مناورة رفض حرب “السعودية- لبنان”.. اتقل على “الرز” لما يستوي!

- ‎فيتقارير

كتب- رانيا قناوي:

 

اعتاد المصريون على مناورة نظام الانقلاب العسكري في التعامل مع القضايا الخارجية، من خلال ابتزاز الأطراف الإقليمية للحصول على الرقم الأكبر في بورصة الابتزاز التي يطرحها نظام السيسي.

 

وتعددت سوابق نظام السيسي في المناورة خلال تعاطيه مع القضايا الإقليمية، من بينها حرب اليمن، حينما سجل السيسي اعتراضه على التدخل أوالمشاركة في هذه الحرب، ليكتشف المصريون بعدها من خلال تصريحات سعودية رسمية أن السيسي هو من عرض على السعودية وقتها التدخل والمشاركة مع السعودية في هذه الحرب مقابل "الرز" والدعم المالي الخليجي.

 

كما ناور في قضية تيران وصنافير، حينما تركها تأخذ وقتها في المحاكم المصرية وسمح بإصدار حكم بمصريتها، لابتزاز السعودية في الحصول على أعلى سعر كمقابل للجزيرتين، وحينما سددت السعودية الثمن حسم السيسي القضية وألغى كل الأحكام القضائية النهائية بجرة قلم وقام بتسليم الجزيرتين على الفور.

 

مناورة جديدة

 

ويعود السيسي من جديد هذه الأيام ليناور مرة أخرى بالتزامن مع بورصة الحرب التي تعد لها السعودية ضد حزب الله، بلبنان؛ حيث قال عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، إنه يعارض الحرب، وذلك ردًا على سؤال عن توجيه ضربات عسكرية لإيران أو حزب الله، بحسب ما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء.

 

وأضاف السيسي أن أي مشكلة في المنطقة سواء تعلقت بإيران أو حزب الله، يجب التعامل معها بحذر، مضيفًا: "لا نريد إشكاليات أخرى، ولا زيادة التحديات والاضطرابات الموجودة في المنطقة".

 

وأشار السيسي إلى أن مصر ترى أن ما حدث في المنطقة يكفي، خاصة فيما يتعلق بالاضطرابات التي شهدتها.

 

ولعل المراجع لأحاديث السفيه خلال حرب السعودية مع الحوثيين في اليمن يكتشف أن هذه التصريحات قالها بالحرف الواحد، حينما أعلن موقفه من رفض المشاركة في هذه الحرب، ثم كشف بعد اللواء أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، أن السيسي عرض على الملك سلمان التدخل والمشاركة، مقابل "الرز السعودي"، وشارك بعدها السيسي في هذه الحرب، في الوقت الذي كشفت فيه صحف أجنبية ومصادر مطلعة عن فضيحة لعب السيسي على الحبلين، حينما كان يقوم بتصدير زوارق بحرية للحوثيين ضد السعودية، لابتزاز المملكة، ثم الدخول على الخط مع السعودية في الحرب على الحوثيين حينما حصل على مساعدات مالية.

 

وأكدت تصريحات السيسي، في حديثه حول الحرب على حزب الله، مناورته للوصول لأعلى سعر في بورصة الحرب من أجل المشاركة، حينما قال على هامش منتدى شباب العالم: "نحن مع أشقائنا في منطقة الخليج"، مشددًا على أن أمن الخليج من أمن مصر، وأمن مصر من أمن الخليج، مطالبًا بعدم زيادة التوتر في المنطقة، لكن ليس على حساب أمن واستقرار الخليج.

 

السيسي سيشارك

 

فيما كشفت مصادر مطلعة في خارجية الانقلاب، أن السيسي حال طلبت منه السعودية المشاركة في هذه الحرب مقابل مساعدات مالية فسيوافق عليها لفور، موضحًا أن السيسي لن يضره الاشتراك بطلعات جوية والقيام بحرب إعلامية على حزب الله، طالما وجد من السعودية ما يسيل به لعابه.

 

وأكدت المصادر أن السيسي على استعداد للدخول في هذه الحرب، من أجل الحصول على الدعم الخليجي، مؤكدًا أن هناك مشاورات مصرية مع السعودية للتوافق حول هذه الحرب التي تعد لها السعودية على حزب الله، خاصة بعدما تم توقيف سعد الحريري رئيس الوزراء المستقيل من لبنان في الرياض.

 

من ناحية أخرى، قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إنه على وقع طبول الحرب العبثية تبدو حركة السيسي السياسية أشبه بلعبة البندول.. تلك اللعبة التي يمارسها ولا يطيق أن يلعب بها أطفال مصر.

 

وأضاف قنديل، خلال مقاله المنشور على صحيفة "العربي الجديد" مساء أمس الجمعة، أن السيسي يتأرجح، مثل البندول، بمواقفه على الساحتين الإقليمية والدولية، ليقترب ويبتعد، حسب اتجاه رياح المنح والمساعدات، فلا يعرف المبدئية، ولا ثوابت لديه، إلا ثابت وحيد: الرضا الإسرائيلي، وكل ما عدا ذلك متغير، حتى على مستوى علاقاته وتحالفاته بالداخل، ولعل واقعة الغدر بصهره رئيس الأركان واحدة من تجليات هذه الحركة البندولية. 

 

وتابع: "يكاد السيسي كلما تحسّس ميكروفون أن يهتف "أنا رئيس"، وكأنه لا يصدّق، بعد أربع سنوات، من اختطافه السلطة أنه يحكم البلاد، أو ربما كان يبالغ في ممارسة الطقوس الرئاسية لإغاظة الشعب، أو بالأحرى كيدًا لمن لا يعترفون به، وتطليعًا للسان، وتلعيبًا للحواجب، لمن يعارضونه.

 

وتساءل قنديل: "هل صحيح أن السيسي لا يريد حربًا في المنطقة؟ الحاصل أنه، مثل أي طاغية، حائز على سلطة مسروقة، لا يستطيع أن يؤمن سلطته، ويقضي على أي فعل جماهيري مناوئ له، إلا بافتعال حالة حرب، يبتزّ بها الناس، بتخويفهم من خطر خارجي داهم، سيعصف بهم إن تمرّدوا على الحاكم، كما الحال مع حربه المصطنعة، ضد إرهاب يغذيه ويتغذّى عليه.

 

ومن ناحية أخرى، يمارس لعبته في تعبئة رصيده من أموال، مثل أي تاجر حربٍ لا تحكمه عقيدة، سوى عقيدة التكسّب من الخرائب، ولذلك، لا يمكن النظر إلى تصريحاته أخيرا بشأن تمنعه عن الحرب، إلا باعتبارها تكتيكاتٍ تهدف إلى مضاعفة أسعار خدماته العسكرية التي يقدّمها لمن يدفع".

 

واختتم قنديل قوله: "هو فقط يريد أن يقول إن الحرب مكلفة، رسالة بعلم الوصول لمن يطلب بأن عليه أن يراعي فروق الأسعار".