بعد دعم ابن زايد للمجلس الانتقالي الجنوبي بالسلاح ..هل تشتعل الحرب بين السعودية والإمارات ؟! ؟

- ‎فيعربي ودولي

تشهد الأوضاع في اليمن تطورا متسارعا، بسبب تدخل عيال زايد، ودعم المجلس الانتقالي الجنوبي بالسلاح للقيام بعمليات عسكرية في محافظتي حضرموت والمهرة على الحدود اليمنية السعودية .

كان عيال زايد قد وجهوا يومي السبت والأحد (27 – 28 ديسمبر 2025) سفينتين قادمتين من ميناء الفجيرة الإماراتي إلى ميناء المكلا ، دون الحصول على تصاريح رسمية من قيادة القوات المشتركة للتحالف .

هذه الخطوة تهدد بتصعيد سياسي وعسكري غير مسبوق داخل معسكر التحالف العربي في اليمن، حيث فجّرت قرارات متزامنة من الرياض وعدن أزمة حادة مع عيال زايد، بعدما طالبت السعودية بانسحاب القوات الإماراتية من الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة.

كما طالبت عيال زايد بإيقاف أي دعم عسكري أو مالي لأي طرف داخل البلاد، محذّرة من تداعيات ما وصفته بـ«الخطوات البالغة الخطورة» على أمن المنطقة.

 

تصعيد خطير

 

وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان صدر اليوم الثلاثاء: إن "المملكة تعرب عن أسفها لما قام به عيال زايد من ضغط على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لدفعها لتنفيذ عمليات عسكرية على حدود المملكة الجنوبية في محافظتي حضرموت والمهرة، معتبرة أن ذلك يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني السعودي، وللأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة".

وأضاف البيان أن هذه التحركات لا تنسجم مع الأسس التي قام عليها تحالف دعم الشرعية في اليمن، ولا تخدم جهوده في تحقيق أمن اليمن واستقراره، مؤكدًا أن أي مساس أو تهديد لأمن المملكة خط أحمر لن تتردد حياله في اتخاذ كافة الخطوات والإجراءات اللازمة .

 

دعم الشرعية

 

وأكدت السعودية التزامها الكامل بأمن اليمن واستقراره وسيادته، ودعمها لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وحكومته الشرعية، مشددة على أن القضية الجنوبية قضية عادلة ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، وأن حلها يجب أن يتم عبر الحوار السياسي الشامل الذي يشارك فيه جميع الأطراف اليمنية، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي.

كما أعربت عن أملها في أن تسود الحكمة وتُغلَّب مبادئ الأخوة وحسن الجوار، داعية الإمارات إلى اتخاذ خطوات تحافظ على العلاقات الثنائية بين البلدين، وعلى تماسك منظومة مجلس التعاون الخليجي.

 

ضربة جوية

 

جاء الموقف السعودي عقب إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن تحرك سفينتين محملتين بالأسلحة والعربات الثقيلة من ميناء الفجيرة الإماراتي إلى ميناء المكلا، ما دفع التحالف إلى تنفيذ «ضربة جوية محدودة» استهدفت الأسلحة والعتاد بعد تفريغ الشحنة، دون تسجيل خسائر بشرية أو أضرار في البنية التحتية للميناء.

في السياق ذاته، أعلن رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع عيال زايد، ودعا كافة القوات الإماراتية ومنسوبيها إلى مغادرة الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة.

كما أعلن العليمي حالة الطوارئ في جميع أنحاء اليمن لمدة 90 يومًا قابلة للتمديد، وفرض حظر جوي وبحري وبري على الموانئ والمنافذ لمدة 72 ساعة، باستثناء ما يصدر بتصريح من قيادة تحالف دعم الشرعية.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن العليمي وجّه القوات والتشكيلات العسكرية في محافظتي حضرموت والمهرة بالتنسيق الكامل مع قيادة التحالف ممثلة بالسعودية، والعودة إلى مواقعها الأساسية دون اشتباكات، مع تسليم المواقع لقوات "درع الوطن".

كما دعا قوات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تسريع الانسحاب من المحافظتين، مؤكدًا أن قوات «درع الوطن» ستتولى استلام المعسكرات والمواقع العسكرية في حضرموت والمهرة، في إطار ما وصفه بفرض سلطة الدولة والحفاظ على الأمن والاستقرار.

 

المستقبل الواعد

 

في هذا السياق، قال الباحث في الشئون العربية، محمد خيال: إنه "في أعقاب انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي على مجلس القيادة الرئاسي في اليمن والسيطرة على محافظتي المهرة وحضرموت التي تمثل أهمية خاصة تمس الأمن القومي السعودي بشكل مباشر حيث حدود مشتركة تمتد بطول ٨٠٠ كيلو متر.. كان التأكيد على أن السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي وأنها ستنخرط بشكل أكثر حدة ووضوح حال فشلت جهود إثناء المجلس الجنوبي عن مخططاته وإعادة الوضع لما كان عليه قبل ٣ ديسمبر أي قبل إعلان المجلس عما اسماه عملية "المستقبل الواعد" الرامية لانفصال الجنوب" .

وأضاف خيال في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: قبل التدخل السعودي الأكثر وضوحا بقصف سفينتين إمارتيتين قادمتين من ميناء الفجيرة كانتا تحملان دعما عسكريا لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، قصف الطيران السعودي دون إعلان رسمي يوم الجمعة الماضي تجمعات لقوات النخبة التابعة للمجلس في وادي حضرموت ووقتها تم الاكتفاء بالقول "طيران مجهول" .

 

قوات الدعم السريع

 

وتابع: كانت هناك رسائل تحذيرية سعودية غير مباشرة تحذر عيال زايد من العبث في الملف اليمني وتحديدا قرب الحدود السعودية، موضحا أن رسائل التحذير كانت عبر ملف الصراع السوداني، لافتا إلى إن بيان الخطوط الحمراء الذى صدر عن عبدالفتاح السيسي في السودان والذي حذر من نفس السيناريو الهادف للتقسيم من خلال ممثل الإمارات في الصراع هناك "قوات الدعم السريع" كان هذا التصعيد المفاجئ بتنسيق مصري – سعودي.

وأضاف: مؤخرا أيضا يمكن القول إن هناك قرار من القوى العربية التاريخية أو الكبرى لمواجهة محاولات الخلخلة وتغيير الخرائط التي تدعمها الإمارات في عدد من الدول العربية، مؤكدا أن الإمارات تتحالف مع حفتر في ليبيا، والدعم السريع في السودان، وعيدروس الزبيدي في اليمن، وعرو في الصومال .