دعوة سلامة لوزير الداخلية تشعل الغضب بنقابة الصحفيين

- ‎فيأخبار

كتب سيد توكل:

أشعلت الدعوة التي وجهها عبدالمحسن سلامة -نقيب الصحفيين المؤيد للانقلاب- إلى وزير داخلية العسكر مجدي عبدالغفار، لزيارة النقابة الأزمة مع الصحفيين الرافضين للتطبيع مع بلطجي السفيه السيسي، على خلفية اقتحام الأمن لمقر نقابة الصحفيين خلال فترة النقيب السابق يحيى قلاش.

والتقى مساء أمس السبت الفريق الانقلابي الذي يقود نقابة الصحفيين وهم (عبدالمحسن سلامة ومكرم محمد أحمد) بوزير الداخلية في حكومة الانقلاب لفتح صفحة جديدة مع الوزارة وتوفير الغطاء الآمن للصحفيين.

وزعم سلامة في تصريحات صحفية، إن "وزارة الداخلية لم تسجن أحدا من قبل.. فالحبس ليس من اختصاصها لكنه حق أصيل للنيابة العامة والشرطة ما هي سوى جهة تنفيذية، لافتا إلى أنه يتفهم طبيعة عمل الداخلية خاصة في الوضع الحالي وفرض حالة الطوارئ".

العار
من جانبه علق الكاتب الصحفي خالد البلشي، وكيل نقابة الصحفيين السابق، على دعوة عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، إلى مجدي عبدالغفار إلى زيارة نقابة الصحفيين، ووصفها بالعار الذي لن يسمح به الصحفيون.

وقال البلشي: "القضية مع وزير الداخلية ليست فقط اقتحام النقابة ولا هي قضية شخصية، القضية تخص مجمل سياسات الوزراة وموقفها من الصحفيين ومن الحريات العامة في هذا المجتمع".

وأضاف: "إذا كان اقتحام ضباطه للنقابة هو ذروة الانتهاكات بحق بيت الصحفيين، فقد سبق الاقتحامات انتهاكات لا تقل خطورة بل تزيد تتعلق بالاعتداءات على الصحفيين وحبسهم وهو ما وثقته نقابة الصحفيين في مئات الوقائع وأكثر من 1500 انتهاك بحق الصحفيين خلال عامين كانت الداخلية الطرف المعتدي فيما يقرب من نصفها".

جرائم لا تسقط بالتقادم
من جانبه رفض يحيى قلاش، نقيب الصحفيين السابق المؤيد للانقلاب، دعوة عبد المحسن سلامة لـ"بلطجي العسكر"، وقال أن الدعوة عار لن نقبله وجريمة لا تقل عن جريمة اقتحام النقابة، لافتا إلى أن هناك جرائم لا تسقط بالتقادم.

وأوضح "قلاش" فى تصريحاته له، أن دعوة سلامة لزيارة عبدالغفار للنقابة أمر فوق الخيال ولا يصدق، لافتا إلى أن قضية اقتحام النقابة لم تكن اعتداءً على النقيب السابق وعضوى المجلس فحسب بل اعتداء على كرامة جميع الصحفيين.

وتابع قلاش: إنه لو تخاذلنا الآن فى الحصول على حقنا فلن تتهاون الأجيال القادمة فى الدفاع عن هذا الحق، متسائلًا: "لا أعرف هل هذه الدعوة خرجت برغبة مجلس النقابة أم بمبادرة شخصية من النقيب عبدالمحسن سلامة أم من الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، لأن فى النهاية نقابتنا مؤسسة لا تحتاج إلى ولى أمر لإدارتها ولكنها هى صاحبة الرأي فى هذا الأمر".

وأشار النقيب السابق إلى أن فكرة كرامة النقابة ليس موضوع "انشا"، ولكنه تكوين المهنة والنقابة وتراثها الذى يجب أن نحافظ عليه، مشيرا إلى أن هذه الدعوة فى ظل اقتحام النقابة وتلفيق القضايا لنا وخلال عام تنقلنا بين المحاكم ليس دفاعا عن كرامة أشخاص بل من أجل استرداد كرامة نقابتنا.

مناصب زائلة
محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، قال: «الدعوة التي وجهها نقيب الصحفيين الأستاذ عبدالمحسن سلامة لوزير الداخلية لزيارة نقابة الصحفيين لا تمثل  مجلس النقابة، لأن مجلس النقابة لم يجتمع لمناقشة هذا الأمر، خاصة وأن دعوة كهذه وبعد مرور أكثر من عام على جريمة اقتحام الداخلية لمبنى النقابة وانتهاكها لقانون النقابة وللدستور دون مساءلة قانونية».

وأضاف «كامل» في تدوينة على حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «وفي عهد نفس الوزير، تحتاج إلى مناقشة مستفيضة داخل مؤسسة النقابة التي تمثل كل الصحفيين، بالرغم من أنها مرفوضة شكلا ومضمونا من قبل أن تناقش وفقا لرؤيتي للحفاظ على كرامة هذا الكيان الذي يمثلنا جميعا، كان من الأولى بالنقيب توجيه الدعوة لتكريم أسر شهداء الشرطة وشهداء الجيش وشهداء الثورة وشهداء الإرهاب من المدنيين».
وتابع عضو مجلس نقابة الصحفيين: «كل التقدير والتحية لأرواح كل شهداء الوطن فهم الأبقى من أية مناصب زائلة».

قمة البجاحة
وانتقد الكاتب الصحفي، محمد الجارح، تلك الدعوة، قائلا: «قمة البجاحة إن يبقى فيه خصومة بين عدد كبير من الصحفيين ووزير الداخلية، فيروح نقيب الصحفيين "عبدالمحسن سلامة" يدعو الوزير لزيارة النقابة».

ويضيف «الجارحي» في تدوينة على حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «قمة البجاحة إن وزارة الداخلية اللي اقتحمت النقابة تيجي لها دعوة لدخول اللواء الوزير في حضن النقيب».

وتابع الكاتب الصحفي: «أدعو أعضاء مجلس النقابة وأساتذتي وأصدقائي الصحفيين لرفض هذه الدعوة بكل السبل والطرق الممكنة لأنها وصمة عار في جبين كل صحفي، كفانا مهانة وذل وهوان».

جدير بالذكر أنه في مايو من العام الماضي 2016، اقتحمت قوات الانقلاب نقابة الصحفيين بوسط القاهرة واعتدت على عدد من الصحفيين المعتصمين داخلها، وألقت القبض على اثنين منهم هما عمرو بدر ومحمود السقا بتهمة التحريض على التظاهر.

وقال الباحث بالمرصد العربي لحرية الإعلام الحقوقي أحمد أبوزيد وأحد الصحفيين الموجودين في النقابة، إن ضابطا برتبة لواء اقتحم النقابة برفقة عشرات من أفراد الأمن -أغلبهم بلباس مدني- واعتدوا على الصحفيين المعتصمين في النقابة وألقوا القبض على بدر والسقا.

واعتقلت قوات الانقلاب في المظاهرات -التي واكبت ذكرى تحرير سيناء- 47 صحفيا، ثم أفرجت لاحقا عن 38 منهم، ولا يزال تسعة رهن الاعتقال، بينما واصلت أسر صحفيين آخرين معتقلين اعتصامهم داخل مقر النقابة.