب ديفيد بروكس، الفيلسوف نعوم تشومسكي، إضافة إلى وثائق سفر متعددة الجنسيات.
وهذه الصور لا تكشف فقط عن علاقات شخصية، بل تطرح أسئلة حول طبيعة النفوذ الذي كان يمارسه إبستين عبر استغلاله لهذه اللقاءات.
من غزة إلى واشنطن
المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة ربط بين صمود غزة في حربها الأخيرة وبين فتح ملف إبستين، معتبرًا أن الجرأة التي أظهرتها المقاومة شجعت على كشف "الصندوق القذر" الذي يفضح النخب الغربية.
وعبر @YZaatreh أكد أنه ".. من الصعب ملاحقة القصص والصور ومحتوياتها، فضلا عن نشرها هنا، تماما كما يبدو من الصعب ملاحقة تصريحات ترامب المرئية والمكتوبة، هو الذي لا يتوقف عن الهذيان في كل اتجاه!.. لقد أساء "طوفان" شعبنا وجوههم، وأثبت أنهم لا يتردّدون في استخدام أكثر الوسائل قذراة لتحقيق أهدافهم. وما من شك أن "إساءة الوجه" هي بداية النهاية لمشروعهم برمّته.
https://x.com/YZaatreh/status/2002463901989147063
المفكر الجزائري محمد العربي زيتوت أوضح أن الملف يكشف شبكة واسعة تضم سياسيين ورجال أعمال وملوكًا ورؤساء، ويطرح أسئلة عن الفساد والاستخبارات المتورطة في حماية هذه الشبكة.
وقال @mohamedzitout: "في انتظار الكشف عن مزيد من ملفات #ابستين #Epstein بعد ساعات من الآن ".. كيف يمكن أن يتقاطع نفوذ النخبة الثرية مع أنماط استغلال جنسي منظم، ضد اطفال ونساء ضعفاء ، ويوجه ضربة قاسية لصورة هذه النخبة ويطرح أسئلة عميقة عن الفساد والامتياز والإفلات من العقاب، وعن الأجهزة الاستخباراتية المتورطة…".
https://x.com/mohamedzitout/status/2002116597868011822
مصيدة استخباراتية
الباحث الحقوقي والسياسي أسامة رشدي ذهب أبعد من ذلك، معتبرًا أن ما يجري يتجاوز فضائح الدعارة والاتجار بالبشر، ليكشف عن "مصيدة استخباراتية" هدفها ابتزاز النخب السياسية والمالية في أمريكا وبريطانيا، بما قد يجعل هذه الفضيحة أخطر من ووترجيت نفسها.
وأضاف @OsamaRushdi، "إبستين وجزيرته وفِتيانه وفتياته القُصَّر لم يكونوا سوى مصيدة مُحكمة الإعداد، هدفها تلويث وإخضاع وابتزاز شخصيات سياسية ومالية كبرى ومعرفة جهاز استخبارات معروف كان إبستين يعمل لحسابه، لضمان ولاء تلك النخب والسيطرة عليها.".
وتابع: "بينما كانت ووترجيت فضيحة سياسية “تقليدية”، فإن ما يظهر الآن هو مزيج متفجّر من الانتهاكات الأخلاقية والسياسية والأمنية، قد يهزّ أركان مؤسسات بأكملها ويعيد رسم المشهد السياسي في واشنطن ولندن لسنوات قادمة".
بين الضغط والطمس
يوسف الأوسي نشر صورًا لجواز سفر إبستين، موضحًا أنه مسجل رسميًا كمعتدٍ جنسي في الولايات المتحدة. كما كشف عن صور لوزير الإعلام الكويتي أنس الرشيد في جزيرة إبستين، وصور أخرى لرئيس شركة موانئ دبي سلطان أحمد بن سليم، الذي عرض مشروعًا لتتبع الأطفال عبر أجهزة في أحذيتهم، هذه المعلومات تفتح الباب أمام تساؤلات عن مدى تغلغل شبكة إبستين في الخليج، وعن طبيعة المشاريع التي كان يطرحها.
وعبر @yusefren نشر الأوسي نشر بعض الصور الجديدة التي افرج عنها للمغتصب ابستين في جزيرته في حين يصفه الذباب السعودي ب" رجل أعمال ناجح".
