المرأة و”السيسي”.. صندوق استهلاك إعلامي لنظام استبدادي

- ‎فيتقارير

كتب- أحمدي البنهاوي:

 

أهان قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي المرأة في مصر، في الوقت الذي يزعم فيه أنه ينحني لها ويعاملها كما بنات العائلة بلطف لأنها هكذا تستحق، وأنه بالغ في مدحها حتى ظن أنه أغضب الرجال ونحن مقبلون كما يرى على موسم "انتخابات"، مدعيا بالمخالفة للواقع أن المرأة حصلت على مكاسب لم تحصل عليها من قبل.

 

الواقع يؤكد أن المرأة في عهد السيسي باتت معتقلة، حيث توجد 49 معتقلة، وأخريات عليهن أحكام قضائية هزلية مثل الصحفية شيرين بخيت التي باتت في وضع صحي سيئ فضلاً عن حرمانها من أبنائها، وآخريات مختفيات قسريًا يصل عددهن لـ14 فتاة ليست آخرهن سمية ماهر حزيمة، فقط لآرائهن.

 

يقول الإعلامي حسام الشوربجي تعليقًا على ما صرح به السيسي فيما يتعلق باحترام المرأة وأن مينفعش راجل يمد إيده على بنت أو يزعقلها: "طيب تقولوا إيه للي معتقل بنت من ٢٢ يومًا ومحدش من اهلها عارف هي فين!! سمية ماهر بعد اختطافها من الداخلية من ٢٢ يومًا لا يوجد أي أخبار عنها و يطلع السيسي يقولك احترام حقوق المرأة!". 

 

متحرشون بلا شرف

 

وقال متابعون إن المرأة التي يزدريها السيسي ولا يبدو أنه يقصد بكثرة التغزل دعوة للتحرش فـ(الضابط أحمد جاذب جدًا للستات) كما سبق ونصح ضباطه، فقرر ضباطه التحرش بالبنات الصغيرات اللواتي ذهبن لزيارة آبائهن وآباء آبائهن وأمهاتهن، لذلك قرر تحالف دعم الشرعية أن يجعل عنوانا للأسبوع الجاري "لا لسلطة التحرش".

 

وكشفت خديجة ابنة المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المعتقل بسجون الانقلاب أنه لدى ذهابهن إلى المحكمة لرؤية والدها من خلف زجاج عازل كاتم للصوت وعاكس للضوء.. صدمنا تحرش سافر وخادش للحياء إذ بالمفتشة التى تقوم بالتفتيش تطالب أحد بناتنا بخلع غياراتها الداخلية أمامها للتأكد من أن الفوطة الصحية ليست شيئا مهربا ولكم أن تتخيلوا أي نوع تفتيش جعلها تعرف أن الفتاه ترتدي مستلزمات الحيض".

 

وتابعت خديجة "رفضت ابنتنا الغالية والدموع في عينيها وخرجت من الغرفة في اتجاهها خارج المعهد؛ لأنها لن تقبل أن تنزل على طلب المفتشة لم أتمالك نفسي من الذهول والدموع في العيون قلت في نفسي لعل الفتاة أخطأت الفهم فذهبت أسال المشرفة لترد بابتسامة خبيثة أيوة لو عايزة تدخل تقلع غير كدة مفيش برة".

 

5 ملايين معيلة

 

فضلا عن أن الفقر أصاب الأسرة المصرية في مقتل والمرأة هي قلب الإحساس بالألم وأبنائها غير مكتفين ويتضورون جوعًا وفقرًا، حتى لجأت عشرات الآلاف من النساء في جمع القمامة، للحصول على لقمة عيشها والإنفاق على أبنائها، في ظل حالة الانهيار الاقتصادي.

 

من الواقع الذي يرى فيه محللون وإعلاميون أنه عذاب القوارير، أحصت ميرفت التلاوي، رئيس المنظمة العربية ورئيس المجلس القومي للمرأة السابق فى عام 2016 أكثر من 5 ملايين معيلة فى مصر، وأكدت إحصائية للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أيضًا أن نسبة المرأة المعيلة فى مصر وصلت لمعدل يفوق الـ34٪ خاصة في ظل تخلي عدد من الرجال عن مسئولياتهم، بعضهن وقع فى فخ "السجن" وفقدن حريتهن بسبب الاحتياج.

 

تقول الناشط الحقوقية لبنى الخواجة إن تولي المرأة مناصب عليا في عهد السيسي لم يكن إلا لتحقيق مكاسب زائفة، واستخدامها كأداة للشو الإعلامي لنظام استبدادي، كما كان يفعل مبارك مع الأقباط، كما أن خصوصية المرأة المصرية ضاعت مع قطاع عريض منهن تعاني الإهانة من أجل الحصول على لقمة أبنائها يعملن في مهن وضيعة.

 

مدمن إهانات

 

ويرى المراقبون أنه بعيدا عن الأسلوب العاطفي فإن سوابق السيسي ولاحقاته تشهد على أنه ليس عدوا للمرأة فقط بل عدو للإنسانية، منذ حرم الأم من ولدها وهو يصرخ: (اصحي بقى يا ماما)، ومن قبله الفتيات اللواتي شاركن في الثورة، فقرر السيسي كشف عوراتهن لإهانتهن لمشاركتهن، وإجراء ما تم التعارف عليه "كشوف العذرية"، وحدث عن اعتقالات تطال طالبات الجامعات وآخرهن 12 طالبة قادتهن مليشيات الإنقلاب إلى معسكر قوات الأمن القريب من جامعة الزقازيق.