كتب: يونس حمزاوي
كشفت التحقيقات الجارية بشأن مقتل الطفل يوسف سامح، الذي أصيب برصاصة طائشة، يوم 18 مايو الجاري، أثناء لعبه مع أصدقائه بميدان الحصري بمدينة أكتوبر، عن مفاجأة من العيار الثقيل، تفيد بأن المتهم الرئيسي في القضية هو "ضابط شرطة" نجل رئيس جمهورية سابق، والثاني "طالب" نجل لواء شرطة ونائب في برلمان العسكر.
وبحسب التحقيقات، تبين أن أحد المتهمين بقتله هو النقيب طاهر محمد أمين أبوطالب، حفيد رئيس الجمهورية المؤقت صوفي أبوطالب، والذي تولى رئاسة الجمهورية عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
وقالت مصادر ذات صلة بالواقعة، إن النقيب طاهر محمد أمين أبوطالب، يعمل بمديرية أمن الفيوم، وهو نجل اللواء محمد أمين أبو طالب، مدير أمن بني سويف السابق.
وكان صوفي أبوطالب رئيسا لمجلس الشعب في الفترة من 4 نوفمبر 1978 حتى 1 فبراير 1983، ثم شغل منصب رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة، عقب اغتيال الرئيس محمد أنور السادات لمدة ثمانية أيام، من 6 إلى 14 أكتوبر 1981، حتى تم الاستفتاء لاختيار حسني مبارك رئيسا بعده.
وقال مصدر قضائي بنيابة أكتوبر، إن المتهم الآخر هو الطالب خالد أحمد عبدالتواب، نجل اللواء أحمد عبدالتواب، عضو مجلس نواب العسكر الحالي عن دائرة طامية بالفيوم، أمين سر لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، هذا وتواصل فرق البحث مطاردة المتهمين لضبطهما.
وأمرت نيابة أكتوبر أول، اليوم الثلاثاء، باستدعاء المقبوض عليهم بتهمة التسبب في إصابة الطفل يوسف العربي بطلق ناري أدى إلى وفاته، من محبسهم؛ لإعادة التحقيق معهم بعد وفاة الطفل أمس، ومواجهتهم بالاتهامات الجديدة المنسوبة إليهم بالقتل الخطأ، بدلًا من الاتهام الأول "الإصابة الخطأ".
وكشفت مصادر قضائية مطلعة على التحقيقات، عن أن تهمة القتل الخطأ تعد جنحة، إلا أن المتهمين يواجهون أيضا تهمة حيازة سلاح ناري وذخائر، والتي تعد "جناية"، وعقب انتهاء التحقيقات سيحالون إلى محكمة الجنايات.
وتنتظر النيابة وصول تقرير الطب الشرعي حول سبب وفاة يوسف، وأيضا تقارير الأدلة الجنائية حول مضاهاة الأعيرة الفارغة المحرزة بالمقذوف المستخرج من رأسه. وأقر المتهمون في النيابة بإطلاقهم الأعيرة النارية في حفل خطبة المتهم الأول "زياد"، عقب مواجهتهم بمقاطع الفيديو التي سجلت لحظات إطلاق وابل من الأعيرة النارية من سلاح آلي وبندقية خرطوش، إلا أنهم نفوا قصد قتل المجني عليه.
وأكد الدكتور إيهاب صفوت، مدير مستشفى 6 أكتوبر الجامعي، أن الطفل لفظ أنفاسه الأخيرة على أجهزة الإنعاش بعد أن توقف القلب، ولم تنجح محاولات إنعاشه بالصدمات الكهربائية.
كان يوسف قد أصيب، فى العاشرة والنصف مساء الخميس قبل الماضي18 مايو، برصاصة مجهولة المصدر أثناء وقوفه مع زملائه أمام مطعم شهير بميدان الحصري، وفوجئ أصدقاؤه بسقوطه على الأرض، وحاول عدد من المارة ورواد المطعم إسعافه ونقلوه إلى مستشفى جامعة 6 أكتوبر، وتبين إصابته بطلق بالرأس، وأودع غرفة العناية المركزة.