بالفيديو.. إعلانات “التسوّل” تحمّل المصريين فشل الانقلاب

- ‎فيأخبار

كتب- سيد توكل:

 

التدليس على المواطنين متلازمة أصبحتْ مقترنة دائمًا بإعلانات شهر رمضان كل عام على فضائيات الانقلاب، تتنافس فيها المؤسسات الخيرية مع الشركات والمؤسسات الاستثمارية التي تديرها أذرع المخابرات والأجهزة السيادية للعسكر.

 

وبعيداً عن حالة التسوُّل الكبيرة التي تشهدها إعلانات رمضان دائماً، شهدت الإعلانات هذا العام عدداً من سقطات العسكر المثيرة للجدل، كما تم تطعيم الإعلانات بوجبة دسمة وغير مباشرة من الرسائل السياسية، الأمر الذي يُوحي أن حملات الدعاية في رمضان ليست فقط شركات الدعاية والإعلان هي مَن تُشرف عليها، لكن جهات أخرى وراء الكواليس تقف خلفها.

 

من المدهش أن تصف إعلان تليفزيوني بالغموض، لأن الغرض من كلمة إعلان هو الدعاية لمنتج أو فكرة فإذا صاحبها الغموض كان هذا مضحكاً للغاية، وهذا بالضبط ما يستحقه إعلان "حق المعرفة"، الذي أذاعه إعلام اللواء عباس كامل، مدير مكتب السفيه السيسي منذ عدة أيام، ونشروا لوحاته الإعلانية في شوارع القاهرة.

 

وبحسب نشطاء وإعلاميين لم يفهم حتى الأن معنى الإعلان، ولا ماذا يريد ولا لمن هو موجه، كلنا نريد المعلومات ونرحب بالمعرفة، وليس بيدنا حجب المعلومات لأن هذا الإجرام من تخصص نظام الانقلاب الذي قام بحجب أكثر من 25 موقع إخباري مؤخراً، فهل هذا إعلان موجه للمسئولين في الرقابة الإدارية التي يديرها "محمود" نجل السفيه السيسي؟

 

3 عقارب

بعيدا عن غموض الإعلان، كان اختيار الشخصيات الثلاث ، التي تقدمه هو الأكثر عبثية في تاريخ الإعلان المصري، إسعاد يونس التي باعت  المنتج السينمائي المصري تحاضرنا عن فضلها في التركيز على المنتج المصري، ركزت عليه لحد ما باعته .

و"عصام الحضري" الذي باع ناديه وسافر هاربا لسويسرا بحثا عن المال، ودخل في مشاكل لا حصر لها ،ومعارك من أجل اللعب أساسيا ومن أجل المادة، يحاضرنا عن قبول الأسوأ لتحقيق الأفضل.

 

 أما "إبراهيم عيسى" فهو الوحيد الذي لم يقل لنا في الإعلان ماذا يريد، بل ظل يراوغ كعادته وكأنها شهادة زور أخرى دُعي لشهادتها، باعتبار شهرته في تزوير الحقائق، والدفاع المستميت عن جمهورية الجنرالات.

 

قبح الانقلاب

 

يقول الناشط "سمير الورداني" على صفحته فيس بوك: "أعزائي المعلنين المرايا لم تكشف سوى قبحكم وقبح من دعاكم لمثل هذا الإعلان، عجزنا عن تصديقكم لأنكم تبيعون الوهم لنا والمصيبة أنكم هذه المرة تبيعونه ملفوفا بالألغاز".

مضيفاً بسخرية لاذعة:"واللي يفهم الإعلان يراسلنا الله لا يسيئكم وأهو برضو يبقى اسمه حقنا في المعرفة حقنا ازاي بس إذا كنا مش فاهمين الإعلان".

 

الخبراء أرجعوا قلة عدد الحملات الإعلانية هذا العام إلى حالة التدهور الاقتصادي الذي تشهده مصر بعد انقلاب 30 يونيو، فضلاً عن حالة الركود التي تعيشها كثير من الشركات بعد تعويم الجنيه وارتفاع الدولار واشتعال الأسعار.

 

 وبرغم أن الحملات الإعلانية جاءت قليلة هذا العام إلا أنها ضمّت قائمة الإعلانات نجوم غناء وتمثيل وكُرة، ولأن الفنانين ونجوم الكرة والمشاهير مهمتهم الدائمة هي "التسوُّل الشِّيك"، ومغازلة جيوب وقلوب المصريين وتحريك عواطفهم للتبرع لمؤسسات خيرية يديرها العسكر، فإن السؤال الأبرز والأهم الذي بات يتكرَّر سنوياً، ماذا لو أنفق أحد هؤلاء الفنانين والكرويين أجر عمل واحد من أعمالهم أو مباراة على بناء مستشفى أو المشاركة في عمل إنساني خيري؟.

 

الفنان "مصطفى قمر" على سبيل المثال ظهر في إعلان جمعية "رسالة"، يدعو المواطنين للتبرع بملابسهم القديمة لصالح الفقراء والمحتاجين، إلا أن "قمر" ظهر في الإعلان الخيري وهو يرتدي "روليكس" وهي من أغلى ماركات الساعات في العالم؛ الأمر الذي أثار موجة انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

دلال والحنفية!

 

في إعلانات التسوُّل والتبرع التي تملأ شاشات التلفزيون في رمضان، يحرص القائمون عليها دائماً على إلقاء المسؤولية على المواطن وتبرئة حكومة الانقلاب من أية مسؤولية.

 

فعلى سبيل المثال أثار إعلان "توصيل مياه نقية للمواطنين" قامت به الفنانة "دلال عبد العزيز" موجة انتقاد وسخرية على مواقع التواصل، حيث إن مصر بلد النيل لا زالت تتسول على مواطنيها في عام 2017 لإيصال مياه نظيفة إليهم.

 

وظهرت في مقدمة الإعلان الذي يرعاه بيت الزكاة والصدقات المصري الفنانة "دلال عبد العزيز" مع ربة أسرة في إحدى قرى الصعيد وتتحدّث معها عن معاناتها مع مياه الشرب، وسألتها: "وريني كده المية اللي بتشربوها؟"، وعندما رأتْ أن المياه ملوثة وغير صالحة للشرب كان جوابها: "معلش ربنا يكون في عونك"..فقط!

 

منطق الاعتراض لدى كثيرين هو أن الفنانة أو الإعلان ومخرجه والقائمين عليه لم يتحدثوا عن المسئولين الذين لم يُكلّفوا أنفسهم توصيل المياه النظيفة لتلك السيدة، والتي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي لاحقاً وأكّدتْ أنها لم تحصل على شيء مقابل هذا الإعلان وأن القائمين على الإعلان لم يقُوموا بتوصيل المياه لها.

 

ولذا فإن الإعلان يحمل رسالة هامة، مفادها أن المواطنين هم المسئولون عن حل مشاكلهم بعيداً عن إلقاء اللوم على حكومة الانقلاب.

وكشف البعض عن أن تكلفة الإعلان نحو 600 ألف جنيه، ما يعني أن تكلفة الإعلان تكفي لتوصيل مياه نظيفة لـ 300 أسرة إذا كان مقدار التوصيلة الواحدة 2000 جنيه بحسب الإعلان.