كتب- حازم الأشموني:
بعد اعتقال الأجهزة الأمنية الموالية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان رجل الأعمال السعودي المقيم في إثيوبيا محمد العمودي، الذي يعد أكبر ممول لسد النهضة، والمساهم الرئيسي في بناء السد؛ ضمن حملة الاعتقالات الراهنة على خلفية صراع الأسرة الحاكمة على العرش، أعلنت إثيوبيا أنها مصرة على استكمال بناء السد الذي أوشكت على الانتهاء منه، بينما يؤكد خبراء أن التأثير سيكون محدودا لأن "العمودي" ليس الممول الوحيد للمشروع.
وكان المستثمر السعودي محمد العمودي اعترف عبر موقعه الرسمي على الإنترنت، أنه ساهم في سبتمير 2011م، بـ88 مليون دولار في بناء سد النهضة، وهو ما وصفته الصحف الإثيوبية وقتها بأنه أكبر مستثمر أجنبي في أديس أبابا، وهو أول من تبرع في حملة تمويل سد النهضة التي دشنها رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل ميلس زيناوي.
وبحسب مراقبين فإن استثمار العمودي في بناء سد النهضة جاء بناء على توجيهات من المخابرات السعودية لمحاصرة مصر الثورة في ذلك الوقت، وأن هذه الاستثمارات كانت تستهدف إفشال ثورة يناير، ووضع العراقيل أمامها.
خبراء: التأثير محدود
ويرى خبراء مختصون في الشأن المائي، أن توقيف "العمودي" من السلطات السعودية؛ للتحقيق بتهم تتعلق بالفساد، سوف تكون ذات تأثير محدود على تمويل سد النهضة، حيث يقول ضياء القوصي، مستشار وزير الري الأسبق، وعضو اللجنة الفنية السابقة لسد النهضة، أن إثيوبيا ستتأثر باعتقال العمودي لأنه من أكبر ممولي السد، إلا أنه قلل من هذا التأثير، موضحا أن "العمودي" لم يكن الممول الوحيد للسد، بل هناك ممولون آخرون للسد سيظلون مستمرين في تمويل المشروع الأثيوبي، ولا يوجد لهم علاقة باعتقال المستمثر السعودي، لذلك سيكون التأثير محدودا.

فيما تري صحيفة البوليتيكو الأمريكية أن توقيف العمودي من قبل السلطات السعودية؛ للتحقيق بتهم تتعلق بالفساد، سيؤثر على استثمارات رجل الأعمال السعودي في أديس أبابا بشكل عام، لكونه أكبر مستثمر فردي هناك.
وقالت الصحيفة إن إثيوبيا ستتأثر بالقبض على العمودي، مشيرة إلى أن تمويل السد سيتأثر كذلك؛ لكونه من أكبر الممولين للمشروع، إلا أنها أيضا قللت من حجم التأثير؛ خصوصًا وأن حجم تمويل السد ضخم، ويحتاج إلى تمويل من دول وليس أفراد، مضيفة أن إثيوبيا متأثرة بشكل عام بالتمويل، وهو ما أجل الانتهاء من بناء سد النهضة، عدة مرات.
وأكدت الصحيفة نقلاً عن مصادر سودانية رسمية وفنية زارت موقع سد النهضة لأكثر من مرة منذ بداية عمل اللجنة الفنية الدولية فى 2012 حتى وقت قريب، أن شركات رجل الأعمال السعودى الشيخ محمد العامودى هى الداعم الأول والشريك الرئيسى لإدارة الإنشاءات فى مشروع السد مع شركة "سالينى" الإيطالية من خلال مصنعين للأسمنت يتم توريد معظم إنتاجهما إلى سد النهضة، فضلا عن الشحنات التى يوردها مصنع Messebo الوطنى التابع للحكومة الإثيوبية.
ووفقًا للمصادر، فمصانع العامودي تمد شركة "سالينى" بمتطلبات مواد البناء، خاصة الأسمنت اللازم لبناء السد فى مراحله الأولية، بينما تم توقيع عقود شركات وسيطة مملوكة أيضًا لرجل الأعمال السعودى لتقديم الخدمات اللوجيستية للمشروع.
إثيوبيا تجمع تبرعات
في المقابل، وتأكيدًا على إصرار أثيوبيا على استمكال المشروع الذي يهدد الأمن القومي المصري، أوضح مكتب تنسيق المشاركات الوطنية لبناء "سد النهضة" الإثيوبي أنه تم جمع 417 مليون بير في الربع الأول من السنة المالية الراهنة،

وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية، أن المجلس يجري حاليا مشاورات في مدينة "أربامنتش" لتقييم أداء الربع الأول من السنة المالية 2018، جولة ثانية ووضع خطط مستقبلية.
وقال نائب المدير العام للمجلس الوطنى تاجل قنوبه، إن المجلس يعتزم جمع 1.2 مليار بر من العائدات خلال هذا العام، مضيفا إنه فى الربع الأول من هذا العام تم جمع 417 مليون بر من المستثمرين المحليين والأجانب، وأشار المسؤول الإثيوبي، إلى أنه تم جمع أكثر من 10.5 مليار بر من أجل بناء سد النهضة منذ إطلاق المشروع، موضحا أنه خلال الأشهر الـ3 الماضية زار أكثر من 3 آلاف مواطن فى البلاد موقع بناء السد.
وأضاف مسؤول العلاقات العامة بمكتب تنسيق المشاركات الوطنية لبناء السد، أن عدد زوار موقع بناء السد في تزايد منذ سبتمير الماضي، بالرغم من إلغاء الزيارات الجماعية بسبب الأمطار الغزيرة والتغيرات فى موسم الأمطار الماضي، موضحا أن بعض وسائل الإعلام أشارت إلى توقف الزيارة لموقع السد، مؤكدا أنه لا أساس له من الصحة .
وأكد قنوبه، أنه في الوقت الراهن تم إنشاء طرق بديلة تؤدي إلى بناء السد، والذي خلق بيئة مواتية لوصول القادمين الجدد. ويشارك في المشاورات مسؤولي مكاتب تنسيق المشاركات الوطنية لبناء "سد النهضة" من كافة الأقاليم وإدارة مدينتي أديس أبابا ودريدوا.